(قطوف كونية)
في الآفاق الكونية ـ ومنذ أمد ـ انفجرت “النجوم النيوترونية” بصورة بالغة الشدة، وبقيت مخلفاتها في السماء على شكل أنوية ذات كثافة انضغاطية هائلة (نيوترونات، متعادلة الشحنة). و”النجوم النيوترونية” (Neutron Stars): أجرام سماوية ذات قطر متوسط يقدر بحوالي 20 كم، وكتلة النجم الواحد تتراوح ما بين 1,44 ـ 3 أضعاف كتلة الشمس. أما إذا كانت كتلته أكبر من هذا الحد، فيتحول في آخر عمره إلى ثقب أسود. ويتغير لمعان وتألق النجوم النيوترونية فعليًّا، حيث تدور حول محورها بسرعة عالية تصل إلى (دورة كلّ 0,3 – 3 ثواني) مصدرة موجات راديوية وإشعاعات. وعندما ينتهي عمر نجم (هو أضخم من الشمس)، وينفد وقوده النووي، ينهار على نفسه تحت تأثير جاذبيته العظيمة، مكونا نجمًا نيوترونيًّا شديد الكثافة حيث يصبح قطره عدة كيلومترات فقط، وهذا هو السر في سرعة دورانه. وقد تم اكتشاف العديد منها، ومن أشهرها: نباض الثور في سديم السرطان في برج الثّور (Crab Nebula). وفي الوقت الحاضر، هناك نحو 2000 نجم نيوتروني معروف في مجرة درب التبانة وسحب ماجلان، مُعظمها نجوم نباضة راديوية. تتركز النجوم النيوترونية في الغالب على طول قرص درب التبانة. ويختلف معدل دوران النباضين بين 01و0 و8 ثوان وذلك بالنسبة للنابض المنفرد الذي ليس له تابع. وينقص معدل نبضه بمعدل 10−15 في الثانية يتحدد عمره بنحو 10 ملايين سنة. ويمكن الاستماع لأصوات (الطرق) الناتجة عن هذا النجم، علمًا بأنها لا تصدر أصواتًا، بل يتم تحويل الموجات الراديوية الصادرة منها إلى صوتية لذا سميت “النجوم الطارقة/ النابضة”. وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) (سورة الطارق).