(موسم البناء والمواجهة)
قال جبار السماوات والأرض وما بينهما عز وجل وتقدست أسماؤه وتباركت صفاته: (أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚإِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)(إبراهيم: ٥).
إنه خطاب إلى حضرة النبوة الطاهرة الشريفة، وبعدها خطاب إلى كل وارث لأسرارها وأنوارها وبعدهم إلى كل حريص على تبليغ الإرث النبوي الشريف وخدمته..
كيف نخرج من الظلمات إلى النور؟
باتباع دليل النور المبعوث بالهدى وأسباب السعادة والسرور، الذي أتانا بكتاب هو رحمة واسعة وشفاء لما في الصدور..
كيف يحصل الانتفاع بأيام الله؟
إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا.
ولقد أظلتنا أيام الفلاح وموسم من أعظم مواسم الأرباح، قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}(الفجر: 1، 2)
قال النبيَ صلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ: «ما مِن أيَّامٍ أعظمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَملِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ؛ فأَكْثِروا فيهِنَّ مِن التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحْمِيد».
أحبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرُّك بأيّهنَّ بدأتَ.. فلنجعل لنا وردًا منها ولنكثر ولنكثر ولنكثر..
إنها أيام النفير!
وللنفير معان عدة ألطفها هو: جمع أشخاص معينين (في الحي أو المجتمع) لغرض تأدية أمر معين كبناء منزل أو المساعدة خلال موسم الحصاد. ويستخدم مصطلح النفير العام لوصف عملية قيام مجموعة من الناس لمواجهة عدو أو خطر محدق..
نعم إنها أيام البناء والمواجهة
أيام نقيم فيها بنيانًا مرصوصًا لقلوبنا على موازين القرآن، أيام نشد فيها حيازيمنا ونشحذ هممنا لمواجهة شرور النفوس وغوايات الشيطان.
إذا نحن أردنا أن نكون مع أهل البشائر يوم تبلى السرائر، يوم لا قوة ولا ناصر إلا الرب العظيم القاهر..
فلنعد إلى مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مدرسة الأخلاق والسلوك الإنساني الرفيع، مدرسة كُتِبَ على أبوابها: (إنَّما أنا لكم بمَنزِلةِ الوالِدِ، أُعلِّمُكم..).
حي على خير العمل، يا باغي الخير أقبل..