القيم الأخلاقية القرآنية مدخل تأسيسي للمشترك الإنساني

تعتبر الأخلاق القرآنية من أهم دساتير وخرائط الطريق لتجسيد الفعل الحضاري على أرض الاستخلاف مقصده الأساس تحقيق الخلافة والعمران مبنيا على قيم عليا تصبوا جميع الحضارات والشعوب والأمم إلى تحقيقها وبنائها سواء مع الذات أو مع الآخر، هذه القيم هي ما يطلق القيم الأخلاقية القرآنية المزكية للإنسان البانية للعمران، في قراءة لهذا المصطلح نجد أنه ينطلق من القرآن و ينتهي في القرآن، ودليل على ذلك عالمية الخطاب الرباني إلى الناس كافة شعاره الرحمة والعدل والمساواة والسلم السلام والتعايش المبني على أسمى القيم هي أساس رقي الشعوب والأمم ومن بين هذه القيم المنبثقة الرؤية الأخلاقية القرآنية العالمية الداعية إلى إرساء عالمية الخطاب القرآني في علاقة الآنا بالآخر من أجل تجسيد فعل لأسمى قيم الحضارة والتمدن بعيدا عن كل الأخلاق الدنيئة مملوءة بالعنف و التطرف و البرغماتية دون مراعاة لآخر ولحقوقه في هذا الكون، هذا ما يجعل من المنظومة الأخلاقية القرآنية منظومة متكاملة متناسقة يمكن تبنيها كجسر من جسور التواصل والانفتاح على الآخر ومن أبرز هذه القيم الأخلاقية القرآنية:

السلم

لقد أضحى هذا المبدأ القيمي من أسمى المبادئ التي تطمح البشرية لتحقيقها وتنزيلها على أرض الواقع نظرًا لما يحمله من دلالات إنسانية قيمية أخلاقية فهو السبيل إلى إطفاء لهيب الحروب والصرعات  التي تضم بين ثناياها كل أشكال والعنف والتطرف، “فالسلم يجعل العالم يعيش حالة من الاستقرار العسكري والسياسي والاجتماعي وهذا لا يخفى على أحد ، فحين نطل على مفهومه نجده يحيل أن مفهوم السلم مصطلح إسلامي أصيل، ظهر بنزول القرآن الكريم  خلافا لمن أدعى أن المسلمين لم يعرفوه إلا مؤخرًا، وأن ما عرفوه إنما هو الصلح وحسب”.

من كلام السابق نجد أن مفهوم السلم هو مفهوم منبثق من الرؤية الأخلاقية القرآنية  إسلامية  مما يكسبه أصالة داخل ثقافتنا الإسلامية وداخل ساحة الحراك الفكري العالمي، “فكلمة إسلام مشتقة من سلم وسلام  وهذا ما يجعل كلمة السلم أصيلة ولصيقة بالإسلام والمسلمين، يبدو أن السلم حقيقة من حقائق الإسلام، ومبدأ ثابت نصا وعملا، وقد تجلى ذلك في مجموعة صور ومظاهر سأتطرق إلى البعض منها.

كما أن السلم له مرتكزاته ودعائمه التي تؤكده على أرض الواقع، وتعمل على المحافظة على بنياته من الانهيار.

إذا كان ثمة عوامل تهدد إقامة هذا السلم بين الشعوب والدول فلابد من إبرازها للوقوف على أسبابها الموضوعية، ومن ثم ضرورة الابتعاد عنها حفاظا على مبدأ السلم ورأبا لكل صدع قد يلحق به، والسلم هو طريق تحقيق الأمن والاستقرار  وتجسيد عملي و تطبيق فعلي للرؤية الأخلاقية القرآنية داخل العالم في هذا الصدد يقول الدكتور محمد الناصري ولا يخفى أن شعور الإنسان بالأمن والطمأنينة في الحياة هو الشرط الأساسي لإقامة علاقات التعايش السلمي مع الغير أفرادا وجماعات، والتعاون الموصوف بالبر والتقوى، ولهذا المعنى تحرص الأمم أول ما تحرص على توفير الأمن للناس إذ هو أول شرط لازم من شروط تحقيق السلام والبناء الحضاري والتقدم العمراني. من خلال ما سبق نستنتج الأهمية الكبرى السلم كمولود شرعي للرؤية الأخلاقية القرآنية وأحد مظاهر تحققها فعليا ، مما يقودنا إلى بناء حضاري وإنساني  وعمراني وتحقيق وظيفة الاستخلاف على أحسن ما يكون قائما على التضامن و التعايش و العدل و الحرية تحت كنف الأخلاق القرآنية.

