لستُ وحدي من يرقب طريقك، فكلّ العيون لِمرآك لَهَّافة مشتاقة.. في سيرنا المديد كم تعثّرنا، إعياءً سقطنا، تعبًا جثونا، أملاً...
رميناه -لأنَّ كل قديم يُرمَى- فبلي.. لو كان وحده الذي تركناه للبلى!...
آذن الوقتُ بغروبها كالشمس، لكن ها هي تنهض لجولة أخيرة، وتحوّل صدرها المتفحم الهرِم، إلى رحم ولاّد، وحضن معطاء، وتترقب مخاضًا مبروكًا، وانبعاثًا جديدًا.. وبينما رأسها يميل إلى الغروب، إذا بالجذع اليابس يتشقق بالحياة، وآلافِ الرؤوس الفتية تتوالد، وتزهو وتتألق،...
عن قريب ستصْمت العاصفات، وأيامُك البهيّة من جديد ستُشرق، ومجدُك الأغرّ عن نفسه سيُبين.....
إنِ اختلّ الحساب في هذه الدار، ودهمك الإفلاسُ، قد يمدّ صديقٌ إليك يدَه، فيجبر ما انكسر، ويعوّض ما فات.. فكيف...