العـــــــــمْر ينتهــــــــبُ الدروبـــــــا
مــــــا قــــد تصــــرَّم لـــن يؤوبا
والشَّــمْسُ، شمْسُك يا طويل
العمْـــــــرِ، توشـــــك أن تغيبــــا
وتقــــــــــــول أوراقُ الخريــــــــــــفِ
يكـــــــاد فرعُــــــك أن يــــــــذوبا
فـــإلام تُعْــــــرضُ عــــــن حمـــــى
رب يحبُّـــــــــــــك أن تتـــــــــــــوبا؟
أنســــيت كـــــم جــــــاد الإلــــهُ
عليــــــــك؟ كـــــم سترَ العيوبا؟
أنسيت كم كشف الكروبَ
وقــــــــــد تجرَّعْـــــــــت الكـــــروبا؟
أنســيت كـــم لطفَ اللطيـفُ
بعبْــــــــــده لطفـــــــــــا عجيبــــــــــا؟
كم خضت بحر الوزر جهلاً
كــــــــم ركبْــــــتَ بـــــــه الذنـــوبا
ولكم شربت الإثمَ كأسًا
خلتهـــــــــــــا عســـــــــــلاً وطيبـــــــــا
ولكـــــم تســـــــربلت الخطــــــايا
ســـــــــــــــــــابغاتٍ مســـــــــــــــــــتطيبا
ســــــــــــــوّاك ربـــــــــــــــك عــــــــــاريا
وكســــــاك مــــــن كـــــــرم قشيبا
وســــــــلكت ليـــــــــــــــل البيــــــــــد
كالضلِّيـــــــلِ مرتجفـــــــا كئيبـــــــا
فحبـــــــــاك ثـــــــــــــوب هدايــــــــة
وســــقاك مــــــــن عفْــــــوٍ ذَنُـــــوبا
فــــــــــــأْرَزْ إلى ظـــــــــــــلٍّ، علـــــــــى
حـــــــــرِّ الهواجـــــــــر، لــــن تخيبـا
واهتــــــف: أجــــــــرني يـــــا إلـــــهُ
فــــــــــــإنَّ لي قلْبًــــــــــا منيبــــــــــا
ضمِّـــــــدْ جراحًــــــــــا أحدثـــــتْ
في القلــــــــب جمرتُهــــــا نــــــدوبا
هــــــــي أمــــتي.. هــــــي أمــــتي..
إنِّي دعَوْتـــــــــــــك فاســـــــــــــتجيبا
(*) رئيس تحرير مجلة المشكاة / المغرب.