أيها الطالب عرفــــــانًا ونورْ أيها الباحث محموم الشعور
أيها المسجونُ في حيْـــــــــرته أيها المسكون بالشوق الخطيــرْ
كل من سار على الدرب انتهى به توًّا حيث يرتـــــاح الضمير
إن هذا الدرب درب النبـــــــلا ينتقــون اللب من بـين القشورْ
همهم في العمر همٌّ واحـــــد وهمـــوم الناس كالناس كثيرْ
عندما ألفَـوْا خبيـرًا في السُّرى أسلمـــوا النفـس لذيـاك الخبيـــرْ
مثل موسى حين رام المُبتـــغى صار مأمورًا مشى خلف أميـرْ
لا تكن ديكًا سجيـــــن الخُمِّ لا يبرح الســـاحة لا يومًا يطيرْ
يتهادى خيلاءً صلفــــــــــــــا شامخ العُرف مليئًا بالـــغرورْ
راضيًا بين دجاجـــــــات بمــا يلقط المسكيــن من سقط البذورْ
راكن الجنب إلى عاداتـــــــه عبد أهوائــــــه معروف المصيرْ
يحسب الدنيا انتهتْ في خُمِّـه وعلى بؤرتــــــه الكـــونُ يدورْ
ولْتكنْ صقرًا أبيًّا شــامــخًا ليس في الطيـــر له ند نظيـــــرْ
عالي الهمة شهمًا لبـــــقًا يعشق الأرقى وذروات الأمــورْ
ليس يقتات سوى من صيـده أكثر المـــن أذىً مَنُّ الحقيــــرْ
يقتني الحي ويأبى ميتــــــة إنه الصقـــر على نهج الصـقـورْ
يشرب الماء زلالا نــــــادرًا من شفاه العين في أعلى الصخورْ
يركب الصعب ومــا أسهله مركــبًا عند المريـد المستنيـــــرْ
(*) شاعر مغربي.