يا لهفتي، هل تنقضي أوقاتي
|
دونَ اللقا يا قـبـلـةَ الصلواتِ
|
|
جاء النسيمُ بقربِ رحـلـةِ ناسكٍ
|
ملأت خفايا النفسِ من عرفاتِ
|
|
تهفو القلوبُ لركبِ حُلمٍ يُرتجى
|
نحو الحبيبِ بلهفةِ النظراتِ
|
|
لاحَ بأحداقِ العيونِ بهاؤُها
|
سالت من القلبِ مع النبضاتِ
|
|
فى كلِ وقعٍ نحو مكةَ قد علا
|
صوتُ الحجيجِ يخالطُ العبراتِ
|
|
سالت على خدَّىِ كلِ مهرولٍ
|
بين الصفا والمروةِ السمحاتِ
|
|
يتوافدُ الحجاجُ، يزهو محملٌ
|
حثَّ الخُطا للأعظمِ العطراتِ
|
|
الكلُ تسبقه الدموعُ تضرعًا
|
يرجون عفوَ الله والرحماتِ
|
|
لبيك يا رب، إليك مثابنا
|
فى رحلةٍ بالشوقِ واللهفاتِ
|
|
لا فرق فى لونٍ وجنسٍ إنما
|
زانَ الإزارُ الأوجهَ النضراتِ
|
|
هلَّ الجميعُ لقربِ قبرِ محمدٍ
|
يتلو دعاءَ الله والصلواتِ
|
|
جئنـــــــــــاك نساكــــًا لرؤيةِ منزلٍ
|
عالي المقامِ وفـوقَ كـــلِ صفـــاتِ
|
|
يستقبلونَ الحوضَ بغيةَ رشفةٍ
|
تَشفي الصدورَ وتُنصِع الصفحاتٍ
|
|
لا تعجبوا، هي بقعةٌ موصولةٌ
|
بالحقِ بينَ الأرضِ والسمواتِ
|
|
جعلَ الإلهُ جبالَها ورمالَها
|
حصنًا لأهـلِ الأرضِ بالآياتِ
|
|
تركَ الخليلُ هناك فلذة كبده
|
وسط الجبالِ الشم والحصواتِ
|
|
طوعًا لحكم الله فيما يُؤتَمرْ
|
فهو الخليلُ وما أجلَ صفاتِ
|
|
بدعاءِ إبراهيمَ يسكنُ بالفلا
|
أنشودةٌ ربانيةُ الخيراتٍِ
|
|
أن يجعلَ الله المثابةَ قبلةً
|
يهفو إليها الناسُ بعدَ شتاتِ
|
|
من تحتِ أقدامِ الوليدِ تفجرت
|
من ماءِ زمزمَ أطيبُ الجناتِ
|
|
غنى بها أهلُ الحجازِ وهللت
|
أرجاءُ مكةَ بالذي هو آتِ
|
|
فتحولت أنحاءُ مكة مقصدًا
|
ومزارَ نُساكٍ وركنَ غفاةِ
|
|
فاشرح فؤادي في رضاكَ بحجةٍ
|
أنهي بها عمري بلا حسراتِ
|
|
لو قِيسَت الدنيا لَدَّىَ بحَجةٍ
|
لاخترتها مـتـمـسـكـًا بمناتي
|
|
ومودعًا بمدامعي ومناسكي
|
ما فاتَ من عمرى وما هو آتِ
|
|
وأعود يا ربِ كيوم خلقتني
|
طفلاً برِيئًا باسمَ القسماتِ
|
|
والآن أدعوك لتقبلَ دعوتي
|
وأنـالَ يا رب لـقا عرفاتِ
|
|
وتَقَرَّ عيني من مقامِ محمدٍ
|
وتذوبُ روحي تحتَ كلِ حصاةِ
|
|
وتمرُ زمزمُ فوقَ كل جوارحي
|
تمحو بقايا لم تزل بصفاتي
|
|
ويكونُ مثواي البقيعْ وغايتي
|
قرب الصحابةِ تستقر رفاتي
|