أوَّل ما يتبادر إلى ذهن الباحث وهو يعيد النظر في “مناهج التنمية في القرآن الكريم”، أهمية الموضوع وخطورته، ثم شموليته لجوانب الحياة جميعها، ولتخصصات العلوم دون استثناء، من جهة؛ وهو من جهة أخرى موضوع دقيق ومركَّز؛ وبخاصة إنّه يتناول “الشكل والمنهج” لا “الموضوع والمحتوى”، وبالذات في القرآن الكريم، دون غيره من مصادر التشريع الإسلامي، مثل السنة والإجماع.
الإسلام والتنمية
ولسائل أن يسأل: “ما الحكمة من كون مناهج التنمية في القرآن الكريم ومفاهيمِها الأساسية وصيغها وأسباب انعدامها وكلِّ المحاور المرتبطة بها، غيرَ مبينة في سورة واحدة، أو تحت عنوان واحد، بل هي مبثوثة في كامل القرآن الكريم، بصيغ مختلفة، وصور متباينة؟”.
لا شكَّ أنَّ القرآن الكريم كتاب “حياة”، وليس من طبيعة الحياة التجزؤ ولا الانحياز، فالحديث عن التنمية حديث عن جوانب “الحياة” كلها. التربوية منها والاقتصادية والفكرية والاجتماعية والسياسية. ومجرَّد حشر التنمية تحت عنوان واحد أو سورة واحدة خروج عن المنهج الأمثل في التعامل مع هذا الموضوع الخطير.
وبالتالي، فإنَّ “شمولية التنمية وتكاملها” هي أبرز سمة من سمات التنمية في القرآن الكريم. فمنهج معالجتها ينبغي أن يكون بالتبع منهجا شموليا متكاملا، ولا يفهم من هذا -بالطبع- أن يغرَّق الموضوع في عموميات لا نهاية لها، ولا أن ينظر إليه على أنه مرادف لكلِّ المواضيع؛ يأخذ منها ويرجع إليها، حتى وإن كانت بعيدة؛ ذلك أنَّ مِثل هذا التعميم كفيل بتضييع المنهج والمبنى، وإفساد المقصد والمعنى.
والقرآن في عرضه لمختلف مجالات التنمية وأنواعها “دقيق” كلَّ الدقَّة، “واضح” غاية الوضوح، لا لبس فيه ولا إبهام، فمن ذلك مثلا قوله تعالى، في الحديث عن التنمية الزراعية: ﴿وَآيَةٌ لَّهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُون * لِيَأكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكرُونَ﴾ (يس: 33-35) فالآية أبرزت حدود عمل الله تعالى، ولم تُلغ عمل الإنسان وجهده وعلمه، شأنَ بعض الفهوم الخاطئة لسنن الكون؛ ذلك أنَّ نتاج الإنسان من أسباب الازدهار المنشود، وأنَّ عملَه من مقدِّمات التنمية الحقَّة؛ فقوله تعالى: ﴿وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ﴾، أي ليأكلوا مما عملت أيديهم وهو الغروس والحروث التي تعِبوا فيها.
ثم إنَّ “الشكر” كذلك سبب من الأسباب ومقدِّمة من المقدِّمات، وبالتالي؛ فإنَّ الشطر الأول -أي العلم والعمل- مفهوم وواضح لدى كلِّ الشعوب والمجتمعات، حتى وإن كانت كافرة أو ملحدة، أمَّا الشطر الثاني فيحمل إضافة بارزة وبديعة، ألا وهي: “شكر النعمة”، وهنا يتضح الفرق الجوهري بين المنهج القرآني والمناهج الفكرية الأخرى.
قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد﴾ (إبراهيم:7) وقال: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُون * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُون * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ﴾ (يس:71-73). وما غاص باحث في آية من آيات التنمية في القرآن الكريم إلاَّ وبهرته هذه “الدقة” وذلكم “الوضوح”، فهذه سمة ثانية من سمات منهج القرآن في معالجته لموضوع التنمية.
من هنا نسجِّل أنَّ أبرز السمات في المنهج القرآني للتنمية أربعة، هي: “الشمولية” و”التكامل” و”الدقة” و”الوضوح”.
