ملك المائدة الرمضانية هل يتنازل عن عرشه؟

مع اقتراب شهر رمضان يكثر الإقبال على شراء التمر الذي يعد مادة أساسية على المائدة الرمضانية لما له من فوائد غذائية، وهو من أكثر السلع الرمضانية رواجًا في الأسواق نظرًا لفوائده الصحية المتعددة التي ينصح بها الأطباء وعلماء التغذية، فهو غذاء صحي، صغير الحجم، حلو الطعم، سهل الهضم، عظيم الفائدة على صحة البدن، وقوة المناعة، والوقاية من السموم، أيضًا يوجد بكثرة في الأراضي العربية بمختلف أنواعه الأمر الذي يجعله سلعة رخيصة ومفيدة صحيَا في مثل تلك الأيام المباركة.

يعد التمر غذاء متكاملاً؛ نظرًا لاحتوائه على عناصر مهمة للغاية، فمكونات هذه الثمرة الصغيرة تجعلها مفيدة للقلب والمناعة، والأهم هو أن الاستفادة من هذه الثمرة لا يتطلب الإكثار من تناولها؛ فتناول ثلاث حبات من التمر في اليوم كافٍ للحصول على فوائد هذه الثمرة، فالتمر من أكثر المواد الغذائية المفيدة للصحة، فهو يحتوي على معادن مفيدة للجسم، إضافة إلى فيتامينات ومركبات غذائية نباتية، ويشار إلى أن الأبحاث الطبية أثبتت أن التمور تحتوي على 15% من المعادن المهمة للإنسان، بالإضافة إلى أنها تحتوي على 23 نوعًا من الأحماض الأمينية؛ ولذلك يعدّ تناول التمر غذاء مثاليًّا للجسم، فهو يحتوي على نسبة جيدة من الكربوهيدرات والأملاح المعدنية، كما يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات والسكريات الطبيعية مثل: الجلوكوز، والسكروز، والفركتوز، وهي من أهم السكريات الطبيعية المهمة لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة لأداء الجسم لأعماله اليومية بكفاءة، لذا يمكن تناوله قبل ممارسة التمرينات الرياضية مما يزيد من قدرة الأداء البدني أثناء القيام بالتمارين، بجانب احتوائه على الألياف، وهو غنى بالعديد من العناصر الغذائية التي تقي من عدد كبير من الأمراض.

التمر مقوٍ للعضلات والأعصاب وهو يقاوم مظاهر الشيخوخة، ويمكن البدء به على المائدة الرمضانية حتى تهيء المعدة له، بالإضافة إلى أنه يقي من العديد من الأمراض التي قد يصاب بها الإنسان مشيرا إلى أنه يحافظ على هدوء النفس ويقضى على القلق النفسي، ويقوى العضلات، بجانب سرعته في هضم الطعام، ومقاومته لضغط الدم لاحتوائه على فيتامين(أ)، ويحافظ على سلامة الجهاز العصبي، أيضًا فإن محتوى التمر العالي من الجلوكوز ضروري لعمل الدماغ إذ أنه المصدر الرئيسي للطاقة، كما وأن احتواءه على البوتاسيوم يساعد في عمل الأعصاب، كما يحتوي التمر على نسبة عالية من الحديد، وهو أحد المكونات الأساسية للهيموجلوبين في الدم، لذلك فان تناول التمر يوميا يضمن حصول الجسم على الحديد اللازم لوقايته من الأنيميا، خاصة في الأطفال والسيدات الحوامل.

التمر ومضادات الأكسدة يحتوي التمر على أفضل وأقوى ثلاثة أنواع من مضادات الأكسدة التي تعمل على حماية الجسم من خطر الإصابة بكثير من الأمراض مثل السكري وأمراض القلب والأورام والزهايمر، فهي تحمي خلايانا من التلف والموت بمقاومة الأكسجين الحر، يمتلك التمر مقارنة بأنواع الفاكهة المماثلة أعلى محتوى مضاد للأكسدة وهذه الأنواع هي:  الفلافونويدات التي تساعد على التقليل من الالتهابات، وقد أثبتت الدراسات إمكانيتها في التقليل من خطر الاصابة بمرض السكري، والوقاية من بعض الأمراض الأخرى مثل أنواع من السرطان ومرض الزهايمر. والكاروتينات التي تعزز صحة القلب، وتقلل من خطر الإصابة بالضمور البقعي للعين. وحمض الفينول الذي يقلل خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب، لاحتوائه على مواد مضادة للالتهابات، بالإضافة إلى الفينولات الكلية، والأنثوسيانين، وحمض الفيروليك، وحمض البروتاتيكويك، وحمض الكافيك.

