على نحو 1600 كم شمال غرب “هاواي” يوجد موطن أكبر الطيور البحرية “قطرس لايسان” (Laysan albatross). وجميع أنواع القطرس طيور مُعمرة، ترعى أفراخها حتى الستينات من أعمارها. ومُتأثرة بالمجال المغناطيسي تهاجر أسماك القرش النمر (Tiger sharks) في أطول مسافات تقطعها القروش إلى جزيرة “لايسان” لتلتقي بـ”وجباتها الشهية” “قطرس لايسان”. بينما تقطع إوز الثلج نحو خمسة آلاف كم من أجل صنع الأعشاش والتزاوج ووضع البيض. فتتغذى الثعالب القطبية على بيض هذه الإوز الثلجية. وتتكاثر معظم الحشرات صيفًا. وعندما يوقف الشتاء تكاثرها يتوجب على الطيور التي تتغذى عليها الذهاب إلى أماكن أخرى تتوافر فيها. وعندما يستقر الشتاء تندر القوارض الصغيرة كالفئران الجرذان، والطيور الصغيرة التي تتغذى عليها جوارح الطير الكبيرة. مما يحث “صقور أمريكا الشمالية حمراء الذيل” -مثلاً- على الهجرة نحو المكسيك أو سواحل خليجها حيث الغذاء الوافر. وفي كولومبيا البريطانية يوجد طائر بحري وحيد، لا يتغذى إلا في البحر.. لذا فالفرصة سانحة لأطول هجرة -مدتها أكثر من شهر- يقطعها طائر فقَس للتو؛ إنها أفراخ طيور “ماروليت العريق” التي لم تتناول وجبتها الأولى بعد. ومع ذلك تسير على أقدامها آلاف الكيلومترات نحو المحيط الشمالي. فإذا وصلته فستسبح سبعين كم أخرى، لتجد أول وجباتها من الطعام، وستبقى في المحيط لمدة عامين على الأقل.