صانع البطولات

“حركة مُثُلُها العليا تنبض من قلبها”.. هكذا قال الأستاذ “فتح الله كولن” مرَّةً واصفًا هذه التجربة ذات الامتدادات الواسعة في العالم.. فهي لما تمتاز به من حيويات إيمانية وفكرية، قادرة على صنع أبطالها بنفسها لنفسها، وقادرة على أنْ تبدع أفكارها وتعايشها وتتعلم منها من خلال تعريضها لـ”التجربة والخطأ” في معترك هذه الحياة، وهكذا تمضي في الطريق تعلِّم وتتعلم.. فهي على وعي تام بمسؤولياتها تجاه نفسها أولاً، وتجاه شعبها وشعوب العالم بأسره.

والأستاذ “فتح الله” واحدٌ من عشَّاق البطولات في هذه الحياة.. فالمتتلمذ على أفكاره لابد أن يرتقي في فكره وإيمانه إلى مرتقيات بطولية تجعله محطَّ الأنظار، وتبوّئه مكان القيادة الفكرية والإيمانية لمن يريد الهداية ويرنو إلى النور.

ففي مفتتح “حراء” نقرأ مقاله القيم “أنْ نكون من جديد”، مستعرضًا فيه ما كان عليه المسلمون من بطولات حضارية وإيمانية، وما صاروا إليه اليوم من هبوطات على كافة المستويات.. لقد كانت هذه الأمة في السابق فخر البشرية وشرفها، كانت هي المكان وهي الزمان، وهي اليوم لا زمان ولا مكان.. فالأستاذ يرى أن نعود من جديد إلى أن “نكون”، فذلك ما يسعى إليه قلمه وفكره.

ويكتب “يونس ملال” مقالاً قيمًا عن قضية فكرية لا زالت في حاجة إلى الكثير من الاهتمام، وهي مسألة الصراع القائم بين العقل الغيبي والعقل العلمي، وبين القول بالخلق المباشر ونظرية التطور لداروين، وذلك على ضوء التفكير السنني عند النورسي.

وعماد الدين خليل يواصل الكتابة في موضوع “الأسلوب الملتوي” عند بعض أدباء العصر وشعرائه واعتمادهم الغموض وعدم الوضوح فيما يكتبون أو ينظمون.

وعن العلاقة بين “الفكر والعمل”، يكتب محمد باباعمي مستعينًا بآراء بعض فلاسفة الاجتماع وفلاسفة العلوم وبيان أن نجمع بين الفكر والعمل.

و”أديب الدباغ” يكتب مقالاً عن “الحزن العظيم” الذي يغلف الوجود كلّه ويغشى الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه.

أما خالد الصمدي الذي تعودنا أن نقرأ له أبحاثًا غاية في العمق، فهو يتحفنا بمقاله “المنهاج النبوي في التربية” وعن منظومة القيم الحضارية الإسلامية. أما محمد خروبات فيكتب عن الأسرة وتحديات الكلام المعاصر، فهو يرى أنّ للأسرة علمَ كلام أسري تتميز به عن أي علم كلام آخر.

وسعاد الناصر تكتب عن تفاعل القيم الإنسانية في الأدب، وعن جدلية العلاقة بين القيم الإنسانية والأدب.

هذا إلى جانب مقالات رائعة، والله تعالى من وراء القصد.