التفكير السنني عند بديع الزمان النورسي

درج كثير من الفلاسفة والمفكرين في عالم الفكر الإنساني، على تقسيم العقول إلى نوعين متباينين متناقضين: عقل غيبي ديني (بالمعنى الغربي لكلمة الدين)، وعقل مادي إلحادي، وذلك بالنظر إلى طريقة التفكير وأسسه الكلية تجاه الخالق والمخلوق وطبيعة الخلق وما وراء الخلق، وبالنظر -كذلك- إلى تحديد الموقف والسلوك والحكمة من طبيعة الوجود وكيفية التصرف فيه… هذا هو المناخ المتأزم الذي وضعت فيه الحضارةُ الغربية الإنسانيةَ برمتها، وتركتها في صراع متعدد المستويات معرفيًّا وسلوكيًّا ونفسيًّا.

فأما العقل الغيبي (الديني) فهو لا يؤمن بحتمية الأسباب الجزئية التي يجري عليها نظام الكون -السنن الجارية- ويرجع كل ما يقع في الوجود إلى قدر قاهر وإرادة مطلقة للعلة الأولى. ويضع هذا العقلُ الإرادة الإلهية في مقابل الأسباب المادية وإرادة الإنسان ومعارفه، وكأنه لابد من الاختيار بين أحد أمرين: إما القول بالأسباب الجزئية والإرادة الإنسانية الحرة، وإما القول بالإرادة الإلهية المطلقة وتصريفها لشؤون الكون مع جبرية سالبة وعبثية عارمة. وبديهي أن العقل الديني الغيبي، ينحاز إلى الإرادة الإلهية نابذًا ما وراءها من القول بالأسباب.

وقد تزعم هذا النوع من التفكير اللاهوت المسيحي، كما يظهر جليًّا في كتاب “مدينة الله” لـ”القديس أوغسطين” الذي قسم أحداث الكون إلى ستة أيام سماها “أيام الله” وجعلها حاكمة على تاريخ البشرية، وجعل من الإنسان ريشة في مهب الريح، أو ممثلاً على خشبة المسرح يؤدي دورًا في مسرحية كَتَبَ الربُّ فصولَها.

من هنا، كان ضروريًا في سياق النهضة الأوروبية أن ينتفض أولئك الماديون الذين اتجهوا إلى دراسة سلوك المادة في الكون، وتأكدوا -عمليًّا- من وجود الأسباب وتأثيرها واطرادها باكتشافهم منهج الاستقراء الذي يقوم على الفرَض والملاحظة والتجربة، وبدأت تتشكل بوادر عقل جديد؛ عقل سببي يشرح الظواهر الكونية شرحًا واقعيًّا معقولاً.

لكن الجو الفكري والحضاري الذي نشأ فيه هذا العقل التجريبي كان جوًّا موبوءًا، وكان يسيطر عليه العقل الغيبي الرافض للقول بالسبب الجزئي، ويرى ذلك فسادًا في الاعتقاد وتعديًا على إرادة الله… وقد حفظ لنا التاريخ صورًا لذلك الصراع المرير الذي وقع بين الفريقين، والذي بلغ أوجه ضمن ظاهرة محاكم التفتيش، التي حكمت بكفر من يقول بكروية الأرض وإعدامه حرقًا.

فوضى الحضارة

وهكذا زجت فوضى الحضارة الغربية بالإنسانية في متاهة عقدية وفكرية ونفسية وحضارية شاملة، وخيرتها بين أمرين أحلاهما مر، وقضيتين الرابح فيهما خاسر وهما: إما أن تجحد الله وتعتنق الإلحاد لتلتحق بركب التفكير العلمي، أو أن تؤمن بالله وتكفر بالعلم.

ومن الصور الممتدة -إلى يومنا- في هذا الصراع القائم بين العقل الغيبي والعقل العلمي -الغربيين- قضية الصراع بين القول بالخلق المباشر المستمر ونظرية التطور لـ”داروين” ومن لف لفه كـ”لامارك” وأتباعه.

لقد توجه رموز العقل المادي -الذين عرفوا ظاهرًا من الحياة الدنيا وغفلوا عمّا سوى ذلك- بكل كشف علمي إلى إثبات الإلحاد وإبطال الإيمان… فضاع الدين الحق وضاعت مقاصد العلم في إسعاد البشرية، لأن المناخ الحضاري الذي يؤطرهما لا يتناسب -كما ذهب “كاريل” في كتابه “الإنسان ذلك المجهول”- مع طبيعة الإنسان ولا يناسب حجمه، بل هو توجه مخالف لفطرة الناس وفطرة الكون جميعًا.

