محاربة الشيخوخة بالذكاء الاصطناعي

لما كانت الصحة والشباب من أهم الموضوعات التي تشغل بال الإنسان، فإن أول سؤال يتبادر إلى ذهن أي شخص هو: هل سنصل إلى سر الشباب الدائم في القـرن الحالي؟ تشير تنبؤات العلماء إلى أننا مقبلون على مرحلة ذهبية في حياة البشر تفسر أسباب جميع الأمراض، بدءًا بمرض الرشح وصولاً إلى الأمراض المستعصية مثل السرطان والزهايمر وغيرها.

يعتقد الدكتور “سيمور بنزر” الذي توصل إلى اكتشاف الجينة الميقاتية في بعض الحشرات -وهي الجينة التي تدق مثل الساعة لتسجل تقدم العمر- أن اكتشاف هذه الجينة في الإنسان سيحدث انقلابًا في حياته. وهذا أمر وارد، لأن “بنزر” وزملاءه العاملين بقسم البيولوجي بمعهد التكنولوجيا في كاليفورنيا، يعملون ليل نهار من أجل هذا الكشف للتوصل إلى دواء لإطالة العمر.

يقول بنزر: “إن تناول أقراص الشباب يمكن أن يحفظ للإنسان حيويته وشبابه خلال تقدم العمر، كما أن حقن البويضات المخصبة بهذه الجينات يمكن أن يملأ العالم بجيل لا يصاب بالشيخوخة من أبناء القرن الحادي والعشرين.. بل إن حقن الكبار بهذه الجينات السحرية سيكون بمثابة شحن بطاريات الحياة. ولكن هذا أمر يثير قلق رجال الاقتصاد؛ لأن كل سنة زيادة في معدل حياة الإنسان الأمريكي، تعني ضرورة زيادة النمو الاقتصادي بمقدار 1% لمواجهة احتياجات مجتمع لا يصاب بالشيخوخة”.

أما “مايكل روز” أستاذ البيولوجي الذي يعمل بجامعة كاليفورنيا فيقول: إن التعامل مع الشيخوخة، أصبح حاليًّا بمثابة التعامل مع مرض وليس مجرد مرحلة من مراحل الحياة. ويرى “روز” أن إعادة الشباب سيكون من أبرز صناعات القرن الحالي.

إن إعلان الحرب على الشيخوخة بتناول أقراص الشباب حلم كل شخص، ولكن الأمل الذي يتطلع إليه الأمريكيون بلهفة خلال هذا القرن، هو التوصل إلى علاج لمرض السرطان الذي أصبح وباء القرن العشرين -وما زال- كما كان السل وباء القرن التاسع عشر.

يقول “ريتشارد كلوز نرن” مدير معهد علاج السرطان: إن علاج هذا الوباء يمر بمرحلة تغيير شاملة، إذ إن مختبرات البحوث تعيش وسط طوفان من الأدوية الجديدة التي ما زالت في مرحلة التجربة. ويرجع الفضل في زيادة هذه الأدوية الجديدة، إلى اكتشاف حقيقة أن المرض سببه جينات مريضة. وبالتالي، أصبحت المعركة مع هذه الجينات المريضة وكيفية مكافحتها أمرًا صعبًا، لأن كل نوع من أنواع السرطان له خصائص تختلف عن خصائص النوع الأخر، فسرطان الرئة يختلف عن سرطان الثدي عن سرطان القولون وهكذا.

ويرى بعض الخبراء، أن إيجاد دواء لشفاء مرض السرطان أمر قد لا يتحقق في هذا القرن، ولكنهم يرون أن السيطرة على المرض وتخفيف مضاعفاته ليعيش المريض حياة طبيعية، أمر وارد خلال السنوات العشر القادمة، أي أن علاج السرطان سيصبح مثل علاج ضغط الدم، والسيطرة على المرض من خلال الوقاية منه، سيكون هو الأسلوب الجديد للعلاج. فهناك تفاؤل بشأن التوصل إلى علاج أمراض أخرى لها نفس الخطورة، مثل مرض الشلل خاصة الشلل الناتج عن إصابة في العمود الفقري، وهذا يحمل أملاً كبيرًا لمن يتعرضون لإصابات وحوادث شديدة على الطرق.

