إذا مَـــا الفكــــرُ ضَلَّـلَهُ الـخَــــواءُ | وأفْـــــقُ الـــــــــرَّأيِ كَـــبَّـلَـــهُ الـهُــــراءُ |
وكُلُّ الدَّرْبِ فَوْضَى وانـحِرافٌ | وخَلْفَ العقْلِ قدْ سارَ الشقاءُ |
هناكَ علــى رُبَا الإيـمانِ كانـــتْ | -بفضــلِ الله- هاديـةً “حـــراءُ” |
بتاجِ الصّدقِ والعِرْفانِ سـادَتْ | لَـــهَا فــــي كُــــلِّ حــــادِثـــةٍ عــــطَاءُ |
وللأخْلاقِ والإحْسَانِ شـــادَتْ | وسَـــلْ عنْـهَا يُـجِبْ ذاكَ البَهاءُ |
فـفِـي أحْضانـِها كَـــمْ مِـــنْ مَـقَالٍ | ثَــــرِيٍّ، للقــلـــــــوبِ بــــهِ غَــــــــــــنَاءُ |
وألْـــــوانُ الظّـــلالِ حُــــــــداءُ رُوحٍ | بـهِ الأصْحابُ قدْ رَاحُوا وجَاءوا |
وللأسْـــتاذِ فــلْــسَفــةٌ وفَـــتْـــــــــــــــحٌ | تـــعالـى الله يُــعــــطــــي مَـــنْ يَشاءُ |
فوا عـجــــبًا لـمــنْ ضلّـوا أضلّـوا | ولــــم يــمــنـــعْ جـــهالَــتَــهمْ حَــياءُ |
“حراءُ” لدَى الظّلامِ هُدًى ونُورٌ | وعــنْــــدَ الــحَــــرِّ أظـــلالٌ ومَـــــــاءُ |
“حراءُ” الــــوَعْــيُ يـجْــمَعُـنا نقِـــيًّا | “حــراءُ” السّعـــيُ يـرْعاهُ الإخاءُ |
“حراءُ” ثـــقافــــةٌ أدبٌ وعـــلْـــــــــمٌ | “حـــراءُ” طَـــــــرافـةٌ حَــــــــقٌّ نَـــماءُ |
“حـراءُ” على بَصيرتـِها ستَخْطُو | وتـدْعُــــو كُـــلَّ مَـــنْ فِيهــمْ وَفــاءُ |
فَـــيَا أهْـــلاً بأقـــلامٍ تـــسَامَـــــــــــتْ | وقامَـتْ حـيــنَما ارْتفــعَ النِّـــدَاءُ |
بعَذْبِ غُيُوثِها الأجْدَابُ تَـحْـيا | بـنُـــــــورِ حَــديــثِـها الدُّنــيا تُـضَاءُ |
هُــوَ الإنْسانُ غايتُـها، فَمَـــرْحَـى | بــخُــــطْــواتٍ تُــبارِكُـهَا السَّــــمَاءُ |
شاعر وأديب مصري.