وإذا كان خط التعاسة الإنسانية هذا قد انطلق من الغرب، فإن عالم الشرق -والعالم الإسلامي على الخصوص- لم يَسلم من هذه الفوضى في التفكير والسلوك الحضاري؛ فكل هذه الأفكار التي نشأت في الغرب -أو جلها- انتقلت إلى الشرق، وجل التيارات في الغرب نشأت مثيلات لها في الشرق الإسلامي، خاصة بعد الفراغ الحضاري الذي عم العالم الإسلامي جراء سقوط الخلافة العثمانية.

والذي زاد الأمر حدة، هو احتكاك العالم الإسلامي بالغرب، إما عن طريق الحركة الاستشراقية، وإما عن طريق الهجمة البربرية الاستعمارية.

رواد النهوض الإسلامي

من هنا قام رواد النهضة والإصلاح في العالم الإسلامي لمواجهة هذه الأوضاع غير الطبيعية التي خربت علاقة الناس بربهم وجعلتهم في صراع واغتراب مع الكون الذي يعيشون فيه.

قام رجال الإصلاح لإعادة بناء العلم والإيمان على أسس عقلية ودينية صحيحة ترفع الغبن والتعاسة عن الإنسانية، وتقودها نحو السعادة في آجلها وعاجلها.

والعلامة المفكر المصلح “بديع الزمان سعيد النورسي” واحد من ألمع هؤلاء المصلحين. وقد رأى أن الالتجاء إلى القرآن الكريم واستخراج المعرفة والهداية منه، هو ما سيحقق أقصر الطرق إلى الله، وبالتالي المصالحة مع النفس ومع الكون الذي خلقه الله .

وقبل أن نعرض أسس العقل السنني عند بديع الزمان -طيب الله ثراه- وثمرات هذا العقل على نفس الفرد والجماعة وخير الكون كله، نلقي بعض الضوء على طبيعة العقل الثالث الذي يعرضه الإسلام أعني: (العقل السنني).

فما هو العقل السنني الإسلامي الذي يغاير العقل العلمي الملحد والعقل الغيبي الخرافي؟

طبيعة العقل السنني الإسلامي عند بديع الزمان

إن أهم ما يميز هذا العقل السنني هو الإيقان بالحقيقة الوجودية لنظام الكون المادي والبشري، وانبناء الوجود على سنن وقوانين ثابتة ومطردة، ولكنه لا يفصلها عن الله الذي خلق ونظم وبث السنن، ولا يصادر إرادة الله في خرقها إذا شاء عز وجل، ولا يجعل قدرة الله محكومة بقوانين الكون، بل حاكمة لها، كما يجعلها مدخلاً لمعرفة الذات الإلهية، ومن ثم معرفة الإنسان لنفسه ووظيفته في الوجود.

لذلك فالمسلم يشغف بالعلوم، وتهفو نفسه إلى الاستزادة منها على أساس أنها غذاء للإيمان الحق بالله، وعلامات على قدرته ودلائل أسمائه الحسنى وصفاته العلا… وفي رسائل النور للعلامة بديع الزمان كلام مشرق واضح في تجلي أسماء الله في الكون وقراءة قوانينه على هذا الأساس، وفي هذا توسيع لمقاصد العلم من المنفعة المادية الضيقة إلى الغذاء الروحي والسعادة الإنسانية المطلقة الرحبة والأبدية.

إن بديع الزمان ينأى بالعقل المسلم عن الغربة المفتعلة بين الإيمان والعلم، لأنه قد اكتشف الخطأ الجامع بين العقلين الملحد والخرافي، وهو التصور الخاطىء لحقيقة الألوهية، لذلك نجده يقول: “نعم من يجد الله فقد وجد كل شيء، فما الموجودات جميعها إلا تجليات أسمائه الحسنى ”. ومفهوم المخالفة لهذا الكلام، أن من لم يجد الله لم يجد شيئًا، وإن توهم ذلك فسرعان ما يظهر له خطأ توهمه عندما يجني ثمرات تفكيره وسلوكه شوكًا وتعاسة وظلمة في النفس، وخرابًا في العمران، وبيعًا لسعادة أبدية بساعة من الدنيا لا تخلو من كدر ومشقة وحزن، بل إن نهايتها موت وعدم.