التمر والسكري أية علاقة؟

على الرغم من كون التمر مصدرًا عالي للكربوهيدرات والسكريات البسيطة كالجلوكوز والسكروز والفركتوز (كل 100 غم من التمر تمد الجسم بما يقارب 63 غم سكر)، إلا أنه بإمكان مريض السكري تناوله باعتدال، إذ يعد التمر ذو مؤشر جلايسيمي منخفض ما يعني كونه لا يسبب ارتفاع حاد في مستويات سكر الدم وإنما يعمل على رفع تدريجي لمعدلاته، ويعود ذلك إلى كونه غني بالألياف الغذائية، وينصح عادة بتناول مريض السكري حصة من التمر وهي ما تقارب ثلاث حبات صغيرة من التمر ضمن خطة غذائية محسوبة.

الكنز المفقود

أفاضت الدراسات الحديثة في اكتشاف فوائد التمر الكثيرة التي نعلمها عنه، واكتشفت العديد من الفوائد الرائعة الأخرى التي لا نعلمها من هذه الفوائد تقوية الجهاز المناعي:

أثبتت أبحاث في التغذية أن التمر يحتوي على مادة السيلينيوم المهمة لتقوية المناعة، وحيث أن التمر يحتوي على مضادات الأكسدة والتي تساعد على محاربة الأجسام الغريبة التي تدخل إلى جسم الإنسان، مما يحمي الجسم من التعرض إلى الفيروسات والبكتيريا، وهذا بدوره يقي من الأمراض المختلفة التي قد تصيب الجسم. وهو منشط للجهاز المناعي، وله مقدرة على تغليف المواد الغريبة بالجسم وله القدرة أيضا على معرفة مخلفات الخلايا المدمرة بالجسم، ويحتويها ويدمرها وبما يعنى أن تناول 7 تمرات يوميا على الريق قد يساهم بشكل إيجابي في التغلب على الفيروسات ، ومنها كوفيد – 19 لفيروس كورونا .

حماية الجهاز الهضمي

تحتوي التمور على 7-8 غرامات من الألياف لكل 100 غرام، وتساعد الألياف خاصة الغير قابلة للذوبان على المحافظة على صحة الجهاز الهضمي عن طريق زيادة حجم البراز فيسهل مروره بالأمعاء، وتخفيف أعراض الإمساك، وتحسن الارتجاع في المريء، فضلا على أن الألياف لها دور أيضا في حماية الغشاء المخاطي للقولون من التعرض إلى المواد الكيميائية المسببة لسرطان القولون، كما أن التمر به نسبة عالية من الكالسيوم مما يقي من التعرض إلى الإسهال، كما يعمل التمر على زيادة قدرة الجسم على تحمل فترة الجوع لذا ينصح من يعانى من مشاكل بالمعدة خلال شهر رمضان بالإكثار من تناول التمر خلال فترة الإفطار حتى يتمتع بفترة صيام جيدة.

أشارت دراسةٌ نُشرت في عام2015 إلى أنَّ استهلاك التمر British Journal of Nutrition  يمكن أن يقلل خطر الإصابة بسرطان القولون، دون أن يُحدِث تغيّراً في الميكروبات المعويّة، كما أظهرت النتائج أنَّ الأشخاص الذين تناولوا 7 حبات من التمر بوزن 50 غراماً تقريباً ازدادت لديهم حركة الأمعاء، وانخفض تركيز الأمونيا في البراز، والسميّة الجينية السائل الموجود في البراز بشكلٍ ملحوظ.

