دور القرآن في تصحيح المفاهيم ودحض مزاعم أهل الكتاب:
ينبغي الإشارة إلى أمرين:
الأول: النظر إلى الخلفية التاريخية للآية {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (177البقرة) فسيكون فهمنا أكثر عمقًا نستطيع أن نبرز من خلاله دور القرآن بتصحيح المفاهيم وأعني بذلك الآيات {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ….} إلى قوله تعالى: {وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (البقرة:142- 150).
فمن الملاحظ أن الرأي العام لا يكون دقيقًا في حكمه فمن السهل أن يتكون لدى المجتمع رأيًا حول قضية معينة ثم يتبين لاحقًا أنها مجرد أسطورة تكونت من جزئية بسيطة تم تضخيمها، ولأن الأسطورة تقبل الخرافة فإنها -على سبيل المثال- تقبل أن يكون المقتول في الشرق والقاتل في الغرب ولم يكن أي منهما قد التقى بالآخر، فلذلك لم يكن المجتمع الجاهلي ليتردد بأن يطلق اسم إله على مصنوع من الجماد صنعه بنفسه، ثم يتعجب إن جاءه رسول بشر مثله، في الوقت نفسه لا يكون الصنم محل استنكار وتعجب، فسلك القرآن مسلك المنهج العلمي القائم على تسمية الأشياء بأسمائها وهكذا القرآن بدأ تصحيح المفاهيم في مجتمع عربي يعبر عنه بالجاهلي لا يعرف سوى الأشعار الحماسية والهجاء فقد يرفع من قدر شخص مجرد أبيات من الشعر أو تخفض شأنه… وفي الوقت نفسه كان العالم من حولهم يموج بالفلسفة اليونانية التي لم تخرج إلى طريق، والأساطير الإسرائيلية وحتى الديانات حرفت، فكان القرآن هو النور الذي يشع منه الحقيقة، والحقيقة ولا سواها، ومن هذ المنطلق فالقرآن هو مصدر العلم والحقيقة فهو منتهى كل علم وتأويل كل كلام، ومن هنا فإنه تناول المواضيع التي كانت مثارة برمتها وبكل شفافية، لأنها صالحة للاستفادة منها حاضرًا ومستقبلاً، وكان تحويل القبلة من المواضيع المثار للجدل، (سيقول السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب) ولم يخجل القرآن في مناقشة هذه الجزئية رغم ما يظهر لبادئ ذي رأي أن فيها شيئًا من الاضطراب والتناقض، بل أورد كل ما تذرع به الكفار وقال لهم لا تنظروا إلى الدين بهذه النظرة السفيهة السطحية، وبهذه السذاجة فتحكمون على الدين من خلال جزئية بسيطة فليس هذه مقاصد الدين ولكن إذا أردتم تقييم الدين فانظروا إلى المفاهيم العامة، والقيم الذي جاء بها القرآن، والتي مقصدها البر الأعظم لذلك، فالقرآن لم يتناقض، بل ترك الأمر بداية للتيسير ولاجتهاد المسلمين ‘وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد الصلاة في مكة جعل الكعبة حائلاً بينه وبين بيت المقدس فالكعبة قبلته ومن ورائها جهة بيت المقدس فلما قدم المدين أثارت اليهود البلبلة فأمر الله رسوله بأن يولي وجهه شطر المسجد الحرام، وهناك حكمة جليلة في هذ الأمر وفيه اختبار للصادق من الكاذب ولمن يبحث على مبررات، ومن يفرغ الدين عن مضمونه الحقيقي ليجعله مظهرًا من المظاهر، ومن صدق في سره وعلنه ليميز الله المؤن الصادق الممتثل لأمر الله من غيره وتحقيق ذلك من قوله تعالى ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ إلى قوله تعالى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (البقرة:142- 150).
ومن هذ المنطلق نجد أن المفسرين تناولوا تفسير الآية من جوانب شتى آخذين بالاعتبار الخلفية التاريخية لموضوع القبلة.
