مرحبًا أيها الإنسان.. أنا من أضخم الحيوانات التي تعيش على اليابسة، ولا يفوقني في الحجم سوى الحيتان في البحار. لقد خُلقتْ لي أرجل كبيرة تناسب حجمي الضخم. فمالكي سبحانه الذي خلق كل شيء بمقدار، كسا كل حيوان بلباسٍ خاص به وببيئته التي يعيش فيها، وزوده بأجهزة يدافع بها عن نفسه، ومنحه رزقًا يناسب وظائف أعضائه، ووضع فيه هيكلاً عظميًّا وجهازًا عضليًّا يتلاءم مع آليات الحركة والتوازن، وغيرها من النعم التي لا تعد ولا تحصى.. أعطاه كل ذلك بأفضل شكل، وأقلِّ كُلفة، وأعلى جودة. ففي أُذنَيَّ الكبيرتين اللتين تشبهان الشراع، وأنفي الطويل الشبيه بالخرطوم، وأقدامي الضخمة التي تشبه الأعمدة، والتناغم والانسجام والتكامل بين أعضاء جسمي الضخم، حِكَم شتى لا يمكن تجاهلها أو إغفالها.
أنياب طويلة
على الرغم من ضخامة جسمي وثقل وزني، فإني حيوان أَنِفٌ ونشيط في الوقت نفسه. وما لم أتعرض للأذى أو الإثارة، فلا ضرَر مني. بسهولة أتصادق مع الناس. وقديمًا كنتم تعتمدون على نقطة ضعفي هذه، وتستخدمونني في حروبكم بدلاً من دبّابات اليوم. وأحمد الله حمدًا كثيرًا أنْ علّمَكم فطوّرتم تقنياتكم، وأنجاني من بين أيديكم كسلاح يقتل الإنسان. وإني راضٍ كلّ الرضى بأن تستخدموني دائمًا في نقل الجذوع والخشب وفي سحب العرَبات المعطّلة المعطوبة، فذلك أحسن من القتل بكثير.
لا أفرح كثيرًا لعدم أكلكم لحمي؛ لأن ما يلحقني من البليات بسبب أنيابي أعظم. فقد منحني الله سبحانه أنيابًا قوية لا توجد عند غيري من الحيوانات، وذلك للدفاع عن نفسي وإزالة العقبات التي يمكنها أن تعترض طريقي. وأنيابي في الأصل مثل أسنانكم، مركّبة من عظم خاص من مادتي “المينا” و”العاج”، إلا أنها كبيرة وضخمة مما يجعل بعضكم يسعى وراءَها ويتخذها زينة له أو لبيته. لو كنتم تأخذون أنيابي بعد مِيتتي الطبيعية فلا أبالي، ولكن لا أفهم لماذا تقتلونني وأنا صحيح معافى أسعى وأذكر الله في أرضه الواسعة! أوَما يؤلمكم ضميركم وأنتم تقتلون حيوانًا بريئًا من أجل بضعة نقود! حتى نحن الحيوانات، لم نصل إلى هذا المستوى من الوحشية كأمثال بعضكم! ففي الوقت الذي يقتات فيه معظم أنواعنا على الحشائش والنباتات، تكتفي الحيوانات المفترسة كالأسود والنمور، باصطياد الحيوانات الضعيفة ما يكفيها لإدامة عيشتها! فمَن أظلم يا تُرى في هذه الحالة؟ تحملون أحدث البندقيات ذات المناظير الدقيقة، وتطلقون الطلقات النارية الخاصة بقتلي، ثم تلتقطون الصور الفوتوغرافية عند جثتي وكأنكم حققتم نصرًا مؤزرًا! فليصوروا ما شاؤوا.. لعل هذه الصور تُستخدَم يوم الحساب الأكبر دليلاً عليهم. أعتذر لحدّة أسلوبي هذا اعتذارًا شديدًا، وأعتذر أيضًا لخروجي عن الموضوع الذي كنت سأتحدث فيه عن خلقتي العجيبة وتزويدي بالأعضاء البديعة.
خرطوم عجيب
ربما كان خرطومي أول عضو تذكرونه عندما يقال “الفيل”، لأني أتفرد به بين الحيوانات. فأنصار نظرية التطور لم يجدوا حتى الآن تفسيرًا لخرطومي الطويل هذا، لأنهم يحتاجون من أجل ذلك، إلى حيوان وسيط يشبهني بخرطومه -لدرجة ما- ليدّعوا أني تطورت صدْفةً عن حيوان آخر. إنهم يدركون تمام الإدراك أنْ لا يمكن لهذا الخرطوم الطويل أن يتكوّن نتيجة تحوّلات فُجائيّة. كما أنه من الصعب جدًّا أن يتقبّل العقلاء تحوّلَ أنفٍ قصيرٍ إلى خرطومٍ طويلٍ عبر التبدّلات الزمنية مهما كانت الظروف! وهل يُعقل أن يتحوّل أنف طبيعي قصير إلى خرطوم طويل؟! وهل يمكن للتحوّلات العشوائية التصادفية أن تنتج عضوًا متقَنًا سويًّا صالحًا للاستعمال بهذا الشكل؟! فخرطومي في روعته وإتقانه، بعيد كل البعد عن التصادف.
