يحدث أحياننا أن أكون مترفة بحزني أكثر مما هو عليه بفرحي…
وإنني لا أملك شي سوى بصيص حلم يقبع في زاوية الورق الأبيض…
وإنني لا أقف على شي ثابت حتى الآن سوى على تلة ورقية في وسط أرض جرداء…
أهفو إلى جدولة رسائلك العفوية والتي تشبه رائحة ما بعد الهطول الخاطف للمطر…
يحدث أحياننا أن أقع في حب الأشياء الصغيرة والتفاصيل الدقيقة كشروق الشمس على زاوية كتاباتنا أو كسقوط بتلة توليب على صحن فنجان قهوتك أو رفرفة جناح حمام وهي على رصيف بركة ماء…
يحدث أحياننا أن يقيدني الفراغ من كل جانب حتى إنني لا أقوى على مصافحة كلماتك ويذوب الحبر كالشمع في قرطاسي…
يحدث أحياننا أن أكون في زمان ليس زماني ومكان ليس مكاني كأنني أجوب الأرصفة المكتضة وحدي وأدخل كل مقاهي الورق وحدي وأسلك كل الطرقات الضيقة وحدي أبحث عن شي ما لا أعرفه…
يحدث أحياننا أن أكتب سطور من المفردات لا تشبهني وأن أسكب شذرات مخيلتي كالسيل وأن أثقل الورق بأبجدية لا تعكس حقيقتي…