و”التنمية” من مدخلها الاقتصادي مرحلة متطوِّرة تأتي بعد مرحلة النمو الاقتصادي، الذي يعني ارتفاع النسبة المئوية للإنتاج العام مقاساً بالأسعار الثابتة، أي الارتفاع الحقيقي للدخل القومي. إذن يمكن للبلد الذي يعتمد اقتصاده على إنتاج وتصدير النفط والغاز والفحم والقهوة أو الحديد، أن يحقق نمواً اقتصادياً عن طريق رفع إنتاج هذه المواد (طبعاً شريطة أن لا تنخفض أسعار هذه المواد في الأسواق العالمية). لكنَّ هذا النموَّ السريع، وغير الثابت لا يؤدِّي بالضرورة إلى التنمية الاقتصادية، التي تعرَّف من خلال ثلاث مصطلحات: “الخطّة، والدخل القومي الحقيقي، والأجَل الطويل”.
فـ”التنمية الاقتصادية” لا ينبغي أن تُفهم على أنها تغيّر كماليّ سطحي مرحليّ عابرٌ يقتصر على عنصر معين من عناصر التنمية، إنما هي “خطَّة” معقدة ومتشابكة تستهدف تغييرا جوهريا في البنيان الاقتصادي، يمتد ليمسَّ كافة العلاقات الاقتصادية، ويسفر عن رفع معدل الإنتاجية بقدر كفاءة استخدام الموارد القومية والعالمية والمستوى التكنولوجي المتاح.
عناصر التنمية في القرآن الكريم
يصعب حصر جميع عناصر التنمية الواردة في القرآن الكريم، لكنَّ عملية مسحية أولية تُبرز لنا عددا منها، ولعلَّها هي الأهم، وهي على التوالي: رأس المال، والثروات الطبيعية والآلية (أو التكنولوجيا كما تعرف اليوم) والإنسان والشكر والوقت والغيب والإدارة والتخطيط والعلم والعمل وتوجيه الطاقة.
لا شكَّ أننا لو حاولنا تصنيف هذه العناصر تصنيفا منهجيا، فسنجد أنها تنقسم إلى محاور ثلاثة هي:
الموارد: وتتمثل في رأس المال، والثروات الطبيعية، والوقت.
الغيب: ويتمثل في مشيئة الله تعالى وقدرته، وفي شكر نعمه.
الإنسان: ويندرج ضمنه كلٌّ من الإدارة، والتخطيط، والعلم، والعمل، وتوجيه الطاقة.
نركِّز هنا على “محورية الإنسان في التنمية، بناء على المنهج القرآني”، وسننطلق من نماذج بلغت الذروة في التنمية، ونستنبط منها هذه العناصر، حسب السياق، مع مراعاة أصول التفسير وقواعده. وبنفس الطريقة يمكن أن يتم التعامل مع نماذج أخرى: والعناصر هي كالآتي:
عناصر التنمية في قصة ذي القرنين
في قصة ذي القرنين التي جاءت مفصَّلة في أواخر سورة الكهف، نجد عناصر التنمية الأساسية واردة بصيغ مختلفة، وهي من أفضل النماذج التي تلج بنا إلى هذا الموضوع. فمن ذلك أنَّ ذا القرنين لما بلَغ ﴿بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾ (الكهف: 93) أي بين الجبلين، وجد قومًا ﴿لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً﴾ (الكهف: 93) وهو الذي مكَّن الله تعالى له، وآتاه من كلِّ شيء سببا.
وهنا نلاحظ التقابل بين قوم ينتمون إلى مجتمع غير نام، ورجل عظيم جاء من محيط نام، فالقوم متصفون بصفات الضعف والوهن، والتخلف والجهل، ولم يقدروا على ردّ يأجوج ومأجوج الذين تسلّطوا عليهم وأفسدوا أرضهم. أمّا ذو القرنين فقد بلغ ذروة التنمية، فمكَّن الله تعالى له في الأرض، وآتاه من كلِّ شيء سببا، أي “سلطانا وطيد الدعائم، ويسَّر له أسباب الحكم والفتح، وأسباب البناء والعمران، وأسباب السلطان والمتاع… وسائر ما من شأن البشر أن يمكَّنوا فيه في هذه الحياة”.
﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا﴾ (الكهف: 85) أي سخَّر ما وُهب له من النعم في خدمة غايته وهدفه، ولم يضيع ذلك هباء. ومن المؤكد في علم الإدارة أنَّ توجيه الطاقة وضبط الغاية وتحديد الأهداف هي أهمُّ مراحل التخطيط والتخطيط الاستراتيجي، من أجل تنمية مستدامة وشاملة.
