مصر الكنانة وعش الأمانة

اصطفى الله سبحانه وتعالى من الأرض بقعًا مباركة حفها بالفضائل، وأنالها محاسن الشمائل، سواء كانت روضةً أو ربوة، بلدةً أو قبَّة، واديًا أو سهلاً، كهفًا أو جبلاً، بحرًا أو نهرًا، فجًّا أو بئرًا..

وحينما ننظر إلى أفضلية بلدة من البلدان: نجد أن الله تعالى جعل لتلك الأفضلية سببًا؛ حسًّا أو معنى، وأن تلك الأفضلية غالبًا ما ترجع إلى أسباب غير ذاتيَّة، بينما كانت أفضلية مصر لذاتها وعينها، إضافة إلى اشتراكها مع غيرها في المعاني غير الذاتيَّة للأفضلية، فنالت بذلك الفضيلتين، وجمعت بين الحسنيين، وعلا شرفُها من بين سائر الأمصار، وحازت الريادة في مختلف الأعصار، ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾.

ولا يتقاطع هذا الفضل مع ما ورد في فضل بعض البلدان، خاصَّة مكة والمدينة، فإن فضلهما لا يدفع، وما خصهما الله به مما لا ينكر؛ ففُضلت مكة المكرمة لكونها بلد ميلاد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ولأن فيها بيت الله الحرام، وبئر زمزم المباركة، وفُضلت المدينة المنورة لكونها بلد المهاجر، ولأن فيها المسجد النبوي الشريف، وقد اختلف العلماء في التفاضل بين مكة والمدينة، ونرى في ذلك أن مدار الأفضلية الحقيقية بينهما هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويكفيهما ذلك فخرًا وشرفًا، حتى ذكر العلماء أن أفضل بقعة في الأرض على الإطلاق، هي روض النبي صلى الله عليه وآله وسلم باتفاق.

وكذلك الشأن في تفضيل القدس وأرض الشام؛ لأن فيها المسجد الأقصى الذي بارك الله تعالى فيمن حوله، وهو مسرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. وهكذا في شتى البلدان التي حازت فضلاً ونالت فخرًا.

قال الحافظ أبو عمر الكندي في “فضائل مصر المحروسة” (فضَّل الله مصر على سائر البلدان، كما فضَّل بعض الناس على بعض، والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضل على ضربين: في دين أو دنيا، أو فيهما جميعًا.

وقد فضَّل الله مصر وشهد لها في كتابه بالكرم وعِظَم المنزلة، وذكرها باسمها، وخصها دون غيرها، وكرر ذكرها، وأبان فضلها في آيات من القرآن العظيم، تُنبئ عن مصر وأحوالها وأحوال الأنبياء بها والأمم الخالية والملوك الماضية والآيات البينات، يشهد لها بذلك القرآن، وكفى به شهيدًا، ومع ذلك: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مصر وفي عجمها خاصة، وذكره لقرابته ورحمهم، ومباركته عليهم وعلى بلدهم، وحثه على برهم، ما لم يرو عنه في قوم من العجم غيرهم.. مع ما خصها الله به من الخصب والفضل، وما أنزل فيها من البركات، وأخرج منها من الأنبياء والعلماء والحكماء والخواص والملوك والعجائب، بما لم يخصص الله به بلدًا غيرها، ولا أرضًا سواها.

فإن ثرب علينا مثرب بذكر الحرمين، أو شنَّع مُشنِّع: فللحرمين فضلهما الذي لا يدفع، وما خصهما الله به مما لا ينكر؛ من موضع بيته الحرام، وقبر نبيه عليه الصلاة والسلام، وليس ما فضلهما الله به بباخس فضل مصر ولا بناقص منزلتها، وإن منافعها في الحرمين لبيِّنة؛ لأنها تميرهما بطعامها وخصبها وكسوتها وسائر مرافقها، فلها بذلك فضل كبير، ومع ذلك: فإنها تطعم أهل الدنيا ممن يرد إليها من الحاج طول مقامهم، يأكلون ويتزودون من طعامها من أقصى جنوب الأرض وشمالها ممن كان من المسلمين في بلاد الهند والأندلس وما بينهما، لا ينكر هذا منكِر، ولا يدفعه دافع، وكفى بذلك فضلاً وبركةً، في دين ودنيا)

فأفضلية مصر لذاتها: أن اختصها الله تعالى بخصائص فريدة لم تكن لغيرها؛ من حيث اسمها ورسمها، مكانها ومكانتها، مواردها وخزائنها، أمنها وسِلمها، شعبها وجيشها، دينها وعلمها، حضارتها وصدارتها.

