جميعنا يعرف الحديث الشريف: “إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجنة”، ولكن هل فكَّرْنا في أعماق هذا الحديث ووعينا مقاصده!
لا يمكن أن يكون الهدف من الإحصاء هو الحفظ والعدُّ فقط، وإلا فإن الكافر قد يعدّ ويحفظ هذه الأسماء التسعة والتسعين، فهل يحجز بذلك مقعدًا له في الجنة؟!
قد يلتبس على البعض معنى الإحصاء فيظنّ أن المقصود به العدُّ، لكنّ الإحصاءَ في الحقيقة هو أكبر بكثير من مجرّد العد، قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا﴾(سورة مَرْيَمَ: 19/94) فلو كان الإحصاء هو العدُّ فَلِمَ يكرّر الله المعنى نفسه في كلمة أخرى؟!
لكن الفائدة هنا هو أن اختلاف المبنى يدلّ على اختلاف المعنى، فالعدُّ هو العدّ، لكن الإحصاء لا يعني الحفظ العددي فقط بل العلم والإيمان بها، ودرسُها والتبحر في دقائق معانيها، ومعايشتها وشهودُ انعكاساتها على الإنسان، وهل في الحياة كلها موضوعٌ أجدر من التعرّف إلى هذه الذات الكاملة التي سنبقى بجوارها خالدين مخلَّدين!
الإنسان عندما يريد الزواج، فإنه قد يبحث سنواتٍ طويلة عن شريك أو شريكة العمر، وقد يبقى في مرحلة البحث والخطبة عشر سنوات حتى يجد من يطمئن إليها؛ لأنه سيبقى معها -أو ستبقى معه- العمر كله، فالزوجة رفيقة العمر ولا بد من الأناة والتروّي في اختيارها، وعليه أن يعرفها جيدًا قبل أن يخطو هذه الخطوة، فيسأل عنها وعن أخلاقها ويتمحّص أخبارها ويستفسر عن سيرتها بين أترابها، وعن صفاتها الخَلْقية والخُلُقيّة وعن شتى تفاصيلها.. هذا كلُّه مع العلم بأن عمر الإنسان الذي سيقضيه في الزوجية لا يتجاوز القرن الواحد على أعلى تقدير؛ بينما سيعيش الإنسان في جوار الله ورحمته إلى الأبد، وسيفنى الدهر والزمان ويبقى الإنسان إلى جوار ربه خالدًا مخلّدًا.. وبهذا الاعتبار فهل هناك ذاتٌ تستحق أن تعرفها غير الذات الإلهية؟! وهل هناك موضوع أخطر من أن تعرف الله تعالى؟! ألا يجدر بك -وأنت تعرف أنك مقبل عليه وستقضي حياتك الأبدية معه- أن تبحث عنه وتتعرّف عليه وتطالع أسماءَه وصفاته؟! أليس حريًّا بكل مَن كُتِبَ عليه الموت أن يُبادر فيستغل أنفاسَه ليتعرف على الرفيق الأعلى قبل الانتقال إليه؟!
لقد أمرَنا الله أن ندعوه بأسمائه الحسنى فقال: “ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها”، فإذا قلتَ يا لطيف أو يا مهيمن أو يا قدوس؛ ألا ينبغي أن تعرف ما معنى هذه الأسماء؟!
أما دراسة أسماء الله الحسنى فهي من قبيل “العلم به”، مَن هو الله؟ فالأصل في الدين معرفة الله، وإنك إن عرفتَ الآمِر ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الله، وإن عرفتَ الأمرَ ولم تعرف الآمر تفنَّنْتَ في التفلُّت من الأمر.
وبينما العلم بخلقه والعلم بأمره يقتضيان المدارسة؛ فإن العلم به يقتضي المجاهدة؛ فعلى سبيل المثال: هناك أشخاص كثيرون يصابون بمرض، فيقول الطبيب لأحدهم: ليس لك أمل في الشفاء فتراه ينهار! لأنه لا يعرف أن الله قادر على شفائه مهما يكن المرض عضالاً، ومهما يكن كلام الأطباء قطعيًّا، فالقادرُ يخلق الشفاء إذا شاء ومتى شاء، ويخلق من الضعف قوة، ومن الضيق فرجًا، ومن اليأس مخرجًا.
