السمنة عند الأطفال تمثل مشكلة ذات طابع خاص يجب مواجهتها مبكرًا وفي سن الطفولة؛ حيث يعانون من هذه المشكلة عندما يكبرون مما يحتم التبكير بالتوجيه والتثقيف لمنع حدوثها أصلاً، وكذلك حدوث أضرار نفسية مؤثرة عند الأطفال نتيجة السمنة مما قد يؤثر على نفسيتهم وعلاقتهم بالآخرين.
تعد السمنة سببًا مباشرًا في حدوث الكثير من الأمراض المزمنة، فمثلاً يزيد معدل حدوث الارتفاع في ضغط الدم عند الأفراد السمان 10 مرات عن غيرهم، بالإضافة إلى زيادة نسبة حدوث مضاعفات وأمراض القلب والأوعية الدموية، أو في أحيان قليلة تتسبب السمنة المفرطة في حدوث هبوط حاد في وظيفة الرئتين والقلب ومن أنماط الخلل التي تحدث نتيجة السمنة:
- اختلال تمثيل نسبة السكر بالدم.
- عدم الاستجابة للأنسولين عند مرض السكر للسمان.
- زيادة نسبة الدهون والكولسترول وهرمون الغدة فوق الكلوية.
- ضعف إفراز هرمون النمو.
وكل هذه التغيرات يكون سببها ضعف حساسية الخلية الدهنية بتأثير هرمون الأنسولين، ولحسن الحظ فإن هذه الحساسية تزيد عندما ينقص الوزن.
كيف تحدث السمنة؟
هناك نظريات عديدة بخصوص حدوث السمنة كان من أهمها: ارتباط حدوث السمنة بزيادة الدخل اليومي من السعرات الحرارية والزائدة عن حاجة الجسم فيؤدي إلى زيادة عدد الخلايا الدهنية في الجسم وليس في العدد ويكون معدل الزيادة في الوزن بعد سن البلوغ مرتبطًا بحجم الخلية أيضا وليس بعدد الخلايا الدهنية.
من هو الطفل السمين؟
الطفل السمين هو الذي إذا زاد وزنه عن الوزن الطبيعي بنسبة 10 أو 20% والذي يمكن مقارنته بالطول يعدُ طبيعيًّا، أما إذا زاد عن هذا الحد فيعتبر الطفل سمينا، ويمكن منع حدوث السمنة عن الطفل من خلال التثقيف الغذائي للأسرة وإزالة الخطأ الشائع بأن الطفل السمين طفل صحي.
ومن أهم العناصر التي تؤدي إلى طفل صحي هو الالتزام بالرضاعة الطبيعية من ثدي الأم دون إدخال أي غذاء خارجي من سوائل وسكريات وأغذية إلا بعد 6 أشهر من عمر الطفل، وبعد هذا السن تكون أغذية النظام متوازنة ومحتوياته على العناصر الأساسية وبخاصة البروتينيات وغيرها والتي تتناسب مع نمو الطفل الرضيع في السنتين الأوليين من عمره.
كيفية علاج السمنة؟
يمكن الاستعانة بزيادة المجهود الحركي وتعديل النمط السلوكي للطفل ويجب التنبيه على أن عملية إقلال السعرات الحرارية من سن الطفولة المتأخرة وفي بداية سن المراهقة يجب أن تؤخذ بحذر حتى تتم عملية النمو الطولي للطفل بحيث يكون الاهتمام في هذه الفترة بالمحافظة على عدم زيادة الوزن وليس بمحاولة إنقاصه مع ملاحظة السمنة.
وقد تمثل العمليات الجراحية التي تجري على المعدة والأمعاء حلاً أخيرًّا في حالات السمنة المفرطة الميؤوس من علاجها غذائيًّا غير أن لها تأثيرًا سلبيًّا على النواحي الصحية والنفسية عند الأطفال.
وأخيرًا.. فإذا كانت مخاطر السمنة قليلة في سن الطفولة، ولكن يجب النظر بجدية لمشاكلها عند الكبر بالإضافة إلى العبء النفسي الذي قد يؤثر على مستقبل الطفل وعلاقته بالآخرين.