“كلكم مسؤول عن رعيته”
إلى متى سننظر إلى تزايد أعداد الطلاق ونحن مكتوفي الأيدي؟
إلى متى سنظل ضحية أفكار دخيلة على مجتمعنا لا تمت لعرفنا وعاداتنا وتقاليدنا وديننا بصلة تأخذنا إلى الهلاك والخراب؟
ألم يحن الوقت بعد أن نأخذ بأيدي أبنائنا وبناتنا ونحيا بهم حياة كريمة؟
ألم يحن الوقت لنسترد كل ما فقدناه من وعي؟
ماذا ننتظر بعد أن وصلنا لأكثر من 211.600- حسب إحصائيات عام 2018- حالة طلاق في السنة الواحدة؟
أناشد كل مسؤول أولادنا أولادنا، فهم يستحقون التربية في بيوت بها وعي فهم رعاتنا ونحن رعاتكم ورعاة كل مسؤول. واستشهادًا على ذلك قول أكرم الخلق سيدنا (محمد عليه الصلاة والسلام)
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته؛ فكلكم راع ومسؤول عن رعيته.
وبناء على ما سبق ذكره أرجو من سيادتكم تقنين وفرض على كل من يرغب بالزواج إتمام دورة توعية “كورس للمقبلين على الزواج” تأهله لبدء حياة جديدة، وتكون مدعمة من الدولة بإشراف وقيادة “رجال الدين، التربويين النفسيين، واخصائيين العلاقات الأسرية”.
وتكون الدورة ملمة بالتالي:
١-سيكلوچية الرجل والمرأة والفرق بين عقليهما.
٢-المعايير السليمة لإختيار شريك الحياة متوافقا مع سمات الشخصية.
٣-الفروق النفسية والعاطفية وطريقة التفكير لدى الجنسيين.
٤-إدارة العلاقة الزوجية وفن التعاون.
٥-إدراك الحقوق والواجبات الشرعية المشتركة بين الزوجين.
٦-الإلمام بالمهارات والخبرات اللازمة للحياة الزوجية مع الاستفادة من الخبرات السابقة.
٧-قواعد العشرة الحسنة مع غرس روح الشريعة في بناء الأسرة.
٨-فن إدارة المعارك والاختلافات والتعامل السليم مع الغضب.
٩-كيفية التعامل مع ضغوط الحياة ومدى تأثيرها على الحياة الزوجية.
١٠-مفهوم الحب ومراحله واهمية الاستثارات الحسية.
١١-الجوانب الطبية بشقيها الوقائي والعلاجي.
١٢-الجوانب الثقافية الجنسية ملمة بالمعايير الدينية.
١٣-الجوانب الاقتصادية في التخطيط الأسري.
فإذا قصر الأهل عن دون قصد في توعية أبنائهم نأمل أن يكون الوطن خير الواعي والمرشد والمربي لتسود المودة والرحمة بيوتنا جميعًا تأيدًا لقول الله عز وجل:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(الروم:21)