يقول الحقّ جلّ جلاله: في الرد على أهل الكتاب: {ليس البر} محصورًا في شأن القبلة، {ولكن البر} الذي ينبغي أن يُعتنى بشأنه هو الإيمان بالله، وما يجب له من الكمالات، من الأمور الدينية التي اشتملتها الآية (177) من سورة البقرة، فالبر هو بر من اعتقد في قلبه هذه الأشياء، وأظهر على جوارحه ما يصدق صحة اعتقادها، وذلك كالاتصاف بالسخاء والكرم، فأعطى المال على محبته له، أي: مع حبه، فقد سُئل -عليه الصلاة والسلام-: «أن تَتَصَدَّقَ وأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تأمُلُ الْغِنَى وتَخشَى الفَقْر» و{آتى المال} على حب الله، لا جزاء ولا شكورًا، فأعطى ذلك المال ذوي قرابته المحَاويج، وقدَّمهم فقد اشتملت الآية على الكمالات الإنسانية كلها.
الأمر الثاني: جاء مفهوم البر في القرآن متميزًا عما جاء في الكتب السابقة
ولأنه وبحسب علماء أهل الكتاب أن مراسيم العبادات وصورها وأشكالها التي يقفون عندها، بحيث لا تنفذ آثارها إلى باطنهم، ولا تؤثر في سلوكهم يحسبون أن ذلك هو غاية الدين، ومقصد الشرع، فنعى اللّه عليهم ذلك، وكشف سوء فهمهم للدين، وقصر نظرهم إلى الشرع. فالدين معتقد وعمل، وعبادة وسلوك، وغرس وثمر! وفي الآية الكريمة أكثر من نظر، أضف إلى ذلك أن فيه تصحيح عدد من القواعد التي يقوم التصور الإيماني الصحيح في مواجهة يهود المدينة الذي لا يكفون عن تلبيس الحق بالباطل وكتمان الحق وإثارة البلبلة، وبنفس الوقت فيه تحذير للمسلمين من الانزلاق.
وليس هذا ادعاء وإنما طبقًا لما جاء في تلك الكتب من ذلك ما جاء في الصحاح (فإن الختان إن كنت تعمل بالشريعة أما إن كنت مخالفًا للشريعة فقد صار ختانك كأنه عدم ختان… يا من تخالف الشريعة ولديك الكتاب والختان فليس بيهودي، فليس بيهودي من كان يهوديًّا في الظاهر ولا بختان من كان يهودي باللحم… وإنما اليهودي من كان يهوديًّا في الباطن. والختان القلب) فمن حيث المبدأ فإنهم يتفقون بأن البر ليس مجرد انتماء لدين من الأديان بوضع علامة في الشخص تميزه عن غيره كاتخاذ الختان علامة لليهودي، ونفس الشيء يتفق النصارى بهذه الجزئية إلا أن كل من اليهود والنصارى قد طووا ولووا هذه النصوص وتحايلوا على مفهوم البر وأفرغوه من محتواه، فقسمت النصارى البر إلى قسمين: بر يأتي من الشريعة، وبر يأتي من الإيمان بربوبية المسيح، والبر من الشريعة لا قيمة له مالم يعضده البر الذي يأتي من المسيح، من ذلك قولهم في الصحاح.
البر بالإيمان:
أما الآن فقد أُعلن البِرُّ الذي يمنحه الله مستقلًّا عن الشريعة، ذلك البر الذي يمنحه الله على أساس الإيمان بيسوع لأن الجميع قد أخطأوا وهم عاجزون عن بلوغ ما يمجد الله فهم يبررون مجانًا بنعمته بالفداء بالمسيح الذي قدمه الله كفارة عن طريق الإيمان، وذلك بدمه… ولأن الإله واحد فإنه سيبرر أهل الختان على أساس الإيمان ويبرر أهل عدم الختان على أساس الإيمان…) وكذلك قولهم “إن الإيمان قد حسب لإبراهيم برًّا.. فهو أب للمختونين وغير المختونين ممن ساروا على درب الإيمان.. كما قد كتب (إني قد جعلتك أبًا لأمم كثيرة)”، وهكذا تجد هذا التناقض العجيب الذي لا يمكن التوفيق بينه، وكأن الكتاب المنزل عليهم عبثًا لا قيمة له اللهم إننا نشهد شهادة مبرأة من الحنف أن القرآن كتابك الذي {لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت: 42) فلو كان للبشر فيه يد لوجدنا فيه اختلافًا كثيرًا وتناقضًا بينًا، كما نجده في العهدين القديم والجديد، اللذان خطتهما أيديهم، وهذه النصوص لا تعدو أن تكون أمنيات وقد أبطل الله تلك الأماني لدى أصحاب الديانات الثلاث قال تعالى: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} (النساء: 123)، ومن هذه الخلفية يمكننا أن نفهم الآيات بطريقة واضحة ونربط بين آية البر والآيات قبلها، كما يتجلى لنا التفرقة بين “الِبر” المقصود من الدين الذي هو خارطة طريق المؤمن، وبين المظاهر الزائفة والدعاوي الكاذبة فقد زعم اليهود أنهم شعب الله المختار، وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى.
