من كلِّ شيء في الكون خلق الله زوجين، ولا يمكن الادعاء بأنَّ كلًّا منهما مساوٍ للآخر في كلّ شيء، ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ (سُورَةُ الذَّارِيَاتِ: 51/49). إنَّ كلَّ شيء من الذرات إلى النباتات، ومنها إلى الذكورة والأنوثة في الحيوانات والبشر أزواجٌ بعضُها يحتاجُ إلى بعض، فالموجب محتاج للسالب والإلكترون للبُروتون، والليل للنهار، والصيف للشتاء، والأرض للسماء، والرجل للمرأة، والمرأة للرجل؛ وثمّةَ كثير من أزواج لا قِبَلَ لنا بمعرفتها الآن، وقد نعرف بعضها بتقدّم العلم والتقنية إن يسّر الله لنا.
وكما أن الإلكترون لا يساوي البروتون، والسالب لا يساوي الموجب؛ فالمرأة أيضا لا يمكن أن تساوي الرجل، وهذا من قوانين الفطرة التي لا تتغير.
وهكذا خَلْقُ المرأة، خلقها الله كما خلق البروتون للإلكترون، والسالب للموجب، والبذرة الأنثى للبذرة الذكر، فتكوّنت من تلك الأزواج وحدة واحدة؛ وكما أن الإلكترون لا يساوي البروتون، والسالب لا يساوي الموجب؛ فالمرأة أيضا لا يمكن أن تساوي الرجل، وهذا من قوانين الفطرة التي لا تتغير؛ هذا وكل ما سوى الله الأحد قائم بغيره، والقائمُ بغيرِهِ لا يستغني عن الغيرِ في بقائه، فالرجل والمرأة ناقصان يجتمعان معًا؛ فيكملان بعضهما، ويشكلان وحدة واحدة، وهذا هو الأصل في كل مخلوق.
فالرجلُ والمرأة ليسا متساويين، بل هما متكاملان، وهي حقيقة عبَّر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَال”[1].
إنَّ الرجل والمرأةَ نصفان متساويان من حيثُ الإنسانية، غير أنَّه لا أحدَ فيهما عينُ الآخر ألبتة؛ أي إنّ فطرتيهما وبنيتهما الروحية والنفسية متباينة كلَّ التباين.
وكلمة “شقائق” لغةً: جزء الكلِّ المقسوم نصفَيْن تمامًا، أي إنَّ كلَّ جزءٍ من الجزأين اللذين يمثِّلان الكل الواحد “شقيقٌ” للآخر، وبناءً على هذا فإنَّ الرجل والمرأةَ نصفان متساويان من حيثُ الإنسانية، غير أنَّه لا أحدَ فيهما عينُ الآخر ألبتة؛ أي إنّ فطرتيهما وبنيتهما الروحية والنفسية متباينة كلَّ التباين، ويستحيلُ أن تساويَ المرأةُ الرجلَ أو الرجلُ المرأةَ نفسيًّا وجسديًّا؛ أمَّا بيولوجيًّا فالرجل ليس أكثر تطورًا من المرأة شكلًا، والعكس بالعكس، فعلى كلِّ إنسانٍ مؤمنًا كان أم غير مؤمن أن يدعَ أوهامَ المساواة، ويرضى بواقع الرجل والمرأة كما هما، لأنه لا يدَ لأحدٍ من البشر في اختلاف النوع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] سنن الترمذي، الطهارة، 82؛ سنن أبي داود، الطهارة، 95؛ سنن ابن ماجه، المقدمة، 11.
المصدر: محمد فتح الله كولن، الموشور، دار النيل، مصر، 2015، ص157.
ملاحظة: عنوان المقال من تصرف المحرر.