تقنيات الطب التكميلي

  • العلاقة بين الطب التكميـلي ونظريات العلاج معقدة، وإذا ما طبقنا معايير الطب الحديث عليها فلن نحصل على النتائج المرضية، لذا فإننا نطالب بالتعاون بين الجميع لوضع طرق واقعية، تتناسب مع هذا الطب الآمن، وهناك بعضًا من فروع هذا الطب نالت أهتمامًا حسنًا أدى إلى رواجها أكثر، ولعل من أهم تلك الفروع هو فــرع” العلاج المثلي” الذي أنشأت له مشافي خاصة لممارستــــه، وهناك أيضًا طب المنعكسات وطب التدليك والعلاج بالماء.

اكتشف العلاج المثلي أو علاج الداء بالداء  الهوميوباثي (Homeopathy) من قبل الطبيب الألماني الأصل، صاموئيل هنيمان (Samuel Hehnemann) (1755 – 1843م ) الذي انطلق في وضعه لهذه التقنية العلاجية من اعتقاده بأن يتعلم كيفية التعامل مع أعراض مرض ما، عن طريق كميات قليلة من مواد تسبب نفس تلك الأعراض، وذلك بإعطاء المريض جرعة مخففة من مادة تسبب نفس أعراض ذلك المرض بهدف تحفيز مناعة الجسم، وهو مبدأ معروف علميا باسم ” الشبيه يشفي شبيهه – (like cures like).

ويتم تحضير العلاج المثلي بإذابة دواء معين ، أو مادة مثيرة للحساسية allergen، أو مادة غير عضوية في خليط من كحول (عادة 87% من الإيثانول ethanol) وماء، ثم تجرى سلسسلة من عمليات تخفيف المحلول بنسبة (1/10 أو 1/100)، إلا أن الباحثين الذين قاموا باختيار العلاج المثلي، الذي يحضر بهذا الأسلوب، أشاروا إلى جملة من الملاحظات الغريبة، التي أثارت حفيظة العلماء التقليديين، والتي جعلت العلاج المثلي من أكثر تقنيات الطب غير التقليدي عرضة لهجوم العلماء.

بينت التجارب أنه كلما كانت نسبة تحفيف دواء العلاج المثلي أكثر، كانت فاعليته وتأثيره العلاجي أكبر، وقد أصبح العلاج المثلي مقبولاً في عدد من دول أوروبا، وله شعبية واسعة بين المرضى، حتى إنه أنشئت مستشفيات خاصة للمعالجة المثلية.  إن هذا النوع من العلاجات أي العلاج المثلي أو علاج الشيء بمثيله، يقوم على نفس فكرة التطعميات، ويعتمد على وجود مركزات لمواد طبيعية نباتية في الغالب تعالج المرض، ولكن لا يتعاطاها المريض مباشرة إلا بعد تخفيفها بنسب قد تصل إلى واحد في المليون، بما يخفي وجود المادة المعالجة تمامًا.

وبهذا يتم العلاج بأثر المادة أو طاقة المادة الطبيعية المعالجة، وليس بالمادة نفسها، وقد أصبح في أوروبا الآن مصانع ضخمة تنتج  “أدوية أو عقاقير” المعالجة المثلية، ويقوم بعض المختصين يتحضيرها بالطرق التقليدية أيضًا. المهم أن التأمين الصحي في بعض دول العالم أصبح يدفع ثمن دواء المعالجة المثلية مثل الأدوية الكيميائية للمرضى، حيث إنه أرخص سعرًا، ولا يسبب أية مضاعفات، أو آثار جانبية، حتى إن هناك مستشفيات في لندن، وفلاديفيا الأمريكية، تعالج فقط بأدوية المعالجة المثلية.

وقد انبثق عن هذه الطريقة نتيجة البحث العلمي و التطور طريقة أخرى تسمى “العلاج بالجينات الحيوية ” وتعتمد على نفس فكرة وجود مواد طبيعية غالبًا حيوانية أو من الحشرات، ويتم تخفيفها بالتقنيات الحديثة جدًّا، مما جعلها ذات نتائج عظيمة للمرضى خاصة في علاج الأمراض المستعصية و الأورام، وهي أغلى سعرًا من أدوية المعالجة المثلية، وهي أيضًا لا تسبب أية مضاعفات أو أعراض جانبية.

