القواعد العشر للسعادة بعد الستين

القاعدة الأولي: التقاعد.. فرصة “لالتقاط الأنفاس”

غالباً ما يرتبط عمر الستين بالتقاعد من الوظائف العامة. ولا شك أنه يغير حياة البعض تغييرًا جذرياً، لذا فالتفكير فيه والاستعداد له ليس ترفًا.. بل ضرورة. فالتقاعد يوفر “تخففًا” من كثير من تبعات الأبوة، ومن الأعمال الحياتية التنافسية.. في العمل/ التجارة / العائلة الخ. لذا فهو فرصة سانحة “لالتقاط الأنفاس”، وتقويم ما فات، والسعي لمزيد من “التعبير عن الذات”، و”إعادة” تحفيز المواهب، وصقل القدرات لتحقيق أهداف هذه المرحلة العمرية الهامة.

القاعدة الثانية: رتب أمورك المالية

سدد الديون إن وجدت، وأوف بالالتزامات المادية، ومتطلبات الادخار. ولاشك أنك ستفقد ـ بسبب التقاعدـ جزءًا من المال، لكن ستكسب ما هو أغلى منه “الوقت”، فهو يتيح لك “إعماره” بكل ما كنت تـتمناه من قبل. إن الطريق التي توصلك إلى تقاعد سعيد، هي إيجاد طرق تستمر من خلالها عضوًا فعالاً علي كافة الأصعدة.

القاعدة الثالثة: لا وقت لحرمان نفسك وذويك

إذا كان لديك “مدخرات مالية/ رصيد بنكي” فقد حان الوقت لجني ثمارها. ولإنفاقها ـ عليك وعلي ذويك ـ والتمتع بها بحصافة فقد يبقى ما جمعت للورثة، وربما اختلفوا وتخاصموا من أجلها. فتقرب إلى الله أكثر بالصلاة والزكاة وإن استطعت بالصيام. وتصدق كثيرًا، فمالك ما تصدقت به، وأكلت، وشربت، واكتسيت، وليس ما تركته للورثة. كل وأشرب وألبس، ولا تسرف. وتناول أحسن الأطعمة، واشرب أصح الأشربة (قدر الاستطاعة)، ولا تسرف، ولا تشتر الأرخص، بل اشتر الأفضل والأجود. وكن أنيقاً وبسيطًا ووسيمًا وخلوقًا دائمًا. فقد مضي جمال الشباب، فعليك الانتباه لنفسك والاهتمام بها، وجمّل صورتك بحسن الأخلاق، وأناقة الهندام، وكن طبيعيًا متوافقًا مع عمرك، ولا تحاول إتباع موضات الشباب.

القاعدة الرابعة: التريض اليومي

حافظ على سلامة جسمك، ونشاط عقلك “العقل السليم في الجسم السليم”. فصحتك هي جل ثروتك. اعرف ظروفك الصحية، وما يناسبها من أنشطة رياضية بعد استشارة المختصين، حاول المشي أو التنزه أو السباحة علي الأقل نصف ساعة يوميًا ولا ترهق نفسك. فإذا عييت فارتح ثم واصل حصتك اليومية المنتظمة. اهتم بالفحص الصحي الدوري (كتخطيط القلب)، والوقوف علي مؤشرات هامة (كقياس مستويات سكر الدم، والكولسترول، والدهون الثلاثية، وحامض البوليك، وأنزيمات الكبد الخ).

القاعدة الخامسة: اصنع لنفسك دخلاً ثابتاً

إذا كانت لديه الرغبة والمقدرة للبقاء في حالة من الإنتاجية.. فاختر عملاً -لبعض الوقت – في مجال تهواه، اختر نشاطاً يشعرك بالسعادة، باعتبار أنك تقضي القسم الأكبر من وقتك فيه كما يفعل ذلك كثير من المتقاعدين حول العالم. استثمر في قطاع يتمتع بطلب عالٍ. توجد فرص للعمل عبر الدورات التعليمية (أونلاين) فهي خيار جيد لرواد الأعمال الناشئين. تدرب، واحرص على تقديم محتوى (كتاب الكتروني، كتاب مسموع، رسوم بيانية، عرض الشرائح، مقاطع فيديو الخ) عالي الجودة للجمهور وللقطاع السوقي. استخدم خبرتك المسبقة حتى لو اخترت قطاعاً مختلفاً عما عملت به من قبل، لا زال بإمكانك الاستفادة من خبرتك السابقة من أجل تنمية أعمالك. فكر في نقاط قوتك وفي المهارات التي عملت عليها في المناصب السابقة. واستثمر في هواية تكون باعثة على الاسترخاء، وتمنح الشعور بالرضا الذاتي. وللمحافظة على الذهن فعالاً ومنتجًا. يمكنك ممارسة الرسم، الاعتناء بحديقة منزلك، الطهي الخ.