العلم والعمل

إن بديع الزمان لا يقصد -فقط- بمشروعه النهضوي تجاوز عقدة ثنائية العلم والدين في أزمة العقل الحديث، كلا، بل هو يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير حين يؤسس لعقل سنني إسلامي يجمع العلم والعمل، كما يؤسس لمنهج تربوي إيماني -علمي وعملي- مبني على معرفة صحيحة بالله، ومعرفة صحيحة بالكون، ووضع صحي للعلم ومقاصد العلم، لذلك نجده يقول أيضًا: “إن لكل كمال ولكل علم ولكل تقدم ولكل فن -أيًّا كان- حقيقة سامية عالية، وتلك الحقيقة تستند إلى اسم من أسماء الله الحسنى، وباستنادها إلى ذلك الاسم -الذي له حجب مختلفة وتجليات متنوعة ودوائر ظهور متباينة- يجد ذلك الاسم والفن والكمال والصنعة كماله، ويصبح حقيقة فعلاً، وإلا فهو ظِل ناقص مبتور باهت مشوش”.
هكذا يعلن النورسي في وضوح أن حقيقة العلم -أيّ علم- هي حقيقة ناقصة وشائهة ما لم ترتبط بالحقيقة السامية العالية، وهي حقيقة الألوهية التي تتوسع في ظلها مقاصد العلم كما ذكرنا. “فالهندسة -مثلاً- علم من العلوم حقيقتها وغاية منتهاها هي الوصول إلى اسم الله العدل والمقدِّر من الأسماء الحسنى، والبلوغ إلى مشاهدة التجليات الحكيمة لذلك الاسم بكل عظمتها وهيبتها في مرآة علم الهندسة.

والطب -مثلاً- علم مهارة ومهنة في الوقت نفسه، فمنتهاه وحقيقته يستند أيضًا إلى اسم من أسماء الله الحسنى وهو “الشافي”. فيصل الطب إلى كماله ويصبح حقيقة فعلاً بمشاهدة التجليات الرحيمة لاسم الشافي في الأدوية المبثوثة على سطح الأرض الذي يمثل صيدلية عظمى.

والعلوم التي تبحث عن حقيقة الموجودات -كالفيزياء والكيمياء والنبات والحيوان- التي هي حكمة الأشياء، يمكن أن تكون حكمة حقيقية بمشاهدة التجليات الكبرى لاسم الله الحكيم  في الأشياء، وهي تجليات تدبير وتربية ورعاية. وبرؤية هذه التجليات في منافع الأشياء ومصالحها، تصبح تلك الحكمة حكمة حقًّا… وإلا فإما أنها تنقلب إلى خرافات وتصبح عبثًا لا طائل من ورائها، أو تفتح سبيلاً إلى الضلالة، كما هو الحال في الفلسفة الطبيعية المادية”. تأمل كيف يؤسس للعقل الإيماني بوعي كبير ووضوح تام يجعله بديلاً مصححًا للخرافة -العقل الغيبي- من جهة وللإلحاد -العقل المادي- من جهة أخرى.

القرآن وآيات الكون

إن الزاد الأول والأساس لبديع الزمان في هذا التصور هو القرآن الكريم، فهو يرى الآيات الكونية مبثوثة في كتاب الله، والقرآن يلفت نظر الإنسان إلى ما بث الله في الكون من آيات النظام، التي ترتبط فيها الأسباب بالمسببات والمقدمات بالنتائج، ويطرد ذلك ويتكرر بدقة متناهية وبقدر وميزان عجيب، وذلك كلما تعاقبت الأيام والفصول والسنوات:

﴿وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾(الحج:5)، وليس هذا في عالم المادة فحسب، بل إن القرآن يخص سلوك البشر في التاريخ -أفرادًا وأممًا- بلفظة السنة في ستة عشر موضعًا منها قوله سبحانه: ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ﴾(فاطر:43).

إن الكون إذن في التصور القرآني الإسلامي مبني على سنن وقوانين ونظام بديع… وهذا النظام لا يحتمل العقلُ القولَ بأنه جاء مصادفة أو عبثًا كما تقول نظريات العقل (العلمي) الملحد، التي رفضت أن تفسر ظواهر الكون الجزئية على أساس المصادفة أو التقدير ابتداء. ولكن ها نحن نجدها في قضية خلق الكون حين عجزت عن تفسير مبتدأ النشأة والخلق، تنقلب على منهجها الحتمي الصارم، وتقول بالمصادفة في نشأة الكون، فتخون منهجها فيما يرتبط بتفسير بداية الخلق! لا لشيء إلا لأنها كما قال بديع الزمان: “لم تجد الله فوقعت في العدمية والتناقض الصارخ”.

إن القرآن يقرر أن هذا النظام هو أكبر دليل على المنظم وهو الله  الذي خلق الوجود وقدر فيه الأقدار… من هنا لا تأخذ أسباب العلوم المادية والاجتماعية في ضوء التصور القرآني طابعًا حتميًّا ينبني على الضرورة العقلية، وتنتج عنه المنفعة المادية، وينتهي بالتعاسة البشرية، كلا… بل تأخذ السنن طابعًا حتميًّا عمليًّا، ينبني على الضرورة الشرعية، وضمان الله بثبات السنن بصريح نصوص القرآن، وينتج عنه محتوى إيماني وطمأنينة نفسية ونظام اجتماعي بديع ينسجم مع وظيفة الاستخلاف وغاية العبودية لله في الأرض.

