يا أيها المنصور يا مالكًا برأيه صعب الليالي يهون
شيدت لله ورضوانه أشرف بنيان يروق العيون
إيوان حسن وضعه مدهش يحار في منظره الناظرون
هكذا وصف الفقيه أبو الفرج ابن الجوزي المدرسة المنصورية التي بناها الخليفة أبو جعفر المنصور على ضفاف نهر دجلة، والتي قال عنها المؤرخون إنها أول جامعة عربية في زمانها، تدرس فيها علوم متنوعة من فقه وصرف وفلسفة ومنطق وقتها كانت أوربا تغط في ظلام الجهل، وكانت المدرسة توفر كل الحرية للطلاب لاختيار موضوع الدرس وصاحب الدرس، وكانت مكتبة المدرسة زاخرة بأعداد ضخمة من المجلدات النفيسة والكتب النادرة التي بلغ تعدادها 450 ألفًا، وتعد مرجعًا للطلاب، كما قصدها الكثيرون من العلماء والفقهاء وترددوا عليها وأفادوا من كنوزها العلمية والأدبية نحو قرنين من الزمن، وقد نقل الخليفة إليها نفائس الكتب من مختلف العلوم والمعارف بما يقدر بـ80 ألف مجلد متعددة الأصناف.