– فمن حيث اسمها ورسمها: فمصر، قد اختار الله تعالى لها هذا الاسم، وجعلها أرضًا مباركة ميمونة، وأكثر الله تعالى من ذكر اسمها في القرآن الكريم؛ تصريحًا وتلميحًا -كما سيأتي- وكلها آيات مباركات تدرُّ بالخير وتقرُّ بالبركة لهذا البلد الأمين.

فهل يعلم أن بلدًا من البلدان في جميع أقطار الأرض أثنى عليه الكتاب بمثل هذا الثَّناء! أو وصفه بمثل هذا الوصف! أو شهد بالكرم غير مصر؟.

– ومن حيث مكانها ومكانتها: ففي اتساق فريد، وتناسق عجيب، جمعت مصر بين ريادة المكانة وعبقرية المكان، وقد ذكر المؤرخون أن مصر منذ فجر التاريخ وهي أم الدنيا، وأم الاختراع، وأم الحضارة، وهي فاتحة التاريخ.

وأرض مصر أرض سهلة، مادتها من الجنَّة، وهي محل نظر الله ورضوانه وتجلياته، يختار الله تعالى لها من يولد فيها، ومن يسكنها، ومن يحكمها، ومن يطعم خيرها، ويُسقى من نيلها، ومن يدفن في تربتها، فهي نسيج وحدها يقاس عليه ويُنسب إليه.

وهي اختيار الأنبياء عليهم السلام، والأولياء، والحكماء، والصحابة الكرام، وكذلك الملوك والسلاطين في كل العصور وعلى كر الدهور.

– ومن حيث مواردها وخزائنها: فقد اتفقت كلمة المؤرخين أن مصر منذ فجر التاريخ قد حوت بداخلها من كل بقاع الأرض، بينما غالب بقاع الأرض لم يكن فيها ما في مصر، ولذلك أسموها بأم البلاد وغوث العباد؛ كما لقبها نبي الله نوح عليه السلام، وتبعه الأئمة المؤرخون من الأعلام؛ كالأديب علي بن ظافر الأزدي (613 هـ)، والحافظ أبو الخطاب بن دحية (633 هـ)، والمؤرخ الرحالة ابن بطوطة (779 هـ)، والمؤرخ الغزي (1351 هـ)، وغيرهم من علماء الأمة.

وهذه التسمية لها دلالة المركزية وأمارة الصدارة من بين بقية البلاد، لأنها علامة على الرزق الكثير والخير الوفير الذي خص الله به أرضها المباركة مما لا يوجد في غيرها من الأراضي؛ فيفيض على جميع البلاد بما يحتاجها أهل كل بلد.

فمصر دائمًا غوث العباد وسند البلاد؛ فمثلاً وبدون حصر: حينما حاصر الأمة الإسلامية الجوع والفقر في عام الرمادة، كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لعمرو بن العاص رضي الله عنه، والي مصر: أن يا غوثاه لأمة محمد. فبعث إليه بقافلة عظيمة تحمل البر وسائر الأطعمات، ووصلت ميرة عمرو في البحر إلى جدة ومن جدة إلى مكة، كذلك ما أصبحنا نشاهده عيانًا من إرسال المساعدات الطبية إلى بلاد الصين، والإغاثات النجدية إلى أهل المغرب وليبيا، وأخيرًا ما حدث من إرسال المساعدات إلى أهلنا في غزة -فرَّج الله عنهم ونصرهم-.

– ومن حيث أمنها وسِلمها: فقد جعل الله تعالى مصر واحة الأمان وكعبة السلام؛ قال تعالى: ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾(يوسف: 99)، والتعبير القرآني وإن كان ذكر لفظ الدخول إلا أنه قصد به الإقامة والمكوث، كما قال حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، والمعنى: أقيموا بها آمنين، فسمى الإقامة دخولاً، وهو أمان يشمل الأنفس والأهل والأموال.