هذا السلم إنما يتشكل من  تجربة اجتماعية للجماعات والأمم، وليس من صنع الفرد بل ينشأ في المجتمع ومن المجتمع ككل، وأكبر دليل  على القيمة السلطانية التي يتربع على عرشها مفهوم السلم كأرقى القيم وكمظهر من مظاهر الرؤية الأخلاقية القرآنية هو كونه يشكل روح الإسلام وجوهره من سامحة والود الإنساني ما لا يستطيع منصف أن ينكره أو يجحده، وهي سماحة مبذولة للمجموعة البشرية كلها لا لجنس فيها، ولا لأتباع عقيدة معينة، وإنما هي للإنسان بوصفه إنسانا، من ثمة فقد حرص الإسلام كل الحرص من أجل توفير ضمانات أمن الأفراد وسلامتهم في وسطهم الاجتماعي ، ليصل بهذا كله إلى بث قيم السلم والتسامح في ضمير هؤلاء الأفراد وتفكيرهم.

السلم مبدأ يقر لآخر وللذات بالوجود والحرية والاعتراف فهو يجمع ويلم شمل جميع شروط وأصول وضوابط الرؤية الأخلاقية القرآنية.

من بين ما تسعى الرؤية الأخلاقية القرآنية إلى تحقيقه في إطار بناء القيم الإنسانية السامية التي يفوح عطرها في أرجاء المعمور نجد قيمة التسامح كمبدأ سامي في قائمة المبادئ الإسلامية التي جاء بنا ديننا الحنيف وتزخر بها الرؤية الأخلاقية القرآنية.

التسامح

يعد مفهوم التسامح اليوم مقوما من مقومات الحداثة السياسية والاجتماعية لقدرته على حل الإشكالات الناتجة عن التعددية، داخل مجتمع الواحد وبين مجتمعات، فهو البديل العادل لتعصب ورفض حق الآخر في الاختلاف، وسبيل الوحيد إلى التعايش السلمي قائم على الاستواء في الحقوق بين مختلف مكونات المجتمع، ولئن اكتسب هذا المفهوم اليوم جملة من الخصوصيات الدلالية المقترنة بقضايا التحديث في مختلف مستوياته، وخاصة بقضايا الديموقراطية وحقوق الإنسان، فإنه لم يكن غائبا عن أفق التفكير والممارسة السياسية في القديم بما هو قيمة أخلاقية وسياسية مقترنة بقيمة العدل ومحددة للتعامل السلمي داخل المجتمع.

ونظرًا لأهمية هذا المصطلح داخل العالم وأهميته كوليد لمبدأ عالمية الأخلاق القرآنية وتكريسا لثقافتها فقد كان محطة لعدة دراسات أنجزت ضمن ثنياه، من أبرزها الدراسات التي أنجزت في التراث العربي الإسلامي، من هنا يتضح جليا أن التسامح يعتبر أحد أركان الرؤية الأخلاقية القرآنية وأحد ثمارها الأساسية لأن التسامح يجعل الأمم أكثر تجانسا وتلاقحا ويجعل من البناء الحضاري والإنساني حقيقة مجسدة على أرض الواقع، فحين تتسامح حضارة مع أخرى فإننا حين إذن نرى تنازلات عدة إضافة إلى تحقق حالة من الاستقرار، ويفتح الباب بمصرعيه لعلاقات دولية ذات أبعاد إنسانية بعيدا عن متاهة الحروب التي أنهكت العالم منذ زمان إلا أن هذه الرؤية الأخلاقية القرآنية تنصب نفسها  بمثابة الطبيب المنقذ بأدويته الفعالة السلم و التسامح.

وهناك من يرى أن التعايش الحضاري هو التي يجب ان يكون بين الحضارات بغية انفتاح بعضها على بعض وتوطيد العلاقات وهذا ما سيكون محط الدراسة في الفصل المقبل حيث سنعرض بالدرس والتحليل أهم المميزات التي ميزت التعايش الحضاري وأهم من تبناها كمرجع أساسي في العلاقة بين الحضارات وتكريسا للمبادئ الرؤية الأخلاقية القرآنية.

 التعايش

“التعايش مع الآخر أسمى مظاهر الوعي الحضاري خصوصا إذا كان هذا التعايش تحث كنف السلم والسلام فإننا حين إذن نجد أنفسنا متقدمين حضاريا مستعدين لبناء فعل حضاري راقي، إن ثقافة السلام في الإسلام يشخصها ما جاءت به رسالته من استبعاد الانغلاق في الدين، والرأي والموقف والسلوك، والتعامل مع الغير، وقبول التعددية الدينية، والتعايش بين الديانات، فهو يقيم رابطة الأخوة الإنسانية بين أبناء المجتمع حماية وضمانا لمبدأ السلام على أساس المحبة والألفة والتعاون والتضامن والإيثار ونبذ الخصومات، وبهذا كله يتحقق السلام الاجتماعي الأمن والسكينة، وتتوطد دعائم المجتمع على وجه لا تصدعه الأحداث ولا تنال من هيبته الخطوب.

