الصداع من أكثر الشكاوى انتشارًا بين الناس وأسبابه عديدة، فقد يكون سببه أمراض باطنية، أو نفسية، أو عصبية، أو أمراض الجيوب الأنفية والأسنان وكذلك العيون، فأي شكوى من الصداع قد يكون من المفيد في بعض الحالات استشارة طبيب العيون. ومن أكثر أسباب الصداع انتشارًا أخطاء انكسار العين خصوصًا طول النظر والاستجماتيزم ونادرًا قصر النظر.
ففي طول النظر تحول عضلات العين الداخلية باستمرار إصلاح خطأ الانكسار لتكون صورة واضحة على الشبكية، ويزداد هذا المجهود عند النظر للأشياء القريبة مثل القراءة، والعين في طفولتها وشبابها عندها فائض من قوة تكيف الإبصار، ولكن مع مرور الوقت يقل هذا الفائض ويبدأ ظهور الصداع عند القراءة أو مشاهدة التليفزيون وهي علامة لحاجة العين للمساعدة بنظارة طبية.
أما في الاستجماتيزم فتحاول العين بصفة مستمرة إصلاح الصورة على الشبكية بانقباض عضلات العين بدون نتيجة إلا الصداع الذي لا يُشفى بأي دواء إلا بالنظارة. والنظارة غير المضبوطة في وضعها أو في صناعتها قد تؤدي إلى الصداع. ومن الأسباب الأخرى في العين التي تؤدي للصداع… الحوَل الخفي أو الكامن، يحدث هذا في العين التي عندها استعداد لحدوث حوَل، فتبذل العين جهدًا عصبيًّا عضليًّا مستمرًا لكي تحافظ على النظر الموحد بالعينين… هذا الجهد المتواصل المستمر… لا بد أن يؤدي في لحظة ما إلى الصداع… ولن تنفع أي وسيلة علاج إلا علاج الحوَل الكامن في صورة نظارة طبية أو تدريبات لعضلات العين أو عملية جراحية أحيانًا في عضلات العين.
أما بعد سن الأربعين فإذا استبعدنا الأسباب السابق ذكرها، فقد يصحب الصداع وجع وألم في العين مع احمرار وتدميع قد يضعف النظر بدرجة بسيطة كما لو كان زجاج النظارة عليه تراب… كما في حالات التهاب القزحية… أو قد يكون ضعف النظر شديدًا مع الصداع الشديد كما في حالة الجلوكوما الحادة… ولذلك فأي صداع بعد سن الأربعين لا بد من فحص العينين.