تشتهر الحرباء بقدرتها الرهيبة على تغيير لونها، كما أن البارئ سبحانه خلقها بطيئة الحركة، فأعطاها مع القدرة على التلون والسكون، عينين بارزتين كبيرتين تدوران إلى كل جهة من الجهات ليتسع مجال رؤيتها. ويغطي الجفن مقلة العين بأكملها باستثناء فتحة صغيرة فقط هي التي تسمح لها بالرؤية. والعجيب أن الحرباء يمكنها توجيه كل عين على حدة إلى ناحية مختلفة عن الأخرى بشكل مستقل، بالإضافة إلى القدرة على تحريك كل عين على حدة. فتستطيع أن ترصد كل ما يحيط بها في زاوية 180 درجة عموديًّا و90 درجة أفقيًّا دون أن تتحرك قيد شعرة، وهذه لعمري قدرة مدهشة لا يدانيها فيها أي حيوان.
وإذا لمَحتْ عين من العينين فريستها، تأبَّرت العينان معًا لتحديد موقعها، بينما يدور الرأس في اتجاهها، بحيث يكون في متناول لسان الحرباء الطويل اللزج، الذي ينطلق في ربع ثانية نحو الفريسة فيخطفها ويرتد بمنتهي السرعة إلى داخل فمها.