والملفت للنظر أنَّ هؤلاء القوم كانوا يملكون المال، والدليل على ذلك قولهم ﴿فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا﴾ (الكهف: 94)، وكانوا يملكون اليد العاملة، لذلك أمرهم ذو القرنين بقوله ﴿فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ﴾ (الكهف: 95)، ثم قال لهم أوان بناء السد ﴿آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ﴾ (الكهف: 96)، ثم قال ﴿انْفُخُوا﴾ (الكهف: 96)، ثم قال ﴿آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا﴾ (الكهف: 96). غير أنَّهم يفتقرون إلى أهمِّ أسباب التنمية على الإطلاق؛ يفتقرون إلى تمكين الله تعالى وإلى العلم والتكنولوجيا والتخطيط وإلى وضوح الغاية والأهداف.
وقراءة أولية لواقع المسلمين اليوم، وتخلفهم عن سُلَّم الحضارة، وواقع الغرب وتمكنه، تجعلنا نفهم هذه الآيات فهما عميقا، وتُجلّي لنا المنهجَ القرآني في بناء تنمية شاملة، أساسها الإنسان الكفء والفعال، حتى وإن كان غير مالك للمادة والوسائل.
وهذا ما نقرؤه في المقارنة التي عقدها ذو القرنين بين “رأس المال المعبَّر عنه بالخرج” وبين “التمكين”، فقال: ﴿مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ﴾ (الكهف:95). فرغم اختيار بعض المفسِّرين أنَّ هذا التمكين يقصِد به المال واليسار إلاَّ أنَّ الصواب -والله أعلم- في توجيه معنى التمكين هو تقديمه للروح الإيمانية، والقدرة العلمية، وكذا التمكين التكنولوجي.
إذن، فـ”الإنسان” بكلِّ أبعاده هو محور التنمية في هذه الآيات.
عناصر التنمية في قصة سليمان عليه السلام
لقد بلغ سليمان عليه السلام من التطور الحضاري، والتنمية في جميع المجالات، مبلغا لم يرْتقِ إليه أحد قبله، ولن يرتقي إليه أحد بعده؛ وما ذلك إلاَّ للعلم الذي آتاه الله تعالى، وامتنَّ به عليه، حتى بزَّ أباه، قال تعالى: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ (الأنبياء: 79)، وقال: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ﴾ (النمل: 16).
ولقد برز سليمان عليه السلام في مجالات العلم والمعرفة، مثل السرعة، وفهم لغة الطير، والقتال والحرب، وفنون الإدارة، والحوار والجدل، والسياسة، والعفو والصفح، والعدل والحكم… أي في كلِّ ما من شأنه أن يصنع حضارة مثالية شاملة متكاملة الجوانب، تفوق واقع الدول المتطورة اليوم بأشواط؛ ذلك أنَّها تملك التقنية والآلية، وتفتقر إلى العدل والروح والشكر والأخلاق، وتعدم القيم الحضارية غير المادية.
فالغرب يبني أسس تنميته على العلم وحده، ويعتقد أنّ “من يملك العلم يملك القرار، هذا هو المستقبل، ومن تنقصه المعرفة تنقصه القدرة على اتخاذ القرار”. أمَّا من حيث افتقاد الغرب للأسس القيمية فيقول المفكر مهاتير محمد: “وحسب تقييمنا، فإنَّ أية دولة لا تصبح دولة متقدِّمة إذا كانت غنية، ولديها التكنولوجيا، ولكن تنقصها القيم الأخلاقية. وهناك مجتمعات غربية كثيرة على سبيل المثال متفسخة أخلاقيا”.
لكن المؤسف من جهة أخرى، أنّ الدول الإسلامية تفتقر إلى جميع القيم الحضارية التي تعلي من شأن الإنسان، وهذه الأمم تناقض دينها وتسير في غير هدى؛ فلا هي تمتلك التكنولوجيا والعلم، ولا هي تتحكم في الأبعاد الإيمانية والأخلاقية؛ وسوف لن يغنيها نقل مناهج الغرب في التنمية حرفيا، لكن عليها أن تفرِّق بين الروح والشكل.