علم التدليك

هو علاج الاعتلال العظمي باليد أو “الأوستيوباثي”، وجاءت تسمية هذه التقنية من الكلمتين الأغريقيتين osteo  وتعني ” عظم، و pathos  وتعني اعتلال أو مرض، ومن ابتكر هذا النوع من الطب غير التقليدي هو ” أندرو  ستل Andrew still، وقد بني علم التدليك العظمي على فرضية يقول فحواها أن معظم الأمراض سببها تحرك العظام عن مواضعها الأصلية، لذلك كان أساس العلاج هو التدليك اليدوي للمفاصل، وبالذات تلك التي في العمود الفقري، إلا إنه ليس هناك سوى عدد قليل من الدراسات العلمية، التي تؤكد الأساس النظري لهذا العلاج، فقد أشارت بعض البحوث إلى ان الضغط على جذور العصيبات قرب العمود الفقري يمكن أن يسبب انسدادات، وأن العصيبات التي ضُغطت في التجربة انتجت موادا بروتينية سامة، وأن الخلايا العصبية قرب الانزلاقات في العمود الفقري، تكون قابلة للاستثارة وتنزع إلى تحفيز العضلات والأمعاء بشكل مفرط.

ثم تطور عن علم تدليك العظام  أسلوب علاجي مازال يكتسب شعبية متزايدة في كل يوم، وضعه وليم سثرلاند في بداية القرن العشرين، يعتمد على تحسس نبضات منظمة حول الرأس والجسم ذات تردد من  6:12 دورة في الدقيقة، ليس لها علاقة بالتنفس أو دقات القلب، ويرى ممارسوا هذا الشكل من العلاج بتدليك العظام أن الزيادة أو النقصان في تردد هذه النبضات يصاحب أنواعا من الخلل في الجسم، فيقوم المعالج بإزالة هذا الخلل في النبضات بالتدليك برقة على رأس المريض وأسفل ظهره.

المعروف أن أى مشكلة تمس العضلات أو العظام تسبب عاجلاً أو آجلاً خللاً في أحد اعضاء الجسم، كما تتعرض أعضاء الجسم لتـاثيرات إصابة أية فقرة من العمود الفقري، وتتأثر العمليات الفسيولوجية في اعضاء الجسم عند تضرر العمود الفقري ، ولتدليك العظام فاعلية مميزة، خصوصا بالنسبة للأعضاء التي تعد وظيفتها الأساسية تخليص الجسم من المواد الضارة، لأعضاء الدفاع و المقاومة، كالكليتين و الكبد و الطحال.

وقد يسبب بعض العوامل والتصرفات ألمًا في الظهر، مثل التعرض لتيار الهواء المباشر سواء في السيارة أو المنزل، الذي يؤدي بدوره إلى رطوبة العضلات فتقوم برد فعل مقاوم يدوم بعض الوقت، حيث تنقبض بشدة فتمنع تحريك المفصل المرتبط بها.

وفي هذه الحالة يكون العلاج بتدليك العظام للمساعدة عل تليين العضلة المتشنجة، والتخفيف من انقباضها، وإعادتها إلى حالتها الطبيعية، ويشعر المصاب مع أول تدليك للعضلة أن التصلب بدأ يتلاشى، والتوتر أخذ في الاختفاء والعضلة بدأت تنشط.

وتأتي فاعلية العلاج من خلال النتائج المحققة بتدليك العظام، خاصة تدليك جمجمة الرأس حيث تخف اضطرابات النظر، إذ إن هناك مرونة في عظام الجمجمة، حيث تمتص هذه المرونة الصدمات و الرضوخ وتحميها من الكسر، ويرافق العلاج بالتدليك غالبا استعمال بعض الأعشاب والنباتات الطبية.

العلاج بالمنعكسات

يستخدم العلاج بعِلْمُ المُنْعَكَسات (reflexology) و التدليك لأماكن ونقاط معينة بالجسم تساعد في علاج كثير من الأمراض و القضاء على الإرهاق وزيادة نشاط الجسم ، ويعتمد علم المنعكسات على وجود خريطة لجميع أعضاء الجسم مرسومة على الكفين وراحة القدمين، وبضغط و تدليك هذه المناطق التي بها أماكن الأعضاء المصابة تتحسن طاقتها بشكل يتماثل للشفاء.