أنتم البشر تمسكون بأيدي صغاركم وتتجوّلون، ولكن صغارنا نحن الفيلة تتجوّل بمسك ذيلنا بخراطيمها حتى لا تضيع. إن خرطومي حساس جدًّا في شم الروائح؛ حيث أستطيع أن أنصُبه وأشمَّ رائحة أسد أو إنسان على بُعد كيلومترات عديدة. يتكون خرطومي من استطالة شفتي العليا، وقد امتدتْ عضلات وجهي لتمتزج بعضلات الخرطوم. فإن هذه العضلات الممتدة بعضها حتى الجمجمة وبعضها الآخر حتى الأماميّتين، تتحرك في جميع الاتجاهات بقوة كبيرة، وذلك بدعمٍ من عظام الأنف والعظام الأخرى للجمجمة. تبطن فتحتَي أنفي بما يزيد عن عشرة آلاف مجموعة عضلية صغيرة تتحرك بشكل مترابط، ولأن عضلاتي تشكّل طبقة كثيفة طولاً وعرضًا، فإنني أتمكن من تحريك خرطومي في كل الاتجاهات بسهولة. ومع أن خرطومي مغطّى بطبقة سميكة من الجلد، فإنه مزود كذلك بحشد كبير من الأعصاب الحساسة تجعل حاسة اللمس فيه قوية. وهكذا فإن خرطومي عضو متعدد الوظائف لا ينحصر بعملية التنفس فقط، بل أفرك به عيني، وأحب به صغيري، وأرفع به جذوع الأشجار الكبيرة وأحملها في يسر، كما أستطيع بخرطومي التقاطَ قشَّة النبات الواحدة من الأرض أيضًا، وبخرطومي أيضًا أثني أغصان الشجر وأكسرها، وأتمتع بنتوء على فتحة خرطومي أستعملها كما تستعملون أصابعكم. بينما ينتهي خرطوم الفيل الأفريقي بِنَتْأَتَين متقابلتين، فإن الفيل الآسيوي ينتهي خرطومه بِنَتْأَةٍ واحدة. إن خرطومي باختصار، عضوٌ حياتيٌّ كالذراع، لا يمكنني الاستغناء عنه أبدًا. وإذا ما أصابه شيء خطير، أبقى بلا ماء ولا شراب، ولعلني أموت من الجوع.
مقارنة بالثدييات الأخرى، فإن كتلة جسمي تتناقض مع مساحته الإجمالية. والقاعدة تقول إنه كلما كبُرت المساحة وصغُرتْ كتلة الجسم، ارتفع الفاقد الحراري للجسم، ولذلك جعل ربي -بعلمه المطلق وقدرته العظيمة- للحيوانات القطبية آذانًا وأنوفًا صغيرةً للإقلال من كمية الفاقد الحراري، وفي المقابل ينبغي أن يكون الفاقد الحراري كبيرًا في المناطق الحارة. فجسمي الكبير ينتج في استقلاباته كميات كبيرةً من الحرارة، وعليّ أن أطرح هذا الفائض الحراري خارج الجسم، لكن صغر مساحة جسمي -مقارنة بجثتي الكبيرة- وسماكة جلدي، يشكلان عائقًا كبيرًا، إذ ليس في جلدي مسامات عَرَقٍ مثلكم، هذا ما يجعل جسمي غير مناسبٍ للتبريد. فما الذي يحدث إذن؟ هل سأنفجر من الحرِّ وأَحترق؟ وهل ترك ربي الرحيم العليم القدير أحدًا من خلقه مظلومًا حتى يتركني أنا؟!
