(عين الإنسان إعجاز وبيان)
من المعلوم أن الألوان الأساسية هي ثلاثة الأحمر والأخضر والأزرق أو البنفسجي ويمكن من خلط هذه الألوان تكوين جميع الألوان الأخرى، كما وجد أن الألوان الضوئية إذا مزجت مع بعضها بنسب معينة أعطت النور الأبيض مثل مزج الأحمر مع الأخضر المائل للزرقة وكذلك مزج الأصفر البرتقالي والأزرق الخفيف، ويجب أن نفرق هذه الظاهرة والتي تسمى بظاهرة انصهار الألوان عن ظاهرة مزج المواد الصباغية حيث يؤدي مزج اللون الأصفر والأزرق إلى أخضر، بينما يؤدي على مستوى الضوء إلى اللون الأبيض، إن هذه الظاهرة اعتمد عليها في كيفية رؤية الألوان في العين، فالمخاريط على ما يبدو حساسة للألوان الثلاثة الأحمر، والأخضر، والأزرق، وتأثر أحد هذه الألوان يتبعه تأثر بشكل أخف للونين الباقيين أي أن موجات لون معين يؤثر على بعض المخاريط بشكل مكثف وعلى المخاريط التي تتلقى بقية الألوان بشكل أخف، وإذا نبهت المجموعات الثلاثة سويًّا وبالتساوي حصل الإحساس باللون الأبيض.
وتشترك قشرة المخ أيضًا في تحليل الألوان حسب ما تنقل الألياف العصبية من تأثرات بالألوان المحيطية فتحللها وتركبها وتفهمها على النحو المناسب، وكأن قشرة المخ لوحة فنان للألوان، ومختبر تحليل. والآن يتبادر إلى الذهن سؤال وهو: لماذا يظهر البحر باللون الأزرق… بينما الأمواج بيضاء؟
يوجد في شبكية العين ثلاثة أنواع من الأقماع: نوع حساس للضوء الأحمر، والثاني للون الأخضر والثالث للون الأزرق فإذا وقع الضوء الأبيض على العين نبه هذه الأقماع بدرجة متساوية فأنتج شحنات كهربية يفهمها المخ على أنها ضوء أبيض. وإذا وقع ضوء أحمر على العين نبه الأقماع الحساسة للضوء الأحمر بدرجة أكبر فيفهم المخ على أن الضوء أحمر… وهكذا… الخ.
وهكذا فإن أي جسم يتعرض للضوء يمتص جزء منه ويعكس الجزء الآخر ويكون لون الجسم هو لون الشعاع المنعكس منه… فالقميص أحمر لأنه يمتص كل إشعاعات الضوء الساقطة عليه ويعكس إلى عيوننا الإشعاعات الحمراء. والسماء تبدو زرقاء لأن ضوء الشمس أثناء مروره في طبقات الجو المختلفة يعاني الانعكاسات والانكسارات، فإذا وصل إلى الأرض وصلت الإشعاعات الزرقاء فقط.
ولنفس السبب يبدو لون ماء البحر أزرق اللون… بينما تبدو أمواج البحر بيضاء بسبب احتوائها على فقاقيع الهواء التي تعكس كل الأشعة الضوئية ولا تمتص منها شيئًا. وللعلم فإن كل إنسان يكون عنده عمى ألوان عندما يولد.