تمارين فعّالة لتقوية الذاكرة وزيادة التركيز
يخلط البعض بين مفهومي “التركيز” و”الانتباه”، إلا أن بينهما فرقًا جوهريًّا؛ فالتركيز يشير إلى الجهد العقلي المبذول لأداء مهمة معينة، بينما الانتباه يُقصد به استمرار هذا التركيز لفترة زمنية. وتختلف قدرات الأفراد في التركيز والانتباه نتيجة لتفاوت استجابتهم للمؤثرات التي تشتت الذهن.
ولحسن الحظ، توصلت الأبحاث الحديثة إلى عدد من الأساليب والتمارين الذهنية التي تعزز من قوة الذاكرة وترفع مستوى التركيز العقلي، نعرضها في النقاط التالية:
1. النوم الجيد والمنتظم
يعد النوم من العناصر الحيوية لصحة الدماغ. يحتاج البالغون عادة إلى 7-9 ساعات من النوم يوميًا. فقد ثبت أن نقص النوم يؤثر سلبًا على القدرة على التذكر والتفكير بوضوح، بينما يؤدي انتظام النوم إلى تحسين وظائف الدماغ وتعزيز التركيز.
2. تعلم لغات جديدة
إتقان أكثر من لغة يساهم في تقوية الروابط بين مراكز الدماغ المختلفة، مما يؤخر ظهور الأمراض المعرفية، ويزيد من مرونة التفكير وقدرة العقل على معالجة المعلومات.
3. ممارسة التمارين البدنية بانتظام
الحركة والنشاط البدني لا يحسنان فقط من الصحة الجسدية، بل يسهمان أيضًا في تعزيز الأداء الذهني، حيث وجد الباحثون أن ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة لمدة لا تقل عن أربعة أسابيع تُحدث فرقًا واضحًا في قوة التركيز والذاكرة. ويكفي المشي أو ركوب الدراجة بانتظام لتحقيق نتائج ملحوظة.
4. الاستراحات القصيرة خلال أداء المهام
من المهم إعطاء العقل فرصة للراحة أثناء أداء الأعمال المتواصلة. فالتوقف لبضع دقائق لتناول مشروب، أو التمشية تحت أشعة الشمس، أو ببساطة التوقف عن التفكير، يساعد في تجديد طاقة العقل وزيادة التركيز عند العودة للمهمة.
5. اتباع نظام غذائي داعم لصحة الدماغ
تؤثر التغذية تأثيرًا مباشرًا على وظائف الدماغ. لذلك، يُنصح بالابتعاد عن الأطعمة المعالجة والمقلية والسكريات الزائدة، والحرص على تناول أطعمة مثل الأسماك الدهنية، المكسرات، زيت الزيتون، الخضروات الورقية، والبيض. كما أن الحفاظ على الترطيب الجيد للجسم ضروري، لأن الجفاف –حتى وإن كان بسيطًا– قد يضعف التركيز.
6. التركيز على مهمة واحدة فقط
على عكس ما قد يظنه البعض، فإن تعدد المهام في الوقت ذاته لا يُحسّن من كفاءة العقل، بل يشتته. إذ صُمم الدماغ البشري للعمل بكفاءة عندما يُركّز على مهمة واحدة في كل مرة. لذا فإن تحديد الأولويات وتنظيم الوقت من أفضل الوسائل لتحسين التركيز والأداء الذهني.
7. ممارسة التأمل والاسترخاء
يساهم التأمل في تحسين التركيب البنيوي للدماغ، ويمكن ممارسته عبر التركيز على مناظر طبيعية، أو أداء العبادات الروحية، أو حتى الجلوس في صمت وتأمل التنفس. فكل هذه الأساليب تساهم في تهدئة الأعصاب، وتنشيط العقل، وتحسين القدرة على التركيز.
ملاحظة مهمة: في بعض الحالات، قد يكون ضعف التركيز والذاكرة ناتجًا عن مشاكل صحية في الدماغ مثل الأورام، أو الاضطرابات النفسية والعقلية كاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD). لذلك، في حال استمرار الأعراض لفترة طويلة، يُنصح بمراجعة طبيب مختص لتقييم الحالة ووضع خطة علاج مناسبة.