أذن مروحية
خلق ربي الجلد خلف أُذنَيّ العريضتين رقيقًا جدًّا. وإنْ كانت سماكة جلدي في أقسام جسمي المتبقّية تبلغ (2,5) سم، فإنه رقيق جدًّا حول الفم ومنطقة الشرج والأذنين. وفضلاً عن رقّة الجلد في المناطق الخلفية لأذنَيّ، فإن هذه المناطق غنية جدًّا بالأوعية الدموية أيضًا. فعندما يمر دم الجسم الساخن من هذه المناطق، أقوم بتحريك أُذُنَيَّ العريضتين مثل المروحة أو الرّادْياتور لأتمكّن من فقدان الحرارة ومن ثم من تبريد دمي وجسمي في آن واحد. ليس هذا فحسب، بل أستخدم أذنَيّ أيضًا للاتصال والتواصل بأصدقائي والدردشة معهم. وعندما أصاب بالانفعال أقوم بتحريك أذنَيّ بسرعة أكبر، وبالتالي أعبّر بهذه السرعة عن فرحتي وليس عن غضبي كما تعتقدون أنتم البشر. وعند شعوري بالخطر، أرفع أُذُنَيَّ وأحركهما بوتيرة مختلفة وفقًا لدرجة الخطر القادم. وينبغي لصغارنا أن تتعلم قبل كل شيءٍ لغة الأذُنين هاتين بشكل جيد. هذا وقد يختلف حجم الأذنين تبعًا لحاجة الفيل للتبريد؛ فآذان أقراني الذين يعيشون في المناطق الجافة تكون أكبر حجمًا من آذان الذين يعيشون في الغابات.
وبفضل هذا التصميم العظيم لآذاننا، أسمع الأصوات ذات الترددات المنخفضة التي لا يمكنكم سماعها، وأستطيع التواصل مع أصدقائي على بعد ثماني كيلومترات، وأرسل لهم أصواتًا في ترددات مختلفة لا تسمعونها أنتم البشر.
رائحة إفراز الغدد الصدغية في رأسي، تعطي فكرة عن حالتي الفيزيولوجية. كما تعطينا هذه الروائح معلومات عن الجاهزية والتراضي لشراكة الحياة أثناء فترة التكاثر. نعم، أقوم في فترة التكاثر بتوجيه دعوةِ التزاوج لجنسي الآخر من خلال حركة الآذان المروحية ورائحة إفراز الغدد الصدغية.
يعيش في عالم اليوم من الفيلة نوعان. فأنا الذي أعيش في أفريقيا (Loxodontaafricana) أَزِن حوالي 6-7 طنًّا، وأرتفع 4 أمتار عن الأرض. أما أبناء جلدتنا الذين يعيشون في الهند وجنوب شرق آسيا (Elaphasmaximus) أصغر مني حجمًا، ويتراوح وزن أحدهم 5-5,5 طن، وارتفاعه 3,2 متر. شكل الرأس والأذنين من أهم الخصائص التي تميزنا عن بعضنا البعض، إذ أذناي أكبر من أذنَي الفيلة الأسيوية؛ وجبهتي تتقعر قليلاً نحو الداخل؛ في حين جبهة إخوتي الآسيويين تتحدب قليلاً نحو الخارج. وإذا كانت الأكتاف لديّ أعلى نقطةٍ في جسمي، فإن أعلى نقطة في جسم أخي الآسيوي هي قمة رأسه. يستوي الإناث والذكور لدينا من حيث تمتعنا بأنياب طويلة حادة في الفك العلوي، إلا أن الإناث لدى إخوتنا الآسيويين لا تملك هذه الأنياب أبدًا. وبالتالي فإن هناك اختلافًا في ضروسنا لا يعرفها إلا الباحثون المتخصصون المحترفون.
تصميم بديع
إن كتلتي الضخمة تجعلني أشعر بوطأة الجاذبية الأرضية أكثر من غيري من الحيوانات البرية والبحرية، ولذلك يشكل وزني الثقيل ضغطًا كبيرًا على مفاصلي وموطئ قدميّ. لو كنتُ من الحيوانات البحرية لَاستفدتُ من قوة رفع الماء ولَتدبرتُ أمري بسهولة كما تفعل الحيتان. ولا شك أن المشي على اليابسة مع حمْل جسمي الضخم الثقيل ثم تحريكه، يتطلب تصميمًا معماريًّا متقنًا وبديعًا. لذلك وُضعتْ الفقرات بتصميم خاص على شكل قَنْطرات سقفية بين الكتفين والفخذين وكأنها جسرٌ من حجر. ولمنع الضرر على عظامي ومفاصلي أثناء وطأة أقدامي على الأرض مع الضغط الكبير، تم وضع نسيجٍ ضامّ على قاعدة أقدامي وبين أصابعي، مما يلعب دور وسادة تمتص الضغط الكبير على أقدامي وتخففه. ولعل الكثير منكم لا يعرف أني أسير على أصابعي؛ فعظام أصابعي متصلة ببعضها بروابط قوية، ومبَطَّنة بنسيجٍ ليفيّ ماصّ للضغط، وبذلك تتوسع المساحة الأرضية ويخف الضغط. وهذا الأمر يشبه ممتص الصدمات في سياراتكم التي تركبون عليها. أُعتَبر من أفضل السبّاحين بين الثديات البرية نسبة إلى جثتي الضخمة. صغارنا تتقن السباحة منذ الصغر من غير تعليم. فنحن الفيَلة نحب كثيرًا اللعب في الماء والتمرغ في الأوحال، حيث نقوم عبر خراطيمنا بطلْي أجسامنا بالأوحال بعناية فائقة. ربما هذا يؤدي عندكم إلى الاشمئزاز منّا، ولكننا مضطرون إلى ذلك، إذ لا نملك في جلودنا مسامات تَعرُّقٍ تمكّننا من تبريد أجسامنا، وبالتالي نتقي بهذه الأوحال من حرَّ الشمس وأشعتها فوق البنفسجية الحارقة، وأيضًا من الحشرات القارصة. يكتسب جلدي لونه الرمادي لعدم وجود مولدات الصبغيات (البيغمانت) الملوِّنة، وهو لون الوحل الذي نتمرغ فيه. فلون الجلد يختلف باختلاف لون الطين الذي نطلي به أجسامنا. الشعر في جلدي قليل جدًّا، وهو متناثر على أطراف فتحات العين والأذنين والوجنتين والذيل ومختلف أنحاء جسمي. ولأن هذا الشعر القليل المتناثر مرتبط بالعصب، يقوم بدور إشعاري بكل الحركات التي تبدر مني.
