قطوف كونية (جمال لا تحتمه الضرورة الوظيفية)

قطوف دانيات من عالم النبات

يشير العلامة “أدولف بورتمان”، الحُجة في مجال أشكال الكائنات الحية وعلاماتها المميزة ووظائفها لـ: “سمات كثيرة لا تفسرها الضرورة أو الملائمة للبقاء، فالأوراق ضرورية لإنتاج الشجرة غذائها، ولكن هناك الكثير في شكلها، وخطوطها مما ليس تكيفًا مع البيئة، بل هو أمر جمالي تصويري محض. إن عملية التمثيل الضوئي قد تفسر وجود وظيفة الأوراق، لكنها لا تفسر بأي حال تمايز وجمال ورقة البلوط عن ورقة القيقب” (المرجع الأصليِ Adolf Portmann: New pathways in Biology). فالزهور، وأوراق النباتات وتصنيفاتها وعروقها وتعرجاتها الظاهرة والدقيقة، وألوانها، تعطي تصانيف جمالية لا حصر لها هي غاية في الإبداع والدقة والانسجام والتناسق المبهر. صفات تبعث على البهجة”.

لا شك أن الوعي الجمالي يرتبط بالوعي الإيماني والعقدي ومحوره كيف تنظر للكون وللحياة والأحياء؟، وكيف يمكن تفعيل الحواس لتتذوق ـ بعد تيقنها من المسلمة الكبرى أنه لا بد للخلق من خالق؟ مظاهر الإعجاز الجَمالي، وتجليات الإبداع الإلهي. ويبقي أن هناك جوانبًا من العلم تكشف وتضيء وتوضح الارتباط الوثيق بين نظام الخلق، ومظاهر الإعجاز الجَمالي، وتجليات الإبداع الإلهي.