ومن هذا المنطلق نجد أن الإسلام يشجع على ترسيخ وتدعيم العلاقات السلمية كأساس للتعايش بين الأمم كما يقول وهبة الزحيلي، لتسهيل تبادل المنافع الاقتصادية وبناء وتحقيق المقاصد الاجتماعية، وعقد أواصر المودة والتعاون وانتفاع كل امة أو شعب أو حضارة بما لدى الحضارات و الأمم والشعوب الأخرى من ثقافة وعلم وفي سبيل خير الإنسانية ودفعها نحو التقدم والازدهار والسلام.

ولعل العهد النبوي أكبر شاهد على تعايش ودعوة الإسلام إلى التعايش وعلى نجاح الرؤية الأخلاقية القرآنية في كسب رهان التعايش وتأزر والتعاون بين مختلف أطياف المجتمع الإسلامي من خلال المواثيق والمعاهدات التي أبرمها المصطفى عليه خير الصلاة والسلام، حيث تعتبر وثيقة المدينة أحسن دليل يمكن الاستشهاد به في هذا الباب، حيث تعد من أفضل النماذج في تاريخ البشرية للعيش الإنساني المشترك، وإننا في هذا المناخ الثقافي والسياسي الذي نعيشه في عصرنا وواقعنا الراهن، المشحون والمملوء بالصرعات والحروب ومحاولات الاستجلاب والاستقطاب من  مختلف الأطراف و الاتجاهات الفكرية و السياسية، نحن في أمس الحاجة إلى العودة إلى تراثنا الإسلامي لاستلهام روح التسامح التي يفيض بها تاريخ المسلمين الحضاري و التي منطلقها الأساس القرآن الكريم في رؤيته الأخلاقية العالمية وسيرة النبوية العطرة، التي أكدتها هذه الوثيقة وما تزخر به من إجابات على أسئلة الحاضر ومآلات المستقبل، ما يؤصل للتعايش السلمي المشترك على أسس إنسانية راقية.

لقد وضعت هذه الوثيقة أسس التعايش الذي يريده الإسلام لأبناء المجتمع الواحد على اختلاف دياناتهم و معتقداتهم، فقد أكد النبي صلى اله عليه وسلم في الوثيقة على أن يهود بني عوف، ويهود بني النجار، ويهود بني الحارث، ويهود بني ساعدة..، مع المؤمنين أمة، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، وأن بينهم النصر على من حارب هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم، وأنه لا يأثم امرؤ بحليفه، وأن النصر للمظلوم، أن اليهود ينفقون مع المسلمين ما أن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم، وأن بينهم النصر على دهم يثرب، وأن من خرج منهم فهو آمن، ومن قعد بالمدينة فهو آمن، إلا من ظلم أو أثم، وأن الله عز وجل جار لمن بر واتقى، وكذلك محمد صلى آله عليه وسلم. فأي إنسانية  وأي حضارة، وأي رقي، وأي تعايش سلمي، أو تقدير لمفاهيم الإنسانية يمكن أن يرقى إلى ما كان من تسامح رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنصافه.

العدل

ومن أهم تزخر به النظرية الأخلاقية قيمة العدل، هذه القيمة التي تحمل بين طياتها معاني ودلالات لا تكفي للتعبير عنها ألفاظ وعبارات إذ هي إعطاء كل ذي حق ما يعادل حقه ويساويه دون زيادة ولا نقصان، ويمكن أن نعرفه بأنه المساواة بين التصرف وبين ما يقتضيه الحق دون زيادة ولا نقصان،  ومن أجل ذلك كان ميزان رمزا لإقامة العدل  فإذا ظهرت أمارات العدل وأسفر عن وجهه بأي طريق كان فثم شرع الله ودينه.

والناظر في حال البلدان في الأمصار و الأقطار يجد هذه الحقيقة المسلم بها ألا وهي أن أكثر البلدان عدلا أكثرها نماء و ازدهارا وتقدما أخلاقيا و اجتماعيا و اقتصاديا، و العكس صحيح أن أقل البلدان عدلا وأكثرها ظلما تجدها تتكبد الخسائر و الويلات الواحدة تلو الأخرى، تعيش الانتكاسة تلو الأخرى في بؤر الحرب و التخلف.

فالعدل قيمة كبرى من قيم النظرية الأخلاقية القرآنية وأحد أسسها ومرتكزاتها فإذا تحققت هذه القيمة تحققت المصالحة مع الذات ومع الآخر، وأصبح طريق العلاقات مع بين الأفراد هذا الكون معبدا تحكمه قيم النظرية الأخلاقية المبنية على العدل و القسط والحكمة في كل البلدان والأوطان وفي سائر الأقطار و الأمصار، وهذا غير غريب على شريعتنا الاسلامية يجد القرآن الكريم يعج بعدد من الآيات الداعية إلى العدل و القسط و الحكمة.