علاقة آية البر في إصلاح المجتمع المسلم:
ومن حسن الحظ نحن المسلمين قد حفظ لنا القرآن الكريم فإذا ما حاول المندسون أن ينحرفوا بالدين فإنهم ينكشفوا ويفضح أمرهم، ولم يكن المسلمون بمنأى عن هذه الدعاوي الكاذبة، فالأشرار ما زالوا يجملون صورهم تحت لافتات دينية، هذه الدعاوي شوهت بكثير من المفاهيم القرآنية وحرفت مقاصدها النبيلة والإنسانية في ذهن الشباب، وشوشت على العقل الجماعي، ولا أدل من ذلك أن طوائفًا من المسلمين تبدأ التبرير لنفسها بقتل غير المسلمين(أولاً)، ثم قتل غيرهم من المسلمين (ثانيًا) ثم قتل بعضهم بعضًا (ثالثًا)، كل ذلك تحت مبرر خدمة الدين وتطبيق الشرع ويزعمون أن ذلك من البر والدين، وبالتالي يستحلون أكل أموالهم تحت دعوى الفتوى وأقوال العلماء، قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ (البقرة: 204- 206)، وسواء صدرت هذه الدعاوي الكاذبة عن التدين الزائف أو عن الخرافة فإن النتيجة واحدة والهدف استدراج البسطاء من الناس لأهداف أنانية أبطلها الله وفصلتها لنا الآية “177” من سورة البقرة، لذلك يجب التفرقة بين الأبرار والفجار، الأبرار غير الفجار لا يستويان مثلاً ولا عملاً، وكتاب الأبرار غير كتاب الفجار.
فما هو كتاب الأبرار؟
كتاب الأبرار يدعو إلى الخير والعطاء، والعدل، والصدق، والإنفاق، ويدعو إلى المعروف وإلى التعاون على البر والتقوى، وينهى عن العدوان والظلم، والفحشاء والمنكر والبغي، كتاب الأبرار هو القرآن الكريم وهو موعظة المتقين، وتذكرة الرسول الكريم، ومن تبعه إلى يوم الدين، قال تعالى: (كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ) (عبس: 16-11)، وقال تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الواقعة: 77-80)، وأما كتاب الفجار فإنه على عكس ذلك كله، فإنه يدعو إلى الشر، والتطفيف، والظلم والكذب، والبخل، ويدعو إلى التعاون على الإثم والعدوان، والظلم، والفحشاء والمنكر، كتاب الفجار هو محصلة الإفك والكذب، والنفاق، والكبر والخداع، ولهو الحديث وزخرف القول غرورًا مما زينه الشيطان.
وتكون المحصلة النهائية في الآخرة أن كتاب الأبرار في عليين، وكتاب الفجار في سجين كما وصف ذلك في سورة المطففين قال تعالى: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَرْقُومٌ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ…) إلخ ما ذكر من أحوالهم ما بالله منه نستعيذ ثم ذكر سبحانه (…كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَرْقُومٌ…) إلخ ما ذكر من أحوال الأبرار فنسأله سبحانه أن يبلغنا إلى ما منزلتهم ويلحقنا بهم بفضله وجوده.
فما يمارسونه الأبرار هو عمل الخير ومنفعة الآخرين والإنفاق على ذوي القربى، وما يدعون إليه هو الهدى والبشرى التي يدعو إليها المصلحون الأبرار، من أجل نفع الآخرين قبل نفع أنفسهم، بينما الوعود الكاذبة التي تصدر عن الأشرار والفجار، مهما تستروا بوسائل دعائية، من لهو الحديث وزخرف القول فإنها كاذبة وغرور وأماني، وتهدف إلى منفعتهم هم فقط، ولا ينتفع منها غيرهم، لذلك كان البر خطة طريق وسلسلة من الأعمال الخيرة.