تنظيم ضغط الدم يعد التمر من الأغذية المهمة لتنظيم معدل ضغط الدم، حيث أنه يمنع ارتفاع ضغط الدم الشرياني، وذلك لأنه يعد مصدرًا عاليًّا للبوتاسيوم أهم عنصر للحفاظ على اتزان السوائل في الجسم والسيطرة على معدلات ضغط الدم، كما أنه يمنع تراكم الدهون داخل الشرايين، بالإضافة إلى عنصر المغنيسيوم الذي يساعد على خفض ضغط الدم.

تعزيز القدرات الذهنية وصحة المخ وذلك بعدة طرق

-التمور عامة غنية بمضادات الأكسدة، ومضادات الالتهاب التي تقي خلايا الدماغ من التلف، والموت، وبالتالي تحافظ على أعداد تلك الخلايا، وقدرتها على التواصل العصبي.

-تعد التمور من أغنى الفاكهة بالبوتاسيوم، مع القليل من الصوديوم، وهذا الخليط هو المثالي للحفاظ على صحة الأوعية الدموية ومنها أوعية الدماغ، كما يساعد على سرعة ويقظة الدماغ.

– غنية بفيتامين ب المركب المحوري لصحة أداء الجهاز العصبي والذاكرة.

– أثبتت الدراسات المعملية بأن التمر يقاوم المواد الالتهابية بالجسم (مثل إنترلوكين 6) وهو المتهم بأنه أحد أسباب الإصابة بمرض الزهايمر.

-يرتبط مرض الزهايمر أيضا بترسب بروتينات بيتا أميلويد في الدماغ الذي بدوره يعيق التواصل بين خلايا الدماغ، وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن التمر قد خفض نشاط ذلك البروتين، وترسبه في الدماغ.

أشارت دراسةٌ نُشرت في عام2015 Journal of Ayurveda and Integrative Medicine  وأُجريت على الفئران، إلى أنَّ المكملات الغذائية لثمار التمر يمكن أن تمتلك تأثيراً مفيداً في تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر، أو تأخير ظهور المرض، أو إبطاء تقدّمه عند المصابين به.

كما تشير إحدى الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب أنه عند مزج طعامها بالتمر أصبحت تتمتع بذاكرة أقوى وقدرة تعلم أفضل بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى تحسن ملحوظ في سلوكها فيما يتعلق بالهدوء وتحسن القلق.

تيسير الولادة الطبيعية

ارتبطت الرطب، وهي أحد مراحل تطور البلح، في أذهاننا بسهولة الولادة، وقد حظي هذا الموضوع بالعديد من الدراسات الإكلينيكية التي أشارت إلى أن تناول التمور يساعد على تيسير المخاض إذا تناولته المرأة في الأسابيع الأخيرة من الحمل فقد أشارت دراسة نشرت في عام 2011 إلى أن Journal of Obstetrics and Gynaecology استهلاك التمر في الأسابيع الأربعة الأخيرة من الحمل قلّل من الحاجة إلى التحريض الصناعي، والحاجة لتعزيز المخاض بشكلٍ ملحوظ، فقد بيّنت النتائج أنَّ النساء الحوامل اللواتي تناولن 6 حباتٍ من التمر يومياً ارتفع لديهنَّ متوسط توسّع عنق الرحم، ونسبة الأغشية السليمة، كما أنَّ 96% منهنَّ خضعنَ للمخاض الطبيعي نتيجةً لتناول التمر. ويمكن أن تعود هذه الفائدة إلى محتوى التمر من المركبات التي ترتبط بمستقبلات الأوكسيتوسين والتي تمتلك تأثيرًا مماثلاً لتأثير الأوكسيتوسين في الجسم، وهو الهرمون المسبِّب لتقلصات المخاض أثناء الولادة، كما يُعدُّ التمر مصدرًا جيّدًا للسكر الطبيعي، والسعرات الحرارية الضرورية للحفاظ على مستويات الطاقة أثناء المخاض، بالإضافة إلى مركبات التانين التي ظهر أنَّها تُساعد على تسهيل انقباضات الولادة، ويحدث ذلك بعدة طرق منها: تمدد أفضل في عنق الرحم، ومخاض أكثر طبيعية، و مدة أقصر للمخاض، وهدوء نفسي وهو الأمر المهم لصحة الأم والجنين، طاقة أفضل تحافظ على مستويات الطاقة أثناء الولادة، بالإضافة الي خفض الحاجة لاستخدام الأدوية القابضة للرحم، حيث يحتوي على مركبات تحاكي هرمون الأوكسيتوسين، وهو المسؤول عن انقباض الرحم أثناء الولادة، كما يحتوي على التانينات، وهي مركبات تساعد على الانقباضات عامة في الجسم؛ مما قد يؤدي إلى زيادة انقباضات الرحم أثناء الولادة.