عندما يدعو الإنسان قائلاً: “يا قادر” وييأس فهو لا يعرف القادر، وهو بحاجة إلى أن يتعرّف إلى معنى اسم الله “القادر”، فإذا عرفه حق المعرفة فإنه يحذف اليأس من قاموس حياته تمامًا، ويردّد مقولة العارفين: “يا رب لا كرب وأنت الرب”، ويفهم مقولة إبراهيم ودعاءه بالصفات الإلهية: ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ * رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾(سورة الشُّعَرَاءِ: 26/78-85).
يخلق، ويهدي، ويرزق، ويشفي، ويُحيي، ويميت، ويغفر ويهبُ؛ ذلكم الله رب العالمين.. فقد دعاه إبراهيم من خلال أسمائه الحسنى: الخلاق، الهادي، الرزاق، الشافي، المحيي المميت، الغفار، الوهاب.
إذًا فلماذا نتعلم معاني أسماء الله الحسنى؟ من أجل أن ندعوه بها فنسعَدَ بتجلّي الله علينا من خلالها، فإذا عرفناه في الدنيا فهذا عين العقل، وذلك أن نعرفه قبل فوات الأوان، وأن نعرفه في حياتنا الدنيا قبل الانتقال إليه في الآخرة.
معرفة الله هي الهدف الأسمى التي خلق الله الخلق لأجلها، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾(سورة الذَّارِيَاتِ: 51/56)، قال ابن عباس: “معنى إلا ليعبدون أي إلا ليعرفون”، فمعرفة الله هي الغاية من خلقنا، ولا تتحقّق هذه الغاية من الخلق إلا بدراسة ومعرفة أسماء الله الحسنى.
أسماء الله: نقطة مشتركة بين المخلوقات
الخالقُ جل جلالُه خلق كل شيءٍ في هذا الكون، ولا شيءَ في هذا الكون يخرج عن صفةِ كونه مخلوقًا من مخلوقات الله، ونحن عندما نبتدئُ تعاملَنا مع أيٍّ من المخلوقات الإلهية باستحضار اسم الله فكأننا نقول لهذا المخلوق: “يا هذا أنا مخلوق لله، وأنت مخلوقٌ لله، فالجامع بيننا هو الخالق الواحد”، وكأننا بذلك نبثُّ فيه قوةً سحرية، أو نعرّفه عن أنفسنا من خلال ذاتٍ تعرِفُنا وتعرِفُه، وندلّه إلى ما بيننا من القواسم المشتركة، فيبعث هذا الأمرُ فيه الروح لمساعدتنا على أداء مهامنا..
وهذا الأمر ينطبق على كل الأمور من أصغرها إلى أكبرها دون استثناء، فالمُقبِل على كتابةِ كتابٍ عندما يبتدئ كتابه باسم اللهِ فإنه بذلك يستدعي القدرة على الكتابة والتبويب والترتيب واستحضار المعلومات من مصادرها الصحيحة، ويستعين على ذلك بخالقها، وعندما يمسك العامل قدومًا يريد أن يقطع الأخشاب فيبدأ عمله باسم الله فإنه يعرّف نفسه إلى الأخشاب بأنه مخلوق مثلها وأن خالقَه وخالقَها واحدٌ، وأنه جاءها من عند خالقها، فكأنه بعد أن يعرّفها عن نفسه يطلب منها أن تسهل له عمله بحكم القاسمِ المشتركِ -وهو الخالق الواحدُ- والمعرفةِ المشتركةِ عبر هذا الخالق..
نعم، كل هذا مكنوزٌ في قولك “بسم الله” مع ابتداء أيِّ عملٍ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كُلُّ كَلَامٍ، أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللهِ، فَهُوَ أَبْتَرُ – أَوْ قَالَ: أَقْطَعُ”، فما ارتبط باسم الله كان مباركًا ميسورًا متقبَّلاً، وما لم يبتدئ باسم الله كان مقطوعًا مبتورًا غير كامل، لقد وردَ نهيٌ صريح عن الاقتراب منه، (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه).. صحيحٌ أن النهيَ الصريح منصبٌّ على الذبائح، ولكن يمكن استشفاف الإشارة بألا نقترب من أي شيءٍ لم يُذكر اسم الله عليه، وأن في مضامين الآية دعوةً مقدَّسَةً إلى ربط كل شيءٍ باسم الله.
