يطل علينا العدد الجديد (97) من مجلة حراء بموضوعات متنوعة فكرية وأدبية وعلمية وثقافية وتربوية، ليشكل منها وحدة موضوعية تعالج كثيرًا من القضايا الآنية المتعلقة بالفرد والمجتمع.
تسلط الضوء فيه على مزيد من الحلول لمعالجة كثير من القضايا المطروحة على الساحة الفكرية، بأقلام نخبة من الكتاب المتميزين من مشارق الأرض ومغاربها.
تفتتح المجلة عددها بمقالها الرئيس “لُبُّ العبادات” للأستاذ فتح الله كولن، والذي قال فيه: “إن الصلاة هي أجمل ما يقوم به الإنسان في حياته أو يجب أن تكون الأجمل، وينبغي أن تكون أحلى ذكريات الحياة، عن الصلاة؛ فبها ينطلق العبد في عروجه ويصل إلى ربه تبارك وتعالى ويحظى بلقاء الأنبياء عليهم السلام”.
إنه “الموضوع الرئيس الذي يشير إلى أن كل صلاة بالنسبة للمؤمن هي بمنزلة وسيلة إلى المعراج، ولذا يتوجب عليه أن يحقق المعراج في كل صلاة وإن اختلفت الأبعاد”.
وإذا كان الأستاذ “كولن” قد حثَّ كل مؤمن أن يصلي صلاةً تكون نبراسًا للآخرين، لأن أداء الصلاة على الوجه الأكمل يمحو الذنوب ويطهرها، فقد تناول الدكتور “كريم سعيد” جانبًا محوريًّا آخر وهو “توضيح أهم المعايير التي يتم من خلالها الحكم على مدى إيجابية أو سلبية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مثل طريقة الاستخدام، والغرض من الاستخدام، ومعدل الاستخدام، ومدى تعلق المستخدم باستخدام هذه المواقع، وطبيعة المستخدم نفسه”، وذلك من خلال مقاله الموسوم ب “مواقع التواصل الاجتماعي مخاطر نفسية وجسمية” والقائل فيه: “يمكن أن يؤدي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي المستمر، إلى مشاعر القلق والاكتئاب، كما يمكن أن يؤدي التعرض للمحتوى السلبي أو الانتقادات العلنية، إلى تقليل الثقة بالنفس وزيادة مستويات التوتر. كما تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على تطوير الهوية لدى الشباب، واستكشاف ميولهم واهتماماتهم وتوسيع آفاقهم الثقافية”.
وينوِّه الدكتور “أمير السيد ذكي” في مقاله “مرض السعار كيف تحمي نفسك منه؟“، عن الخطورة التي يسببها داء السعار بالنسبة للإنسان قائلاً: “إن داء السعار هو عدوى فيروسية تصيب الدماغ وتنتقل عن طريق الحيوانات، وتُسبب التهابًا في الدماغ والحبل الشوكي، وبمجرد وصول الفيروس إلى الحبل الشوكي والدماغ، يصبح السعار قاتلاً”.
كما سنتعرف على أن سعادة المرء ونجاحه لا يتحقق إذا بقي على قصوره الذاتي وعاداته السيئة، التي تُقصي الفاعلية والنجاح والسعادة، وتضيع الفرص التي تطرق بابه ليلًا ونهارًا وذلك في مقال الأستاذ “أحمد نصيب علي” الموسوم ب “التغيير الذاتي بين الأرنب والسلحفاة“. والقائل فيه: “لا تستعجل بإنجاز الأعمال العملاقة التي تفوق طاقتك، وكأنك تريد نقل المجرات من مكانها في عشية أو ضحاها، ولكن ابدأ بالذرات شيئًا فشيئًا، ليكبُر عملك مع الأيام، ويَعظُم بعد أن كان بسيطًا”.
وفي مجال العلوم تُطلعنا الدكتورة “صهباء بندق” من خلال مقالها “جسمك مصدر الاختراعات” على أن جسم الإنسان يتكون من أعضاء كثيرة، وكل عضو منها مكلَّف بوظيفة يقوم بها على أكمل وجه.. ولا شك أن هذه الأعضاء كانت مصدر إلهام للعلماء عبر التاريخ -وما زالت- لاكتشاف وابتكار العديد من الآلات المفيدة التي تحاكي أعضاء الجسم البشري”.
ويعرفنا الأستاذ “خلف أحمد أبو زيد” من خلال مقاله “اكتشاف داخل الجسم.. الإندورفينات الطبيعية” على أن جسم الإنسان مصمم في صورة بديعة، حيث يتمتع بمقاومة شتى أنواع الضغوط، وبكفاءة عالية في التعامل مع عدد كبير من المخاطر البيئية.. فقد أُوْدِعت فيه القدرة على معالجة وحماية نفسه، وعلى صد آلاف الأنواع من التهديدات الخارجية قائلاً: “ثبــت علميــًّا أن مزاولــة الإنســان للأنشــطة الرياضية، يزيــد من إفــراز الإندورفينات داخل جسم الإنســان، وهذا ما يفسر لنا قلة إحساس الرياضيين بالإصابات”.
هذا إلى جانب عدد آخر من المقالات الأدبية والعلمية والثقافية التي ذخر بها هذا العدد من حراء، والتي نرجو أن يجد فيه قراؤنا الأعزاء ما يمدهم بالفكر الواسع، ويدفعهم إلى تنمية ملكات الإبداع والتأمل لديهم، والله الموفِّق والمستعان.