الوقاية من تصلب الشرايين أفادت إحدى الدراسات الحديثة احتواء التمر على البكتين، لذلك فان تناول التمر يوميا بمقدار 100 جرام لمدة 4 أيام يعمل على الوقاية من تصلب الشرايين، والذي يعتبر من مسببات الأزمات والسكتات القلبية، وأيضا يقلل من عملية أكسدة الدهون في الدم.

أظهرت دراسةٌ أوليةٌ نُشرت في عام 2009Journal of Agricultural and Food Chemistry  إلى أنَّ استهلاك التمر، وبشكلٍ رئيسيّ صنف الحلاوي من قِبَل الأشخاص الأصحاء يمكن أن يؤثر في مستويات الدهون الثلاثية في الدم، والإجهاد التأكسدي، ولكن ما زالت هناك حاجةُ لإجراء المزيد من الدراسات لتأكيد ذلك.

كما أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة عام 2009 وأجريت على الفئران، إلى أن استهلاك Food & Function  الرمّان مع ثمار التمر وبذوره له تأثيرٌ مضادٌ لتصلّب الشرايين، إذ إنَّه ساعد على انخفاض مستوى الدهون المؤكسدة ، في الشريان الأورطي، ومستويات الكوليسترول، والدهون الثلاثية في الدم، والإجهاد التأكسدي بشكل أكبر من تناول التمر، أو تناول الرمّان على حِدة.

صحة العظام تحتوي التمور على خلطة ممتازة لصحة العظام؛ فهو من الثمار الغنية بالكثير من المعادن مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والنحاس والمنجنيز والماغنسيوم والفسفور وكلها معادن مهمة للحفاظ على صحة وسلامة العظام وتكوين الأسنان و العضلات بالجسم، ويرجع ذلك الي احتواء التمر على البورون، الذي يعزز صحة العظام ويساعد على امتصاص المعادن المقوية للعظام والمحاربة للهشاشة علي حد قول د جولي غاردن الأستاذ بجامعة ولاية نورث داكوتا.

زيادة الخصوبة لدى الرجال

أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلّة عام2015، وأُجريت على الفئران Althea Medical Journal  إلى أنَّ استهلاك التمر يمكن أن يحسِّن حركة الحيوانات المنوية، وشكلها لدى الفئران المصابة بالعقم الناجم عن التعرّض للباراسيتامول، ولكنه لم يُحدث تغييراً في تركيز الحيوانات المنوية.

وذكرت دراسة أجريت عام 2015 ونشرت نتائجها في دورية باكستان للعلوم البيولوجية، أن تناول نحو 120 ملجم من التمر يوميا لمدة شهرين أدى إلى تحسن ملحوظ في نسبة الخصوبة لدى الرجال.

علاج الوزن الزائد وذلك من خلال تقليل الشعور بالجوع، والرغبة الشديدة للطعام، وتعزيز الشعور بالامتلاء لمدّة أطول، ويعود ذلك لاحتوائِه على كميّة كبيرة من الألياف، والتي تُسهّل تقليل حجم حصص الطعام، والالتزام بالنظام الغذائيّ، بالإضافة إلى دورها في تأخير تفريغ المعدة، كما أنَّها تُنظّم الهرمونات التي تؤثر على الشهية، ممّا يُؤدي إلى تقليل الشعور بالجوع، بالإضافة إلى دورها في تأخير تفريغ المعدة، وإبطاء عمليّات امتصاص السكر في مجرى الدم وامتصاص العناصر الغذائيّة، والتي تُساعد على تقليل كميّة الطعام المُستهلكة خلات اليوم.