القاعدة السادسة: لا تترك الفراغ يسيطر عليك

اجعل لك وردًا من القرآن يوميًا. ثم اقرأ كتابًا أو جريدة أو شاهد برامج تلفزيونية وثائقية وثقافية وإخبارية ورياضية مُفضلة. تابع الإنترنت وابحث عما يهمك، اطبخ، ازرع الحديقة، تعلم ومارس هوايات جديدة. سافر سياحة في أرض الله. وخير السياحة أداء مناسك الحج والعمرة. وشارك في نشاطات متنوعة، واستخدم وقت الفراغ كي تتعلم أمورًا جديدة. وإذا كانت المتقاعدة سيدة فيمكنها ممارسة: التطريز والكروشية والأشغال اليدوية، أو تصميم الموديلات والرسم بالألوان، والحفر على الزجاج، والنحت وصنع الشموع والملصقات، وتنسيق الزهور الخ.

القاعدة السابعة: أنصت قبل الكلام، وتجنب  صراع الأجيال”

إذا تكلمت فاختصر ولا تتكلم إلا على الأشياء الحسنة، لا تتذكر سلبيات مرت بك في حياتك، حاول أن لا تحرج أحدًا، كن صبورًا، هادئًا، متوافقًا، ناصحًا بالحسنى. لا تبال بما يقول الناس عنك في غيابك ولا بين يديك فأنت حر فيما تسمع وفيما لا تريد أن تسمع. وتجنب “صراع الأجيال”، فإذا ناقشت شبابًا فلا تختلف معهم كثيرًا، فأفكارهم ليست كأفكارك، وهم مخلوقون لزمان غير زمانك. ولا تتباه بزمنك القديم/ الجميل أمامهم، فزمانك الحقيقي هو الآن. وأنت لك تجربة وهم علي درب تجاربهم يسيرون.. يحسنون ويصوبون زلاتهم.

القاعدة الثامنة: لا تشتك مرضك وألمك لأحد

في الكبر تكثر الأمراض وتزداد حدة الآلام، فلا تشتك مرضك وألمك لأحد، واشك ما بك لله وحده، اصبر واحتسب فإن الله مع الصابرين. وزر الطبيب فمن خلق الداء خلق الدواء. وادع الله ثم ادع، فالله مجيب الدعاء. ولا تنس أن ‏الابتلاء ليس اختبارًا لقوتك الشخصية بل لقوة استعانتك بالله وثقتك به. ‏اقترب من ربك، وتوكل عليه، يقترب منك كُل شيء جميل.

القاعدة التاسعة: نشّط علاقاتك العائلية والاجتماعية

حاول دائما زيارة الأقارب من أبناء وعائلة وأصدقاء فصلة الرحم مطلوبة خاصة في هذا السن، أو اتصل بهم هاتفيًا ولو لم يتصلوا بك أو يزوروك، فبادر أنت والأجر والصحة النفسية لصالحك. وأجب دعوة من دعاك، فأنت في حاجة للخروج من البيت وتجديد وقتك وحياتك، شاطرهم في مناسباتهم. احضر حفلات القرآن والزواج، والعقيقة الخ. استجب لكل من دعاك، وساهم في جلسات مع أصدقائك القدامى ولا تتخلف عن الاجتماع بهم لمدة طويلة. و‏اترك أبواب حياتك مفتوحة ‏لمن شاء الدخول أو الخروج. ‏لا تتعلق بداخل، ولا تحزن على مغادر.

القاعدة العاشرة: كرّس العمل الطوعي

إذا كان العمل الطوعي لا يولد إيرادًا، لكنه يحقق مكاسب ذاتية، وذهنية. توجد خيارات متعددة: يمكنك إعطاء دروسًا للراشدين، وتعليم مهارة يدوية تتقنها، وتوزيع أغذية وملابس على المحتاجين، وتطوع المتقاعدات للعمل في المستشفيات أو أي إجراء يضفي قيمة إلى حياة الآخرين.