من أهمم الأمراض التي تعالج بهذه الطريقة الآلام المختلفة، التهابات المعدة والأمعاء، ضغط الدم والصداع، تنشيط الدورة الدموية، وتنظيم الهرمونات، وتوجد رسومات على جدران معابد الفراعنة توضح طريقة العلاج بالتدليك خاصة في الكفين و القدمين، ويغني عن ذلك الوضوء الذي يتم 5 مرات في اليوم، حيث إنه ينشط محطات الطاقة الرئيسة الموجودة في الأذن أو نهايات قنوات الطاقة الموجودة في أصابع القدمين واليدين.

العلاج بالماء لإعادة التنظيم العصبي

وإذا كان المقصود بالطب البديل هو كل ما نستخدمه في العلاج بغير دواء أو جراحة، فإن الوسائل الطبيعيبة سواء كانت حرارية أو كهربية أو تدريبات علاجية، ستكون ضمن مجال الطب البديل، أى أن العلاج الطبيعي إجمالاً هو جزء من الطب البديل، بيد أن هناك مسمى يعبر أكثر دقة عن الفكرة أو المفهوم المطلوب توضيحه وهو الطب التكميلي، لأن كلمة البديل تعني استبدال الشيء بشيء آخر، في حين أن من المباديء الراسخة أن احتياج المريض للدواء أو الجراحة، لا يمكن استبداله بشيء آخر، ولكن يمكن أن يحتاج المريض على علاج آخر يكمل العلاج الدوائي أو الجراحي.

وقد اجريت تجارب علمية للعلاج بالماء، فقد قامت الجمعية اليابانية لشئون الأمراض بإصدار نشرة تتضمن ما توصلت إليه التجارب التي تعتمد على العلاج بالماء، كما أثبتت هذه النشرة أن نسبة النجاح بالعلاج بلغت 100% سواء كان ذلك للحالات المرضية المزمنة أو الحديثة، أما بالنسبة للتجارب موضوع النشرة فقد جاءت كما يلي: وجع الرأس، ضغط الدم، الأنيميا (فقر الدم) آلام المفاصل، خفقان القلب، البدانة، السعال، التهاب السحايا بالمخ، الالتهاب الشبي، الربو، السل أو الدرن،  وكل الأمراض التي لها علاقة بالبول والكبد، فرط الحموضة، التهاب المعدة، الدوسنتاريا، الإمساك، البواسير، وداء البول السكري، وأمراض العين، والأنف، والحنجرة، وبالنسبة للنساء: عدم اانتظام الدورة الشهرية، وعسر الطمث.

طريقة العلاج:

* انهض مبكرًا واشرب كأسين من الماء سعة الكأس الواحد  320 مل، أي إن تشرب 640 مل للكأسين، بما يعادل قارورة ماء صغيرة، و سعتها 650 مل، وذلك على معدة فارغة، و امتنع بعد ذلك عن تناول الطعام أو الشراب لمدة 45 دقيقة، وفي حالة عدم تقبل كمية الماء مرة واحدة – وقد يكون هذا صعبًا في البداية – عندها يتم اللجوء للأسلوب التدريجي في تناول كمية الماء حتى تتمكن بعد فنرة قصيرة من شرب الكمية المنصوح بها مرة واحدة.

*  بعد انقضاء فترة 45 دقيقة  يمكنك تناول طعام الإفطار المعد.

* بعد تناول طعام الإفطار امتنع عن تناول أى من الأطعمة أو المشروبات لمدة ساعتين.

* كرر ذلك قبل وجبة الغداء و قبل وجبة العشاء ( أي شرب نفس الكمية من الماء قبل الوجبات الثلاث بنفس الطريقة أو النظام ).

* بعد تناول العشاء المعتاد وقبل النوم يجب الامتناع تمامًا عن تناول أي طعام  أو شراب.

 

مراجعنا:

  1.     Smith, R.B&Boericke , G.W(1986)Changes Caused by Succussion on NMR Paterns and Bioassay of Bradykinin Triacetate (BKTA) Succussions and Dilution. Journal of the American Institute of Homeopathy , 54 , 177, 311 .
  2. pharmacognosy P 564 Lea &Febiger , Philadephia, U .S.A. 
  3. ابن سينا – لقانون في الطب – شرح وترتيب جيران جبور  ( 1998 9 مؤسسة المعارف بيروت .