الذكاء الاصطناعي طبيبك التلقائي

وإذا كان الأطباء يستعينون حاليًّا بالعديد من الأجهزة الإلكترونية لعلاج المرضى، فإن هذه الأجهزة قد تصبح في عام 2030 قادرة على تشخيص وعلاج المرض دون حاجة إلى طبيب. وعلى الرغم من أن الأجهزة الإلكترونية الذكية أصبحت شرطًا للأطباء في عملهم، إلا أن الحاجة ستبقى دائمًا للطبيب الذي تزداد كفاءته بمشاركة أجهزة الذكاء الاصطناعي القادرة على معرفة المعلومات الكثيرة وتحليلها.

من واقع هذا الخيال يقول خبراء الذكاء الاصطناعي، إن الساعة التي ستدق لك في الصباح، سيكون لها عدسة تخترق بأشعتها العين لتقوم بقياس الضغط والنبض وضربات القلب.. وإذا لم تجد ما يحتاج التنبيه والفحص تقول لك: “كله تمام، ولكنك بحاجة لتناول بعض السوائل، وسأعطي إشارة للثلاجة لتعد لك كوكتيلاً مقويًا”. وما عليك إلا أن تذهب إلى الثلاجة لتجد هذا الكوكتيل. وإذا ذهبت إلى دورة المياه بعد ذلك، فإن الجهاز الحساس المعلق بالمرحاض، سيجري التحليلات اللازمة، وينقلها إلكترونيًّا إلى جهاز الكمبيوتر، لتحتل موقعًا آمنًا به يحوي جميع التقارير الطبيعة الخاصة بك، وفي حالة ظهور أي عارض مرضي، يتلقى المريض إخطارًا من الطبيب.

وقد أكدت التجارب الميدانية أن استعمال عصائر الفاكهة والخضروات، قادرة على إعادة الدم إلى توازنه الذي يفقده نتيجة الضعف الناتج عن الأنيميا أو تركيز كريات الدم. ففي حالة تكثيف الدم فإن استعمال عصائر الفاكهة والخضروات لمدة 3-4 أسابيع، تعيد الدم إلى وضعه الطبيعي، أما في حالة فقر الدم فإن استعمال السبانخ والبقدونس والرجلة، قد ثبت نجاحها في إعادة الدم إلى مستواه الطبيعي، لأنها غنية بالحديد والكلوروفيل (المادة الخضراء). ويوصي الأطباء المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أن يكثروا من تناول العصائر الغنية بملح البوتاسيوم، كما يوصى بتكرار هذه الوصفة العلاجية كل ستة أشهر.

والعصائر التي تستعمل لعلاج الدم، تشمل الموالح والزبيب الأسود والعنب، بالإضافة إلى الجزر والسبانخ والبصل والثوم. أما أمراض هبوط الدم فيمكن علاجها بتناول عصائر الأناناس والكرفس والفجل والبصل.

أما أمراض السمنة التي بدأت تنتشر في كل أنحاء العالم، وتفشت في الدول الغنية والفقيرة، وبين قطاعات المجتمع، ونتيجة لذلك نشطت عيادات العلاج الطبيعي المعتمدة على الصوم، مع تناول عصائر الخضروات والفاكهة، وحققت نجاحًا باهرًا. وتمثل الخضروات والفاكهة حيزًا كبيرًا من الوصفات العلاجية، للقضاء على أمراض السمنة، ومنها الجزر والسبانخ والبنجر والخيار والشمام والرجلة والأناناس.

ويتهم خبراء التغذية التكنولوجيا الحديثة بأنها وراء تزايد أعضاء حزب أشجار الجميز الذين يشكلون حاليًّا نصف المجتمع الأمريكي. فالتكنولوجيا زادت من وفرة الأغذية وقللت من حركة الأمريكيين، بتقديم الأجهزة التي توفر لهم الراحة دون أي جهد. ومعايشة المجتمع في أمريكا، تجعل المرء يشعر أن الشعب الأمريكي مصاب بحالة فصام في الشخصية. إلى جانب الإعلان عن الأغذية الدسمة التي لا تتوقف، نجد صورة عارضات الأزياء المصابات بحالة هزال رهيبة.

