بينما يعتقد كثير من الأباء أن ألعاب الفيديو تهدد حياة أبنائهم الاجتماعية وقد تؤدي لضياع مستقبلهم، إلا أن الباحثين توصلوا إلى حقائق تثير الدهشة وتجعلنا نعيد النظر في فهم ألعاب الفيديو وفوائدها.
وبينما لا تعتبر ألعاب الفيديو مرهقة بدنيًّا، إلا أنها تقوم بتدريب العقل وتأهيله للتعامل مع مختلف المواقف التي تواجه اللاعب، وهو مايؤدي إلى تحسين مهارات اللاعب العقلية، لا سيما سرعة الملاحظة وسرعة اتخاذ القرار أمام المشكلات التي تقابله في الحياة اليومية، ولقد أثبتت الأبحاث أن ألعاب الفيديو تحسن مهارات إيجاد الحلول للمشكلات، فكل لعبة تتضمن العديد من المشاكل التى يتوجب على اللاعب اجتيازها.
وقد يعتقد الآباء أن مداومة أطفالهم على ألعاب الفيديو تجعل أولادهم انطوائيين؛ لكن الحقيقة أن كثير من ألعاب الفيديو تتضمن اللعب بصورة جماعية، وفيه تقوم المجموعة بتقسيم المهام ويتحدثون مع بعضهم ويكونوا الصداقات فيما بينهم من خلال ألعاب الفيديو.
وكثير ما يشتكي الآباء عدم معرفة أبنائهم للتاريخ وقلة مطالعة الكتب التاريخية، عزيزي الأب والأم لا تطلبوا من أولادكم مطالعة التاريخ، فلماذا سيقرؤه ولديهم فرصة أن يعيشوه ويرونه داخل ألعاب الفيديو، فكثير من هذه الألعاب قصتها تعتمد على وقائع تاريخية وتأخذ اللاعب في جولة عبر الزمان والمكان.
كما لا ننسى أن ألعاب الفيديو تساعد على تقليل التوتر وتتيح الفرصة لللاعبين البالغين الخروج من مشاكل العمل اليومية وصفاء الذهن، وقد أثبتت بعض الدراسات أن ألعاب الفيديو تؤخر أعراض الشيخوخة.
وأعجب ما قد نطالعه من نتائج الأبحاث الطبية، دراسة أجريت على مجموعة من الأطباء بعضهم يستخدم ألعاب الفيديو والفريق الآخر لا يستخدمها، لتخرج الدراسة بأن فريق الذي كان يلعب ساعة يوميا كانت أخطائهم الجراحية أقل بنسبة 35% من الفريق الآخر.
وفي الختام لا ننسى المقولة الحكيمة ” كل ما زاد عن الحد انقلب للضد”، فيستحسن استخدام ألعاب الفيديو في حدود معقولة للاستفادة من منافعها والاحتراس من إدمانها.