خُلِقَ الكــــلامُ لناطـقٍ بالضّــــادِ |
فاسمَعْهُ في الإنشــادِ والإرشــادِ |
ودَعُوا الشّـــــقاقَ فإنَّنــا مِنْ أُمّةٍ |
ســادَتْ ونالـتْ أرفـــعَ الأمجـادِ |
فَسَليـــقةُ العربـــيِّ تحكمُ بينَنَـــا |
وتُهذِّبُ الأخـــلاقَ عندَ فســـــادِ |
أينَ الخليـــلُ وسيبويــهِ ومَنْ تلا |
في فضلِها مَعَ سَــــائرِ النُـقَّـادِ؟! |
يومُ الفصيحةِ بَهـجَةٌ فــي عامِنَـا |
أرأيتُـمو عـامـًـــا بــلا أعيـــادِ؟! |
فَـتَـعَـلَّموها كـــي تَنَــالوا عِـــزَّةً |
فـاللهُ أنــزلَ قولَـهُ بالضّــــــــــادِ |
شَمْسُ النَّهـار، وإنَّـها قد أَشرَقتْ |
بلســانِ أحــمـدَ صاحبِ الإمـدادِ |
لم ننسَ يومـًا بالحديثِ جميلَـــها |
كالغيثِ تروي كلَّ مَنْ هو صادِ |
يا مَنْبَعَـًــا للشّــعرِ أنتِ رويْتِنـي |
بالعذْبِ إذ وَرَدَ العُلــومَ جَـوادِي |
مِن قبلِ أنْ نَرِدَ العُلـــومَ مُؤَخَّرًا |
كُنّا كمَـــنْ ضَلَّ الطَّريقَ بوادي |
عربيّةٌ لو جــاءَ يَطمِـسُ نـورَها |
جَـمـعٌ غـفـيــــرٌ رُدَّ قبـلَ مُرادِ |
أمّا لغــاتُ النّــاسِ تَقصُرُ كُلُّــها |
للـفـقــــرِ في ألـفـاظـهـا وجمـادِ |
هل يستوي جسدٌ يروحُ وينقضي |
مَعَ روحِ من تبقى إلى الميعَادِ؟ |
ولقـد طلبتُ من الإلـهِ قصيـــدةً |
حتّــى أُزّيـنَ بالفصيــحِ مُرادِي |
وسأُخرجُ الكلمـاتِ من وُكُناتِها |
تَدوي وتَصـدحُ فوقَ كُـلِّ عمـادِ |
كـــي تَعلَـمَ الآفـــاقُ أنَّ لسـانَنَا |
يعلـــــو على الأندادِ والحُسَّـــادِ |
إنَّ الهوى وحديثَهُ وقصــائدي |
بعثَـتْ حنيـنًا دافئـًا لفـــــــؤادي |
ما كنـتُ أعْجِزُ أن أُفـاخرَ أُمَّـةً |
ورسولُنـا هـوَ ســيّدُ الأسيـــــادِ |
لو أنصفَ العذّالُ كانَ شعارُهُم |
خُلِقَ الكــــلامُ لناطـقٍ بالضّــادِ |