في مفتتح هذا العدد من “حراء” يطلعنا الأستاذ “فتح الله كولن” على “الدنيا وما فيها من منظور المسلم”، وما تحمله في طياتها من أسرار وخبايا، فيشير إليها إشارات مفصحة عميقة، ثم يترك للقارئ الكريم فرصة التعرف على المزيد منها، حيث يقول: “الدنيا في نظر المسلم سفينة أو طائرة متوجهة إلى الأبدية وذاهبة بالإنسانية إلى السعادة السرمدية، أو مكتبة ثرية ذاخرة بملايينِ بل بمليارات الكتب، أو معرض خلاَّب يبهر العيون ويسحر الناظرين، ولسان فصيح يدعونا جميعًا إليه تعالى”.

أما “عاطف يرولماز”، فيحاول من خلال الأبحاث العلمية التي بنى عليها مقاله، الإجابة عن سؤال متعلق بعالم النبات، وهو “هل يصاب النبات بالسرطان؟”، ليوضح أن النبات يُصاب بالسرطان أيضًا، لكن الورم السرطاني لا يمثل تهديدًا قاتلاً للنبات، لأن خلاياه غير متنقلة ولا تحتوي على أعضاء حيوية ومعقدة مثل البشر والحيوانات.

ومقال “بركات محمد مراد” “المثقف ومسؤوليته التنويرية”، يتحدث فيه عن دور المثقف على مدار الحضارات الإنسانية في اختياره الإرادي لتحمّل مسؤولية التغيير والتنوير وإعادة تشكيل المجتمع، مشيرًا إلى أن المثقف الحقيقي هو من يعي تناقضات واقعه، ويكثف بكلماته الواقع أمام المتلقي فيفجّر هذه التناقضات من داخلها للوصول إلى الجديد فكريًّا وحضاريًّا.

كيف نفكر؟ ما الذي يجعل منا كائنات موهوبة عقلاً، قادرة على التذكر وفهم كنه العالم المحيط بنا، وحجم الانفعالات؟ هل هناك صلة بين الدماغ والغذاء؟ وغيرها من الأسئلة تجدون إجابتها في مقال “هدى الميموني” التي عنونته بـ”الغذاء يبني الذكاء”.

وإذا كانت الأرض هي البيئة الأعظم للبشرية، فإنها -إذن- في أمس الحاجة إلى مَن يرثها، ثم يشكّلها تشكيلاً جماليًّا قائمًا على الخير والتعايش والتسامح والجمال.. ولا يتحقق ذلك إلا من خلال الإنسان الذي عقد صلحًا مع نفسه أولاً، وأقنعها بأن راحتها بالتسامح والعفو. وذلك ما تناوله “مصطفى أمخشون” في مقاله المعنون بـ”التسامح وأثره على النفس”.

أما “ناصر أحمد سنه” و”سليمان أحمد شيخ سليمان” فيتحفانا ببعض لفتاتهما الدقيقة واستقراءاتهما العميقة حول الزواج؛ باختيار شريك الحياة المناسب، والطلاق؛ بسوء هذا الاختيار.

ثم يأتي مقال “محمد السقا عيد” الموسوم بـ”تجربة الموت الوشيك” ليشير إلى الحدود الغامضة بين الحياة والموت التي لم يكشف العلم بعدُ عن كل خباياها، وذلك من خلال دراسات وأبحاث علمية أجريت حول الموضوع.

وفي الختام نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العدد بمقالاته، زادًا للفكر ونبعًا للروح والوجدان. والله من وراء القصد.