هذه الكلمة الطيبة “بسم الله” كنزٌ عظيمٌ لا يفنى أبدًا، إذ بها يرتبط “فقرُك” برحمة واسعة مطلقة أوسع من الكائنات، ويتعلق “عجزُك” بقدرة عظيمة مطلقة تمسك زمام الوجود من الذرات إلى المجرات، حتى إنه يصبح كلٌّ من عجزك وفقرك شفيعين مقبولين لدى القدير الرحيم ذي الجلال.
إنّ الذي يتحرك ويسكُن ويُصبحُ ويُمسي بهذه الكلمة “بسم الله” كالموظَّف الحكومي ذي الحصانة الدبلوماسية، يتصرف باسم الدولة ولا يخاف أحدًا، حيث إنه يتكلم باسم القانون وباسم الدولة، فيُنجِز أعماله ويكون راسخًا ثابتًا أمام العاتيات.
تفعيل أسماء الله الحسنى
لذلك فنحن بحاجة لذكر اسم الله مع كل أمرٍ نقوم به، أو بتعبيرٍ آخر: نحن بحاجة إلى تفعيل أسماء الله الحسنى والاستفادة منها في حياتنا اليومية، ولكي نقوم بهذا التفعيل فهناك وسيلتان لا بد من توفرهما معًا:
الوسيلة الأولى: الدعاء القولي، وهي أن ندعو الله بالاسم الذي نحتاج منه معناه، ونحتاج أن يتجلى علينا بمقتضاه، وعلى سبيل المثال: فالمريض محتاج إلى الشفاء، فيدعو الله باسمه الشافي، والمظلوم محتاج إلى العدل، فيدعو الله باسمه العدل، والفقير محتاج إلى الرزق فيدعو الله باسمه الرزاق، والمذنب يحتاج إلى التوبة والمغفرة فيدعو الله باسمه التواب الغفور، وهكذا دواليك..
الوسيلة الثانية: الدعاء العملي، وهو التخلق بأخلاق الله من خلال أسمائه وصفاته وفقًا للضوابط الشرعية المنصوص عليها، وهذا يؤدي إلى جذبِ واستجلاب التجلّي الإلهي الأعظم، فالعملُ هو الفيصل، ومَن تخلَّقَ عملاً وليس قولاً باسم الله الرحمن الرحيم فإنه بذلك يُدخل نفسه في الدائرة الصالحة التي يتجلى الله عليها بالرحمة أكثر فأكثر، كلّما كان الإنسان رحيمًا بعباد الله كلّما تجلى الله عليه بالرحمة أكثر فاتسعت الدائرة الصالحة أكثر، فيستفيد العبد من هذا التجلي بالرحمة ويتخلق باسمه الرحمن الرحيم أكثر، فيستجلب تجلّيًا أكبر من الرحمن الرحيم، وهكذا دواليك إلى أن ينال القرب من الله ويكون من أهل جنته.
وعلى الجانب الآخر فكلّما كان الإنسانُ بعيدًا عن التخلّق بالأسماء الحسنى كلَّما أبعد نفسه عن الدائرة الصالحة وأدخلها في الدائرة السيئة الفاسدة، وبقدرِ ما يوغل الإنسان في الدائرة الفاسدة بقدر ما يبتعد عن التجليات الإلهية وعن عوائد تفعيل الأسماء الحسنى فيزداد في الدائرة الفاسدة إلى أن تودي به إلى جهنّم.
الدائرة الصالحة والدائرة الفاسدة
خيرُ مثال على هاتين الدائرتين هما الحديثان الشريفان التاليان:
الأول: “دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ”، وهذا مثال على الدائرة السيئة.
الثاني: “بيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ”، وهذا مثالٌ على الدائرة الصالحة.
