يقال إن الفكرة إذا تكررت ستتحول إلى عمل، والعمل إذا تكرر سيتحول إلى عادة، والعادة ستحدد شخصيتك، وشخصيتك ستحدد من ثم مستقبلك، ما سيحدد بوصلة نجاحك في الحياة ليست الأعمال المهمة الكبيرة التي تقوم بها بين الفينة والأخرى المصحوبة بالحماس الزائل وبعد فترة تتوقف عن الاستمرار والمثابرة.
نجاحك في الحياة رهين بتلك المهام الصغيرة التي تقوم بها بشكل يومي ومستمر دون انقطاع، وهذا ما نستفيده من قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: “خير العمل ما قل ودام” وقول عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئلت كيف كان عمله قالت: “كان إذا عمِل عملا أثبته”، أي؛ دام عليه واستمر دون انقطاع.
إيمانك القوي سيتحقق بتجديدك له من خلال وردك اليومي (يوم المؤمن وليلته) وليس بالحماس على جلستين في الأسبوع لساعات طويلة ثم فتور ثم انقطاع إلى ما شاء الله (رحمنا الله) من ذلك.
فمثلاً نجاحك الدراسي سيحققه قراءتك اليومية وتعلمك اليومي والمستمر دون انقطاع، خصص من وقتك خمس عشرة دقيقة يوميًا للقراءة كل ليلة، فهذا سيجعلك تقرأ كتابًا في الشهر أي ما يعادل اثنا عشر كتابًا في العام، هذا إذا كان معدل قراءتك خمس عشرة صفحة من الكتب المتوسطة الحجم.
وكذلك، صحتك الجيدة سيحققها نظام غذائي متوازن يومي، والرياضة ولو بضع دقائق معدودة يوميًا، وليس الحماس على أكل اللحم يوميًا مع ممارسة رياضة معينة لساعات طويلة خلال أسبوع ثم الانقطاع..
وبالطبع فنجاح علاقتك الاجتماعية مع الجميع سيحددها أسلوبك في التعامل اليومي البسيط فـ(الدين المعاملة)…
في النهاية لا تنسى أن تكتب ولو ثلاثة أمور أو أربعة على حسب شخصيتك ووضعيتك وأهدافك، وتقوم بها بشكل يومي وسترى التغيير الذي سينعكس على حياتك، ومع هذا كله لا تنسى أن تلتزم بما خططت له. قال علماء الاجتماع: “إن أبواب النجاح ألف ومدخلها الرئيسي هو الإلتزام”.