أساس العقل السنني عند بديع الزمان

الإيمان أساس التفكير العلمي المنظم، أي أنه لا أساس للعقل الملحد الذي يكابر الحقائق، ويبني رؤيته للأسباب الطبيعية على وهم أنها قائمة بذاتها، ويسند إليها وظائف الألوهية، وبذلك يزج بالإنسانية في متاهة من الضياع لا آخر لها ولا منقذ إلا الإيمان بالله، والسعي الحثيث إلى معرفته ومعرفة مطلوبه، والعمل المتفاني على تحقيق ذلك المطلوب.

كيف اكتشف العلم الطبيعي أن الكون مبني على قوانين منظمة؟ إنها الملاحظة والتجربة العملية في عالم الحس. والعلم يتبع المعلوم، فما الأساس الذي جعل العقل الطبيعي يرفع القوانين إلى درجة اليقين العقلي الذي ليس بعده إلا الخرافة؟ ثم يلحق بهذه الخرافة معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء!.. بل وبنى الطبائعيون على ذلك، جبالاً من الأوهام وصلت إلى حد تأليه الطبيعة ونكران الله، أو تحييد قدرته عن الوجود وجعله إلهًا بلا إرادة فاض عنه الوجود بالطبع كما يفيض عن الشمس نورها.

إن الاستقراء الناقص الذي بنيت على أساسه تجارب البشر وعلومهم، متواضع جدًّا بالنظر إلى غطرسة الفلسفة الطبيعية وتعملقها على الأديان، فهو لا يقود إلى اليقين عقلاً لأن نتائجه أكبر بكثير من مقدماته، وهذا حتى قبل -أو من دون- أن تحكم عليه تعاليم الأديان.

ثم ما هي النتيجة التي تحققت من جراء هذه المذاهب الملحدة؟ هل أسعدت الإنسانية؟ هل أشبعت رغبتها في البقاء والخلود؟ كلا… إن حصيلتها هي وسائل حضارية ضخمة تفتقد إلى الرؤية الصحيحة في مجالات وأهداف استعمالها، وتوظفها في أكثر الأحيان في الشر والتدمير لذاتها ولبني البشر، وكان للبشرية حظ في أن تسعد بأقل القليل من هذه الوسائل لو أسلمت أمر قيادتها لله ومنهجه، وحظيت بتوفيقه ورضاه… إن تنكرها لهذا النهج جعلها نكبة على البشرية تدفع بها للتعاسة والانتحار، فالحياة عندها تبدأ بالصراع ينتهي الرابح فيها بالخسارة التامة حين يوارى التراب وينتهي في ظلمات العدم. وهل تحتاج حياة كهذه لأن يحياها الإنسان؟ ما أظلم الحياة وأوحشها تحت لهيب الإلحاد المحرق.

إن الإنسان عند بديع الزمان، بين طريقين لا ثالث لهما، فهو بمثابة من يتحرك داخل سلطنة هي الكون والوجود برمته، فإذا أخذ إذنًا من السلطان وسار وفق توجيهاته كان سعيدًا مطمئنًّا آمنًا، وكانت جنود السلطان -وهي عناصر الكون- خادمة له معينة. وإذا كابر وسار يدعي تجاوز المخاطر وهو داخل ملك لم يصنعه ولا له الحق فيه، وجد كل شيء في طريقه واقفًا يمنعه ويصده، وحدث له من التعاسة ما لا يقدر على صده إلا بالرجوع إلى السلطان، فتقطعه الندامة والحسرة… إن هذه الصورة الرمزية التي يضربها النورسي كمثل في الكلمة الثالثة، هي تفسير لقوله تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾(طه:123-126).

إن الثقة في الله والسير في ركاب منهجه، هو الحال الذي يشاهد عليه الكون كله وهو مسلم لله مستسلم لحكمه، والإنسان -وهو خلْقٌ من مخلوقات الله- عليه أن يكون كذلك مستسلمًا لله واثقًا به حتى يتماهى مع الكون ولا يكون نشازًا في الخلق فتجافيه كل المخلوقات، أو تتحول في تصوره إلى آلة صماء بدل الخلق الحي الحكيم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع

(1) كليات رسائل النور، لبديع الزمان النورسي، ترجمة: إحسان قاسم الصالحي، دار النيل للطباعة والنشر، القاهرة.