صدر حديثًا.. العدد (101) من مجلة حراء

في عددها الجديد (101)، تواصل مجلة حراء أداء رسالتها في بث النور الفكري، وتجديد الوعي، وإحياء منظومة القيم، من خلال نخبة من المقالات التي تتناول قضايا الإنسان في أبعادها الروحية والعقلية، وتلامس إشكالات العصر بلغة رصينة وطرح عميق.

يضم العدد (101) مجموعة من المقالات الفكرية والعلمية والثقافية والتربوية التي تعكس تنوع المجلة وثراء محتواها، من أبرزها:

يفتتح هذا العدد بالمقال الرئيس للأستاذ فتح الله كولن بعنوان “سحر الإسلام”، حيث يتأمل فيه عظمة الإسلام كدين يحمل في جوهره سحر الأبدية ونداء الخلود، لا تنفصل تعاليمه عن روح الكون وقلب الإنسان، وكيف استطاع أن يقدّم للوجود الإنساني شجرة وارفة الظلال، جذورها في الأرض وأغصانها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
ويؤكد الأستاذ كولن أن الصوت الحقيقي للإسلام لا يصل إلى القلوب إلا إذا نبع من تمثيل صادق ومعايشة واقعية؛ فبغير هذا التمثيل، يبهت أثره ويضعف إشعاعه، مهما بلغت قوة القول.

وفي باب العلوم، نطالع مقالاً ثريًّا للدكتور محمد فتحي فرج بعنوان “جدوى الغذاء في النمو والذكاء”، يربط فيه بين التغذية السليمة وبين تطور القدرات العقلية والنفسية، خاصة في مراحل النمو الأولى، مؤكدًا أن الذكاء ليس مجرد موهبة فطرية، بل منظومة تتغذى على العقل والجسد معًا.
وفي المقال العلمي للدكتورة صهباء بندق بعنوان “نفايات الدماغ.. أزمة معقدة وحل مثالي”، نتعرف على آليات تنظيف الدماغ من مخلفاته اليومية، وما تمثّله هذه العمليات من أهمية لصحة الوعي، ووقاية من أمراض الشيخوخة العصبية.

أما في باب القضايا الفكرية، فنقرأ مقال الدكتور محمد عباس المغني “التأصيل الدعوي لقضية جبر النوافل للفرائض”، الذي يُسلّط الضوء على بعدٍ رحيم في التشريع الإسلامي، يكشف عن عمق العلاقة بين الفريضة والنافلة، وكيف يتحول النقص إلى فرصة للتكامل الروحي في ضوء الفهم السليم.
وفي السياق ذاته، يقدم الأستاذ محمد جمال حليم مقالاً بعنوان “الأخلاق بين الإسلام وغوايات البشر”، يفتح فيه نافذة على التحدي الأخلاقي في العصر الحديث، بين مبادئ السماء وجاذبيات الهوى، وكيف يمكن للمسلم أن يستعيد البوصلة وسط صخب المغريات.

ويأخذنا الدكتور عبد العظيم أحمد عبد العظيم في مقاله “خصائص من كتبوا كلام السماء” إلى لحظة الوحي، مستعرضًا الصفات الروحية والعقلية التي تحلّى بها الذين تشرفوا بكتابة كلام الله، وما تمثّله تلك النماذج من مثالٍ عالٍ في الأمانة والنقاء.

وفي باب التربية، يُقدّم الأستاذ أحمد السيد أحمد مقالاً مميزًا بعنوان “مقاطع الريلز وتأثيرها في الواقع الاجتماعي”، يناقش فيه ظاهرة المقاطع القصيرة المنتشرة على المنصات الرقمية، وكيف تُعيد تشكيل السلوك والذوق العام، خاصة بين الشباب، في ظل غياب الضوابط التربوية.
أما الدكتور أحمد محمد القزعل، ففي مقاله “التسمية الحميدة وتشكيل هوية الأبناء”، يُبرز أهمية الاسم في بناء الهوية النفسية والاجتماعية للفرد، وكيف أن اختيار اسم حسن ليس مجرد ذوقٍ شخصي، بل مسؤولية تربوية لها آثار عميقة وطويلة الأمد.

هذا إلى جانب عدد آخر من المقالات الأدبية والعلمية والثقافية التي ذخر بها هذا العدد من حراء، والتي نرجو أن يجد فيها قراؤنا الأعزاء ما يمدهم بالفكر الواسع، ويحفزهم على تنمية ملكات التأمل والإبداع، والله الموفّق والمستعان.