يبلغ عدد أسناني 26 سنًا؛ يبرز منها ما ترونه من النابين الضخمين الممتدين من الفك العلوي، و12 ضرسًا كبيرًا، و12 ضرسًا صغيرًا. وإذا كانت أسنان الثديات عمودية على سطح الفكين، فإن أسناني أفقيّة متوجهة نحو الأمام. فصغارنا تولد وأسنانها موزعة على الفكين العلوي والسفلي؛ ففي كل نصف من الفكين يوجد سنّان أو ثلاثة أسنان، وتزحف بالتدريج نحو الأمام مع مرور الزمن. تتساقط أطراف الأسنان العلوية داخل الفم عند النمو، وربما يبتلعها الصغار. تتبدل أسناني على شكل مجموعات في خمس دفعات؛ فتظهر الأسنان الأولى عندما أبلغ الثانية أو الثالثة من العمر، والدفعة الثانية ما بين الرابعة والسادسة، والثالثة ما بين الثانية عشرة والخامسة عشرة، والرابعة ما بين الخامسة والعشرين والثلاثين، والخامسة ما بين الأربعين والخامسة والأربعين، ويظهر ضرسي السادس عندما أبلغ الثالثة والأربعين، ويظل طيلة حياتي دون أن يتبدل. متوسط عمري في الأصل مثلكم تمامًا، يتراوح ما بين 60-80 سنة.
أذكى الحيوانات
يستطيع خرطومي نقل تسعة ألتار ماءٍ إلى فمي بدفعة واحدة، كما أعتمد عليه في طلْي جسمي كله بالطين. وبالتالي أُعتبَر الأذكى بين الحيوانات؛ فعلى الرغم من أن حجم دماغكم يبلغ 1350-1400 سم3 وبنسبة 22% من أوزانكم، فإن دماغي يبلغ 6600 سم3 وبنسبة واحد بالألف من وزني. فخالقي ذو القدرة المطلقة، منحني ما يكفيني من الدماغ لأنجز أعمالي الكثيرة في يسر وسهولة دون خطأ. كما أن نصفي الدماغ الأساسيين لديّ ومُخَيْخِي كثيرة التعرّج، وتشكل الفصوص الصدغية مركز الذاكرة لدي. خلال الحمل وقبل الولادة ينمو دماغي بنسبة لا تتجاوز 35%، ثم أعيش في كنف الوالدين عشر سنوات، ويستمر دماغي في النمو طيلة سبعة عشر عامًا أتعلم خلالها شؤون الحياة المختلفة التي سأعيشها.
نحن الفيلة نحترم موتانا؛ وربما تقف الأنثى يومين أو ثلاثة أيام عند صغيرها المتوفى حزنًا عليه. يستمر الحمل عند الإناث 660 يومًا، وتتراوح المدة بين حمل وآخر ما بين 4-6 سنوات. وبينما يبلغ الذكور في سن السابعة عشر، تستعد الإناث للأمومة في سن ما بين 8-13 عامًا. ولابد في هذا المقام أن أذكّركم بأن إناثنا في نصف حجم ذكورنا.
عزيزي الإنسان.. ها قد حدثتُك بعقلي المحدود بما فيه الكفاية، وأنت بعقلك الإنساني الرفيع وقلبك الواسع وبصيرتك الحادة وبتفكيرك وتدبرك، كن من ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ﴾، ويقولون: ﴿رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) جامعة 9 أيلول / تركيا.