أحلام الرشاقة

لا تحمل أبحاث محاربة الشيخوخة حلم الرشاقة لمن يسعى إليها إلا إذا كان الحظ سيحالف الباحثين عن الخلايا البنية اللون. وقصة ذلك أوضحها آخر بحث تم إجراؤه عن هذه الخلايا، بعد أن ثبت أن هناك خلايا دهنية بيضاء وخلايا دهنية بنية اللون. حيث تتميز الخلايا البنية بأنها تحرق الدهن الذي تختزنه لتحوله إلى حرارة، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة للأطفال، أما الخلايا البيضاء فتختزن الدهن. وقد أوضحت الدراسة أن الخلايا البُنيَّة، يقلّ عددها مع تقدم السن وتصبح شبه خاملة، وبالتالي فإن الحل هو تنشيط هذه الخلايا البنية لنخلص الأجسام من الدهون.

كما نجد أن أمراض الروماتيزم تتجاوب مع تناول العصائر العلاجية، وأن المصابين بمرض النقرس، قد يعانون بعض الاضطرابات عند بداية استعمال العصائر العلاجية، وذلك لأنها تذيب حامض البوليك وتدفع به في مجرى الدم للتخلص منه. وبالرغم من هذه الاضطرابات، فإن العصائر العلاجية قد أثبتت فعاليتها في تقليل أعراض الروماتيزم.

ومن العصائر التي شاع استعمالها لمرضى الروماتيزم، الجزر والشمام والرجلة والبطاطس والكرفس؛ لأن مسببات أمراض الروماتيزم عدم التوازن في الأملاح المعدنية وبالتحديد النقص في مادة البوتاسيوم. وفي بحث حديث، تم في الدنمارك التأكد من أن تناول خمس جرامات يوميًّا من الزنجبيل لمدة ستة أشهر يساعد على شفاء أمراض الروماتيزم.

أما مرضى السكر فينصح باستعمال العصائر العلاجية لتقليل نسبة ارتفاع السكر في الدم، ومن الخضروات التي تستعمل بكثرة لهذا الغرض، الفاصوليا والرجلة أو الخيار والكرفس والخس والبصل والثوم، بالإضافة إلى عصير الموالح. وقد تأكد أن القشرة الخارجية للفاصولياء تحتوي على مادة مماثلة لمادة الإنسولين التي يحتاج لها الجسم في تنظيم عمليات تمثيل السكر في الكبد، وبخصوص أمراض الكلى يرجى استعمال العصائر لعلاج عدد من حالات المغص الكلوي، ومنها عصير الفجل والجزر والكرفس. كما أن عصير الليمون يذيب الحصوة الناتجة عن ترسبات حامض البرليط في المرارة.

وكذلك الأمراض التي يمكن علاجها باستخدام الخضروات والفاكهة، مرض الغدة الدرقية الناتج عن نقص اليود، وذلك باستعمال عصائر الجزر والسبانخ والكرفس والخس، كما يمكن التخلص من روائح الفم بتناول الخضروات الغنية بمادة الكلورفيل، مثل الرجلة والسبانخ والجزر والبنجر والخس، ويمكن علاج الربو بتناول عصائر الليمون والفجل والثوم.

وفي ظل الاحتياج الدائم للغذاء خاصة بعد فاعلية علاج أمراض الشيخوخة بعلوم التغذية، يرى خبراء الغذاء أن العالم سيضطر في السنوات القادمة إلى التحول نحو تناول النباتات ويبتعد تمامًا عن أكل اللحوم.

والسبب هو أن تربية المواشي، لها آثار وخيمة على استنزاف مصادر المياه، إلى جانب ما تسببه من تلوث للبيئة، هذا -بطبيعة الحال- إلى جانب ما ينجم عن تناول اللحوم من أمراض القلب والضغط. وقد جاء في دراسة أعدتها منظمة “وورلد واتش” المهتمة بدراسة البيئة، أن إنتاج رطل واحد من اللحم، يحتاج إلى سبعة أرطال من العلف التي تحتاج بدورها لحوالي سبعة آلاف رطل من المياه لإنتاجها. ويرى خبراء التغذية أن الأمل معلق بتحسين مزارع الأسماك ومراعاة القواعد الدولية للصيد.