صدر حديثًا.. “العدد 91 من مجلة حراء”

يطل علينا العدد الجديد (91) من مجلة حراء بموضوعات متنوعة فكرية وأدبية وعلمية وثقافية وتربوية، ليشكل منها وحدة موضوعية تعالج كثيرًا من القضايا الآنية المتعلقة بالفرد والمجتمع. تسلط الضوء فيه على مزيد من الحلول لمعالجة كثير من القضايا المطروحة على الساحة الفكرية، بأقلام نخبة من الكتاب المتميزين من مشارق الأرض ومغاربها.

تفتتح المجلة عددها بمقالها الرئيس “الطبيعة المجني عليها” للأستاذ فتح الله كولن المتصدر هذا العدد من حراء، والذي استهل كلامه فيه بـ “إن الطبيعــة بــكل أجزائهــا معــرض للمعجــزات (الإلهية)، بيد أننا نرى تســميتها بـ “الكتاب” أنســب مــن المعــرض”. إنه “الموضوع الرئيس للعلوم الطبيعية، وليس لما سوى ذلك وزن ولا قيمة إلا بمقدار علاقته بالإنسان”.

وإذا كان الأستاذ كولن أكّد على الاهتمام بالطبيعة والعمل على استعادتها للجمال الذي فقدته، فقد تناول الدكتور “عمرو يحيى” جانبًا محوريًّا يدعم هذه الطبيعة وهو “الفطرة” التي تندرج تحتها الطبيعة، وذلك من خلال مقاله الموسوم بـ “الفطرة وسننها الثابتة” والقائل فيه “قــد ســن الله فــي مخلوقاتــه الحية ســننًا ثابتة، وأحيا أجهزتهــا الحيويــة لكــي تقــوم بوظائفهــا بشــكل تلقائــي ومبرمــج”. أما الدكتور “أمير السيد ذكي” فيحدثنا في مقاله “هل النسيان يحسن الذكاء” عن “إن أغلــب النــاس يعانــون مــن نســيان الأشــياء من وقــت لآخــر، ويــزداد معــدل النســيان بنســب أكبر كلما تقدم الإنسان في العمر، مما قد يكون مخيفًا أو مثيرًا للقلق وإن كان النسيان الذي لا يستدعي القلق هو النسيان والسهو البسيط الذي لا يسبب مشاكل تؤثر على استقلالية الفرد وتعيق ممارسته لحياته والعمل بشكل طبيعي”. ويستعرض الدكتور “سعيد بوعيطة” في مقاله “التسامح وضرورة فهم الآخر”، أن التســامح عملية إلزامية تســتدعي الحوار والتعايش، وتقبل الآخر الذي لا نســتطيع بدونه تحقيق ما نأمل بلوغه، والذي يعيد هيكلة مجتمعاتنا وبناء تمثلاتنا حول ذواتنا وحول الآخر، وبالتالي يعيد تشكيل منظوماتنا القيمية والأخلاقية وتحكم علاقاتنا الاجتماعية. أما عن الابتسامة الحقيقية التي تنبع من القلب وشكلها في ملامح وجوهنا والفرق بينها وبين الابتسامات الأخرى غير الحقيقية وأنواع الدراسات والأبحاث التي دارت حولها فذلك ما سنطالعه في مقال الأستاذ “صابر عبد الفتاح المشرفي” الموسوم ب “ابتسامة دوشين عندما تكون الابتسامة حقيقية”.

وفي مجال العلوم يطلعنا الدكتور “محمد السقا عيد” من خلال مقاله” وليس الذكر كالأنثى” على الاختلافات الحقيقية بين الرجال والنساء. ويدعو الدكتور “ناصر أحمد سنه” من خلال مقاله “حياة بلا كربون” إلى النظر في أكثر العناصر أهمية في كوكبنا وإلى قيمته ككنز حيوي، والنتائج المترتبة على خلو حياتنا منه.

هذا إلى جانب عدد آخر من المقالات الأدبية والعلمية والثقافية التي ذخر بها هذا العدد من حراء، والتي نرجو أن يجد فيه قراؤنا الأعزاء ما يمدهم بالفكر الواسع، ويدفعهم إلى تنمية ملكات الإبداع والتأمل لديهم، وبالله التوفيق.