ولعلَّ السؤال المحير بحقٍّ هو “ما الذي دفع بسليمان عليه السلام إلى أن يسأل الله تعالى ملكا لا ينبغي لأحد من بعده؟ أليس هذا من قبيل حرمان الناس من عطاء الله؟! والحقُّ أنَّ قول سليمان عليه السلام: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ (ص: 35)، يتجاوز حدوده البشرية، ويأتي ضمن المقاييس العليا؛ يأتي من العزيز الوهاب. ولعلَّ الحكمة من ذلك أنَّ الله تعالى جعل أعلى قمَّة في التمكن والرقي والملك، هي قمَّة شاكرة للنعم، غير كافرة بالله تعالى، ولا متنكرة لنعمائه وآلائه؛ حتى لا يقول أحد بعد ذلك: “ما دمت أنا الأفضل والأقوى والأغنى… فإني لا أرى مبررا لأن أشكر أحدا أو أعترف بإله”. أما وإن سليمان قد بلغ ما بلغ، وهو من الشاكرين، فإنَّ الحجَّة قد قامت على جميع الناس، دون استثناء.
من هنا نستنتج أنَّ السبب الأقوى من أسباب التنمية الحقَّة هو “الشكر”، ولقد قال تعالى عن آل داود: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ (سبأ: 13) كما كان أبسط موقف في الحياة يدفعه إلى الشكر. وهذا ما حدث في قصَّة النملة: ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ﴾ (النمل: 18-19).
هذه نماذج من عناصر التنمية في المنهج القرآني، وهي جميعا مؤسسة على محورية الإنسان. والقرآن طافح بنماذج أخرى، تحتاج إلى دراسات وتحليل عميق؛ فمن ذلك مثلا: التخطيط، في قصة يوسف عليه السلام، والتفاني والعمل في قصة موسى عليه السلام، واسثمار الوقت في مراحل السيرة النبوية الطاهرة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
جدول تقديري حول عناصر التنمية
ثمة مفارقة محيِّرة هي:
• كون “الإنسان القرآني” إنسانا حقق جميع متطلبات الحضارة، حتى وإن ضعف أحيانا في الجانب الماديّ، إلاَّ أنّه لا يتأثّر، بل يؤسّس على الجانب الأهم.
• أنّ “الإنسان المسلم” اليوم رغم كون القرآن يتلى بين ظهرانيه، إلاَّ أنّه متخلف من جميع الجوانب، ولم يستفد من كتابه في بناء حضارة عالمية مشهودة.
• أنّ “الإنسان الغربي” اليوم حقَّق انتصارات متوالية في الجانب المادي، وبنى مدَنية عالمية، غير أنّه يفتقر إلى الأخلاق، والقيم، والشكر.
من هنا يجب أن تفكر البشرية اليوم في تنمية شاملة، وحضارة متكاملة، لا تشبه النمط الغربي كلية، بل يجب أن تَبني على النموذج القرآني الذي يستفيد مما أنتجه الغرب من رقي، وتضيف إليه الروح والعمق.
الإنسان في الغرب الإنسان المسلم المعاصر الإنسان القرآني
الأخلاق + – + – +++
الإدارة ++ + – +++
البحث العلمي ++ – +++
التخطيط ++ – +++
التخطيط الاستراتيجي + – +++
التكنولوجيا +++ + – +++
توجيه الطاقة + – +++
رأس المال +++ ++ ++
الشكر – + +++
العلم ++ – – +++
العمل ++ + +++
استثمار الوقت ++ – +++
الموارد الطبيعية + +++ ++
المجموع 22 +
3 – 10 +
9 – 36 +
رغم أنَّ هذا الجدول تقديري قِيَمي، يمكن مراجعته وتصحيحه؛ إلاَّ أنَّه يظهر مدى اكتساب الغرب للعناصر المادية والعلمية في التنمية، وتبين مدى افتقاره إلى الأسباب الأخلاقية والإيمانية؛ أمَّا المسلمون اليوم فيضعفون في جميع الجوانب، غير أنَّ الإنسان القرآني إنسان متكامل الجوانب، قويٌّ ماديا، ومكين روحيا وأخلاقيا. فالذي تعدمه البشرية اليوم هو هذا التوازن المفقود بين المادة والروح، بين الدنيوي والأخروي، بين العاجل والآجل.
________________
المصادر:
1- الإسلام بين الشرق والغرب، علي عزت بيجوفيتش (ترجمة محمد عدس)، مؤسسة بافاريا، 1997م ألمانيا.
2- الإسلام والتنمية الاقتصادية، محمد علي الحسيني، مقال في مجلة النبأ، عدد 58.
3- في ظلال القرآن، سيد قطب.
4- التعليم العلمي والتكنولوجيا في إسرائيل، صفا محمود عبد العال، الدار المصرية اللبنانية، 2002م القاهرة.
5- صوت آسيا، مهاتير محمد، نشر دار الساقي، 1998م لبنان.