ما لم تسبح بدموع عينيك.. لم تأت بسنة الغسل

 

إنها إشارات أهل الطريق.. عند كل مدى ومضيق…

في بحبوحة الحياة.. أم عند مضيق العيش فيها.. لا تنس تلك اللحظة الماثلة في يقظة الوجدان لديك.

إنك في تلك اليقظة تعيد إلى ذاتك شلالات من مشاعر النقاء التي ضاعت منك بين ضجيج أيامك ولياليك.

ضاعت بين زحام حاجياتك ” الأنوية ” وشبكة مصالحك.

إهدأ بين كل هذا هنا…وهنا في محراب العبودية المنتصبة -لا المنكسرة- بشعور الإنابة  لله تعالى..، ستجلو تلك الدموع عن فطرتك الغبار..، ذلك الغبار الذي أثارته تلك”الترابية” فيك، وراكمت طبقات منه على روحك وأنت تطلب حاجياتك في صورة صراع الإنسان من أجل البقاء.

وحتى في لغة البقاء هذه ضاع الإنسان وتاه..، إذ لو حقق صدق الفهم للبقاء..، لطلب النقاء..، وهو الطريق الصالح لبلوغ المقصود، لتطلب مغتسلك إذن..، في ندى دافيء القطرات..، لتبدو من جديد مشهديتك الأنيقة وهي إنسانيتك أنت إنسان الروح…تلك الروح المفعمة بالحب والتسامح والغفران..، العابرة لكل أشكال الفروقات التي تحجرت فيها أفهام في غرف مظلمة الجهات..

دموع الإنابة والشوق يا قارئي ..هي لحظة فرح خفية في عالم الروح..

إنها زيت مقدس في قناديل إنسان النور.. والتنوير ..

إنها يقظة الوجدان الدافعة لرحلتك نحو داخلك المليء بأسرار : (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).

وإني في مخاطبتك بهذه الكلمات كنت “أنا” فيها أيضًا، لأني كنت أنظر في المرآة ليس إلا.

محمد شعبان. / لبنان.