حشرات الجراد في القرآن والعلم الحديث

يقول ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم: “فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قومًا مجرمين” (الأعراف: 133). عن أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ أن رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال: “بينما أيوب عليه السلام يغتسل عريانًا خر عليه رجل (سرب) جراد من ذهب فجعل يحثي في ثوبه، فناداه الله ــ تعالى ــ يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى يارب، ولكن لا غنى لي عن بركتك” رواه البخاري في الغسل وقال الشافعي تعليقًا عليه: نعم المال الصالح مع العبد الصالح.

يشترك الجراد مع النطاطات في الانتساب إلى فصيلة الجرادات وهي التابعة لرتبة الحشرات مستقيمة الأجنحة.

وتضم فصيلة أكريديدي ــ أي الجراديات ــ الكثير من أنواع الجراد والنطاطات التي تلحق الضرر بالمزروعات وتدمر الحاصلات الزراعية.

وتنتشر من الجراد أنواع مختلفة في مناطق متفرقة من العالم منها على سبيل المثال: الجراد الصحراوي، الجراد الآسيوي المهاجر، الجراد الأفريقي المهاجر، الجراد المصري – والجراد الأحمر.

ويتكون جسم الجرادة من رأس وصدر وبطن، أما الرأس فيغلفها جلد سميك متصلب يسمى علبة الرأس، ويوجد بها العيون المركبة والعيون البسيطة وقرنا الاستشعار وأجزاء الفم القاضمة.

وأما الصدر فيتصل بالرأس عن طريق العنق ويتكون من ثلاث عقل، تحمل كل منها زوجًا من الأرجل المجهزة للمشي والوثب العالي، أما العقلة الصدرية الثانية والعقلة الصدرية الثالثة فيحمل كل منهما زوجًا من الأجنحة الغشائية الواسعة المساحة، وهي التي تتصل بالصدر عن طريق دواعم وتتحرك بعضلات قوية فترفرف بقوة تمكن الجرادة من الطيران لساعات طويلة تقطع خلالها مسافات شاسعة.

دورة حياة الجراد

أما عن دورة حياة الجراد فإنه يتكاثر في أجيال متعاقبة، وفي العادة يبدأ الجيل بوضع البيض وينتهي بقيام الإناث البوالغ بوضع البيض لإنتاج جيل جديد لاحق.

ويعتمد الجراد في تكاثره عندما تتوفر له الظروف البيئية الملائمة للتكاثر وهى عبارة عن تربة رملية رطبة ووجود مناطق مكشوفة والتي تستطيع أنثى الجراد أن تضع فيها البيض.

يصل السرب الواحد الصغير إلى حوالى (400) مليون جرادة، فقد وجد أن الميل المربع من السرب الواحد به (100 – 200) مليون جرادة ويأكل الطن الواحد من الجراد في اليوم قدر ما تأكله عشرة أفيال أو خمسة وعشرون جملاً أو مائة وخمسون رجلاً.

الجندب

عن جابر ــ رضي الله عنه ــ قال: قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ: “مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارًا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي” رواه مسلم في كتاب الفضائل.

الجندب جراد صغير ليس له سمعة سيئة كالجراد، وإنما يعش مسالمًا بين الأعشاب يتقافز بينها ويتغذى عليها وتتعالى أصواته المميزة خاصة في الليل.

للجندب فكَّان قويان أحدهما يقطع الطعام والآخر يحركه داخل الفم، ويستخدم الجندب الفكين عند أكل الأوراق والزهور.

وللجندب ساقان خلفيتان كبيرتان ذات عضلات قوية تساعده على القفز، وبعض أنواعه يمكنها القفز مسافة أطول عشرين مرة من طول الجندب. وفي الساقين الخلفيتين أشواك حادة يستخدمها الذكور في الصراع.

وللجندب قرنا استشعار بهما يشعر ويشم ويحس بالحرارة والبرودة، وله خمس عيون تساعده في الرؤية منها عينيان كبيرتان فيهما مئات العدسات الصغيرة ترى الأشكال والحركات، بينما العيون الصغيرة تحس بالضوء.

أما أصوات الغناء التي يطلقها الجندب ليلاً فهو يصدرها بحك أجزاء جسمه بشكل منتظم؛ هذه الأصوات عبارة عن أصوات نداء لغيره من الجنادب لتتجمع معًا. وعندما يحس الجندب أنه في خطر يُخرج من فمه سائلاً بُني اللون له رائحة كريهة، وبعض أنواع الجنادب تُخرج سائلاً سامًّا مما يجعل طعم الجندب ورائحته تنفر أي حيوان أو طائر يريد التهامه.

يتعارف ذَكر الجنادب وأنثاه عن طريق الأصوات التي يصدرها الذكر، وبعد التزاوج تضع الأنثى بيضها فوق النباتات أو في الأرض. وبعد أيام قليلة أو أسابيع يفقس البيض وتخرج منه الجنادب الصغيرة وهي نسخ مصغرة من آبائها، وتبدأ في الأكل والنمو، وسرعان ما تصل إلى سن النضج. ويوجد من الجنادب حوالى (20) ألف نوع وصنف.