إن أهل مصر اشتهروا فى التاريخ -كل التاريخ- بالأخوة والسماح، فكانوا غوثًا للمظلوم، وموئلاً للمطارد يجد عندهم الأمن والأمان وإن تخطف الناس من حولها، وقد ورد في الأثر: «مِصرُ كنَانَة الله في أَرْضِهِ، مَا طَلَبَهَا عَدُوٌّ إلَّا أَهْلَكَهُ اللهُ».

والكنانة هي الجعبة الصغيرة التي تحفظ النبال والسهام، وتتخذ عادة من الجلد، فشبهت مصر بكنانة السهام كناية على استعدادها في الزود عن نفسها وقصم عدوها، فعمُدها قائمة وإمداداتها دائمة.

يقول الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي: (أما الكنانة فهي عُشُّ الأمانةِ.. لأنَّ رجالها نبالٌ راشقةٌ، وأعينَهُم رامقةٌ).

فالكنانة مصونة، وأسرارها مكنونة، كلما طرقها طارق أو قصدها مارق؛ رُمي بشهاب ثاقب من رب المشارق والمغارب: «مَا طَلَبَهَا عَدُوٌّ إلَّا أَهْلَكَهُ اللهُ».

– ومن حيث شعبها وجيشها: فقد تضافرت النصوص الشرعيَّة، في إثبات الخيرية والأفضلية لشعب مصر وجيشها، وهو ما أثبتته الوقائع التاريخية على مر العصور.

فعن أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى عند وفاته، فقال: «اللهَ اللهَ فِي قِبْطِ مِصْرَ، فَإِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، وَيَكُونُونَ لَكُمْ عِدَّةً وَأَعْوَانًا فِي سَبِيلِ اللهِ».

وذكر عمرو بن العاص رضي الله عنه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا فَتَحَ عَلَيْكُمْ مِصْرَ؛ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدًا كَثِيفًا؛ فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ»، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ولِمَ يا رسول الله؟ قال: «لِأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ وأبناءَهم فِي رِبَاطٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

فشعب مصر عون لغيرهم وعُدَّة وعتاد للمسلمين والمجاهدين في سبيل الله، وهم وأزواجهم وأبناؤهم في رباط إلى يوم القيامة متحدين متماسكين.

وجند مصر هم خير أجناد الأرض، وهو الجيش الذي احتل المرتبة الأولى في الخيرية والأفضلية، فتماسك بهم رمق الإسلام، وبقيت بقية الدين، ولولاهم لانصدع شعب الأمة، ووهى عمود الملة، ودكت جميع رعان الأرض.

– ومن حيث دينها وعلمها: فإن مصر بجانب ريادتها الحضارية، حافظت على هويتها الدينيَّة منذ القدم؛ حتى ذكر الحافظ الكندي عن بعض أهل العلم، أنَّه: “لم يبق من العجم أمة إلا وقد اختلطت بغيرها إلا قبط مصر”، وحينما وصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأهل مصر قال: «قِبْطُ مِصْرَ؛ فَإِنَّهُمْ أَخْوَالٌ وَأَصْهَارٌ، وَهُمْ أَعْوَانُكُمْ عَلَى عَدُوِّكُمْ، وَأَعْوَانُكُمْ عَلَى دِينِكُمْ» قالوا: كيف يكونون أعواننا على ديننا يا رسول الله؟ قال: «يَكْفُونَكُمْ أَعْمَالَ الدُّنْيَا وَتَتَفَرَّغُونَ لِلْعِبَادَةِ؛ فَالرَّاضِي بِمَا يُؤْتَى إِلَيْهِمْ كَالْفَاعِلِ بِهِمْ، وَالْكَارِهُ لِمَا يُؤْتَى إِلَيْهِمْ مِنَ الظُّلْمِ كَالْمُتَنَزِّهِ عَنْهُمْ»، فكانت الوصية والبيان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهم أعوان على الدين حراس للعقيدة. قال يحيى بن سعيد: جلت البلاد فما رأيت الورع ببلد من البلدان أعرفه إلا بالمدينة وبمصر([1]).

وفي جانب العلم: فليس أدل على علوم مصر القديمة والحديثة من تقدمها المعماري وسبقها الحضاري، فتقدمت في علوم الكيمياء والنجوم وعلم الروحانيات والبرابي وأسرار الطبيعة والحكمة والبلاغة والسياسة والنواميس والآثار العلوية والحس والمحسوس والكون والسماء والعالم والرصد والحساب والجغرافيا والحيل والهندسة والمرايا، وغير ذلك من العلماء مما سيأتي تفصيلاً في بابه.

