أنا أمّ مثالية.. لكن هل التغذية الصحية تمام؟

تُعَدُّ ثقافة الغذاء والصحَّة أحد أهَمِّ جوانب الثقافة التربوية للأُمّ. ويكتسب هذا الجانبُ أهمِّيتَه، من أثره المباشر في الجانب الجسمي والصحي للأبناء، “وتمثل هذه الثقافة مكانة خاصة في جميع دول العالم الثالث التي تفتقر إلى البيئة الصِّحِّية السليمة، حيث تغلب الأُمِّيَّة والجهل على أسس الحياة الصِّحِّية والغذائية”(1)
يجب على الأُمّ معرفة المكونات الرئيسية للغذاء، والكميات المطلوبة لإحداث النموّ الطبيعي للأبناء في مراحل العمر المختلفة، والإلمام بالقواعد العامة للصِّحَّة والعادات الصِّحِّية التي تُسهِم في الوقاية من المرض، وكيفية التصرُّف السليم في حالة تعرُّض أحد الأبناء للمرض، “وعلى الأُمّ أن تُكسِب الأبناء الطريقة الصحيحة لتناوُل الطعام، والنظافة الشخصية والبيئية، وتكوين عادات النَّوم واليقظة”(2).

يجب على الأُمّ معرفة المكونات الرئيسية للغذاء، والكميات المطلوبة لإحداث النموّ الطبيعي للأبناء في مراحل العمر المختلفة.

ولا تستطيع الأُمّ أن تفعل هذا إذا لم تمتلك من الثقافة التربوية ما يؤهِّلها لهذا الدور. ومعرفة الأُمّ بالطاقة أو السعرات الحرارية اللازمة لكل فترة عمرية لها أهميتها، لأن كثيرًا من الأسر يُنفِق الكثير من دخلها على الغذاء، ومع ذلك يُصاب أفرادها بأمراض سوء التغذية، لعدم معرفة ربة المنزل بالشروط الواجب تَوافُرها في الغذاء الصحي.

يجب أن تدرك الأُمّ أيضًا، الأضرارَ التي تسبِّبها الموادُّ الحافظة والألوان على صحة الأفراد، “هناك إضافات متعمدة لأغراض التصنيع والحفظ، مثل إضافة الموادّ الحافظة كالنترات والنيتريت إلى اللحوم ومنتجاتها، والموادّ المضادة للأكسدة إلى الزيوت والدهون لإطالة عمرها التسويقي. وعلى سبيل المثال: “إن استعمال النترات والنيتريت في اللحوم ومنتجاتها، قد يؤدِّي إلى تفاعل النيتريت مع بعض الأحماض الأمينية، ويَنتج عن ذلك مركب النيتروزامين الذي يسبِّب سرطان المعدة”(3). والألوان الصناعية التي تضاف إلى الغِذاء، بخاصة أغذية الأطفال، “تسبِّب حساسية أو تقلِّل قدرة الجسم على احتمال الغذاء”(4).
رغم أهمية ثقافة الغذاء والصحَّة للأُمّ للقيام بدورها تجاه الأبناء، فإن هناك الكثير من العوامل التي تؤثر في هذا الدور مثل: المستوى التعليمي للأُمّ، ومستوى دَخْل الأسرة، والعادات المجتمعية المتعلقة بالغذاء.

المصدر: مجلة حراء العدد 41 

(1) فاطمة علي جمعة، 2004، ص:19.

(2) فاطمة علي جمعة، 2004، ص:21-22.

(3) محمود محمد مصطفى، وشاكر شحاتة رزق، 2007، ص:15-16.

(4) محمود محمد مصطفى، وشاكر شحاتة رزق، 2007، ص:24.