وعندما نمعن النظر ونتجوّل فيما بين سطور هذين الحديثين؛ فلا يمكن لنا أن نقول لأي فتاةِ ليلٍ من المومسات: “ابحثي عن كلبٍ عطشان، واسقِهِ الماء بحذائك، وهذا سيتسبب في مغفرة كلِّ ذنوبك”.. فهذا كلامٌ خطير ولا يتبنّاه عاقل، ولكن المقصود من خلال هذين الحديثين، إلى جانب إيماننا التام بأن الله يفعل ما يريد، هو بيان الدائرتين الصالحة والفاسدة، وأنّ صاحبة الحديث الأول حرمت نفسها من انعكاس اسم الله الرحمن، فأدخلت نفسها في الدائرة الفاسدة، فاحتجب عنها التجلي الإلهي باسم الرحمن بشكل جزئيّ، فأمعَنَت في ممارساتها التي تفتقد إلى الرحمة، فاحتجب عنها التجلي الإلهي باسم الرحمن أكثر فأكثر، وهكذا دواليك إلى أن حُرِمت وطُرِدَت من الرحمة الإلهية وأصبحت من أهل النار.
وكذلك صاحبةُ الحديث الثاني، عندما تخلقت بخلق الرحمة، ولمست واستشعرت انعكاس اسم الله الرحمن عليها وفعَّلَت الرحمة في حياتها؛ فقد دخلت في الدائرة الصالحة، وتجلى الله عليها باسمه الرحمن الرحيم، فاستفادت من هذا التجلي الرحماني، وفعَّلَت طاقة الرحمة عندها أكثر فأكثر ووسَّعَت دائرتها الصالحة، فاستجلبت تجلياتٍ أكبر من اسم الله الرحمن الرحيم، إلى أن تجلى الله عليها التجلي الرحماني الرحيمي الأعظم فغفر لها ذنوبها وأدخلها الجنة.
هذان أنموذجان للدائرة الصالحة والدائرة الفاسدة علينا أن نضعهما نصب أعيننا لنفهم كيف نفعّل أسماء الله الحسنى في حياتنا.
مبدأ التخيير
لقد أطلق الله مبدأ التخيير في الدعاء عندما أمرنا فقال: “قل ادعو الله أو ادعو الرحمن”، وبذلك فقد فتح لنا الباب أمام الاختيار؛ اختيار الاسم الذي نحتاجه على وجه السرعة، فالضعيف في موقفه أمام القاضي وهو على حقٍّ يحتاج إلى القوي الناصر المعين، فيدعو الله باسمه القوي أو المعين أو الناصر ويستعين بالله ويستنصر به فينصره الله، والباحثُ عن الإنجاب والخلفة والأولاد يدعو الله باسمه الوهاب والوارث وهو خير الوارثين، والذي ضلَّ طريقه ويريد أن يهتدي يدعو الله باسمه الهادي، ومَن وقعَت به مصيبة كبيرة ويريد أن يصبر عليها لينال الأجرَ من الله فإنه يدعو الله باسمه الصبور، وهكذا دواليك استنادًا إلى مبدإ التخيير، وفي النهاية فـ“لله الأسماء الحسنى فادعوه بها”، ويمكننا أن نستحضر في هذا المقام اختيار نبي الله يوسف عليه السلام لاسم الله “القهار” وهو في السجن، ﴿يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾(سورة يُوسُفَ: 12/39)، لماذا لم يقل “أم الله الواحد الرحمن”؟ لقد اختار ما يناسب حاله فدعا به.. لقد كان الأنبياء يتخيّرون من بين أسماء الله الحسنى ما يناسب حالهم، انظر إلى أيوب كيف اختار من أسماء الله الحسنى ما يناسب حاله: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾(سورة الأَنْبِيَاءِ: 21/83)، فلقد دعا بصيغة “أرحم الراحمين” لأنه محتاج إلى الرحمة من الرحمن، فتجلى الله عليه بالرحمة وجاءه الجواب على الفور: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾(سورة الأَنْبِيَاءِ: 21/84)، لقد نصَّ الله على التجلّي الرحماني هنا، وكيف أن أيوب استطاع جلبَ الرحمة الإلهية عبر وسائلها المشروعة، وهذا معنى “رحمة من عندنا”.