يقول ابن خلدون: (نرى أن العلم والتعليم إنما هو بالقاهرة من بلاد مصر؛ لما أن عمرانها مستبحر، وحضارتها مستحكمة منذ آلاف من السنين، فاستحكمت فيها الصنائع وتفننت، ومن جملتها تعليم العلم.. وارتحل إليها الناس في طلب العلم من العراق والمغرب، ونفقت بها أسواق العلوم وزخرت بحارها، والله يخلق ما يشاء) ([2]).

– ومن حيث حضارتها وصدارتها: فإننا إذا بحثنا عن عبارة نلخص فيها هذا المعنى: لا نجد أدل من عبارتين إحداهما قديمة والأخرى حديثة.

الأولى لكعب الأحبار قال فيها: “من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى شبه الْجنَّة فَلْينْظر إِلَى أَرض مصر”([3]).

والثانية للدكتور جمال حمدان في “شخصية مصر” قال فيها: “إن مصر فاتحة التاريخ”، بما يعني أن تاريخ مصر هو تاريخ الحضارة الإنسانية بأكملها؛ حيث أبدع الإنسان المصري وقدم حضارة رائدة وعريقة، سبقت جميع حضارات شعوب العالم.

وفي ذلك يذكر ابن عبد الحكم عن أبي رهم السماعي، وهو يصف ملك مصر وحضارتها وجنانها، فقال: (مصر كانت قناطر وجسورًا بتقدير وتدبير، حتى إن الماء ليجرى تحت منازلها وأقنيتها فيحبسونه كيف شاؤوا ويرسلونه كيف شاؤوا؛ فذلك قول الله عز وجل فيما حكى من قول فرعون: ﴿أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾، ولم يكن في الأرض يومئذ ملك أعظم من ملك مصر، وكانت الجنات بحافتي النيل من أوله إلى آخره فى الجانبين جميعًا، ما بين أسوان إلى رشيد، وسبعة خلج: خليج الإسكندرية، وخليج سخا، وخليج دمياط، وخليج منف، وخليج الفيوم، وخليج المنهى، وخليج سردوس؛ جنات متصلة لا ينقطع منها شئ عن شىء، والزرع ما بين الجبلين، من أول مصر إلى آخرها مما يبلغه الماء، وكان جميع أرض مصر كلها تروى من ستة عشر ذراعًا؛ لما قدروا ودبروا من قناطرها وخلجها وجسورها، فذلك قوله عز وجل: ﴿كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ﴾، قال: والمقام الكريم: المنابر؛ كان بها ألف منبر) ([4]).

وقد نقل الحافظ الكندي إطباق الناس على ريادة مصر الحضارية وصدارتها؛ الصناعية والزراعية، وتقدمها في جميع العلوم والفنون: فقال في شأن الإسكندرية: أجمع الناس أنه ليس في الدنيا مدينة على ثلاث طبقات غيرها.

وأجمع الناس أنه ليس على وجه الدنيا بساط قرط فيه خيل موقوفة وخيام مضروبة، ونتاج، ومهارى، وسائمة، وقهارمة، إلا بمصر.

ثم يقول: ذكر بعض أهل مصر أن معاوية لما كبر كان لا يدفأ، فأجمعوا أنه لا يدفئه إلا أكسية تعمل في مصر، من صوفها المرعز العسلي غير مصبوغ، فعمل له منها عدد، فما احتاج منها إلا إلى واحد([5]).

فهذه أهم المحاور التي تكشف عن بعض الجوانب الذاتية لأفضليَّة مصر، بالإضافة إلى عدد من المحاور التي امتازت بها مصر وانفردت فيها عن غيرها، نسأل الله تعالى أن يزيد مصر رفعة وعلوًّا، وريادة وسموًّا، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا، والحمد لله رب العالمين.

المراجع

[1] انظر “فضائل مصر المحروسة” (ص: 3).

[2] ينظر: مقدمة ابن خلدون، ص: 524، ط. دار القلم، بيروت 1984م.

[3]() انظر “فضائل مصر المحروسة” (ص: 3).

[4]() انظر: ابن عبد الحكم “فتوح مصر” (ص: 25).

[5]() انظر “فضائل مصر المحروسة” (ص: 3- 7).