بين الطاعة الجامعة والنزاع الهادم

الإنسان يجب أن يتصالح مع ذاته فيجعل قلبه ولسانه وأعماله واحدة، فلا يكون لسانه شيئًا وأفعاله شيئًا وقلبه شيء آخر. ينبغي القضاء على ظاهرة “النفاق الفعلي”، فهي لا تزيد المسلمين سوى هلاك في هلاك. كذلك ينبغي أن تقلّ المشاكل العائلية، وينبغي على الأفراد والأُسَر أن يتماسكوا، والخلافات ينبغي أن تقلّ. كما ينبغي على الأُسَر أن تسير على شرع الله كما كانت عليه في السابق.

إن شعوب المسلمين في العالم الإسلامي، عليهم أن يكون لهم الشعور بأنهم جزء من أمة.

فهذا الأمر الذي هو التنازع -سواء على مستوى الفرد أو الأسرة أو الأحياء- ينبغي أن يُمحى بالتزاور والتسامح والتعاون والتآخي.. كل ذلك ينبغي أن يعود ليصبح المسلمون يدًا واحدة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المروي عن النعمان بن بشير: “مثَل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثَل الجسد، إذا اشتكى منه عضْو تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى” (رواه مسلم).

إن شعوب المسلمين في العالم الإسلامي، عليهم أن يكون لهم الشعور بأنهم جزء من أمة. فكل المعاني التي تفرق بين هؤلاء عن هؤلاء، ليست من الدين. فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس منّا من لطم الخدود وشقّ الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية” (رواه البخاري)، وقال تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً)(المؤمنون:52). فالأمة الإسلامية أمة واحدة، وكل واحد في هذه الأمة مطالب بالقيام بواجبه: (وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا)(الأنفال:46)؛ فإنه أمر يجب على كل مسلم أن يحاربه في بيته، وفي أسرته، وفي حيّه، وفي أي مكان وُجد فيه.