فالعدل مطلب شرعي وضرورة حضارية إذ هو سبيل نهوض الحضارات و تقدمها نحو تحقيق نموذج حضاري متكامل تسوده الحرية و المساواة و الكرامة قائم على الموازنة بين الحقوق و الواجبات مساهما في بناء ما رسمت الشريعة من كليات.

فقيمة العدل هي المحدد المنهجي للربط جسور التواصل مع الآخر في مختلف الأحوال والظروف، وتحت مختلف السياقات التاريخية والاجتماعية والسياسية، فبتحقق هذه الخاصية الربانية المجسدة للرؤية القرآنية يتحقق التواصل والانفتاح الحضاري مع الآخر، وتتعبد طرق التعاون والتآزر، وإذا كان لكل دين سمة يتسم بها فسمة الإسلام هي العدل، وهو شعاره وخاصيته، والعدالة هي الميزان المستقيم الذي يحدد العلاقات بين الناس في حال السلم والحرب، فهي القسطاس المستقيم الذي به توزع الحقوق، وبه تحمى الحقوق، وبه ينتظم الوجود الإنساني.

فالعدل هنا بمثابة الميزان إذا اختلت إحدى كفتيه اختلت معادلة الوجود الإنساني، وأطمست ملامح البناء الحضاري المنشود وضاعت سبل الاصلاح الموعود، وهنا تثبت معادلة ابن خلدون الظلم مؤذن بخراب العمران” والظلم نقيض العدل، وأنا أقول أن العدل في بنيان الحضارات سلطان.

هذا إن دل فإنما يدل على عالمية الإسلام وقيم الإسلام هذه العالمية التي ليست هي عالمية تعصب، أو دعوة تنطلق من الخصوصية الجغرافية البشرية لمضاهاة العالمية الغربية، إنها عالمية  الرحمة لنا و للغربيين على حد سواء وللعالم كله.

إضافة إلى قيمة العدل كقيمة مجسدة لرؤية الأخلاقية القرآنية مجسدة لعالمية الخطاب القرآني القائم على بعث روح أخلاقية كفيلة بإعطائنا نموذجا أخلاقيا متكاملا، تصبوا إلى تحقيقه أمم وشعوب عبر المعمور.

الرحمة

ومن أبرز القيم التي تزخر بها منظومتنا القرآني الأخلاقي نجد قيمة الرحمة تجسيدا لدعوة الأمر الرباني القائل: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)(الأنبياء:107)، فالرحمة تدل على رقة في القلب يلامسها الألم حينما تدرك الحواس أو يتصور الفكر وجود الألم عند شخص آخر، أو يلامسها السرور حينما تدرك الحواس أو يتصور وجود المسرة عند شخص آخر، فهي مشاركة الكائن الحي لغيره في آلامه ومسراته، والشعور بمثل مشاعره، ولا يشترط في المماثلة التساوي في المقدار، وإنما يكفي فيها المشاركة العامة في الألم والمسرة، فالرحمة منبع كريم يفيض بالعطاء.

فالرحمة قيمة أخلاقية قرآنية قائمة على التفاعل  التكامل بين الذات والآخر في علاقة تأثيرية تأثرية عطائية قائمة على الشفقة والاحساس والبدل والعطاء دون مقابلمن هنا نستشف أن قيمة الرحمة هي جسر من جسور ربط العلاقة مع الآخر و الانفتاح عليه و تبادل الخبرات معه.

من خلال ما سبق نستشف أن الأخلاق القرآنية أسست نظاما قيميا عالميا لم يسبق للديانة من الديانات السماوية أن شهدت من قبيله نظاما، هذا النظام القائم على مراعاة مصالح الذات و المصالح الآخر بوجه العدل و الرحمة، مبرزة معالم عالمية الخطاب القرآني المبني على جعل الناس جسدا واحدا رغم اختلاف اللون والعرق والدين، إلا أن هذه القيم الكبرى هي الناظمة للعلاقة بينهم مما يضمن النجاح على جميع الأصعدة والمستويات فعلى سبيل المثال لو تحقق السلم و التعايش والتسامح و العدل بيننا و بين الآخر، فكل هذه القيم ستقودنا إلى تمتين العلاقات مع الآخر مما ينعكس ذلك على جميع المستويات اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا، يساهم في اعمار الأرض بالفعل الحضاري ويساعد الإنسان على تأدية وظيفته الاستخلافية على أتم وجه وأكمل مقام.