تعتبر نظرية الانسحاق العظيم (The big crunch) نتيجة رئيسة عن الانفجار الكبير، ففي هذا السيناريو لا يستمر توسع الكون إلى الأبد، فبعد فترة غير محددة من الزمن قد تكون تريليونات السنين وعندما يصبح معدل كثافة الكون كافيًّا لإيقاف التوسع ستبدأ عملية انهيار الكون على نفسه، وطيه وستتداخل كل المادة والجزيئات داخل بعضها البعض لتشكل حالة فائقة الكثافة، وهذا السيناريو يبدو كنَـفسٍ واحد يتكون من “زفير” هو الانفجار الكبير و”شهيق” وهو الانسحاق العظيم. وهناك نظرية الشفط العظيم (False Vacuum) حيث قد تظهر فقاعة من كون آخر بديل وتبدأ بالتوسع بسرعة الضوء، وإذا كانت الفقاعة في مستوي أدنى من مستوى طاقة فقاعتنا فعندئذ قد يٌمسح كوننا من الوجود، وتبتلعنا. وتتحلل كل البروتونات الموجودة في مواد الكون أو قد تقوم الشمس بابتلاع الأرض خلال مدة زمنية طويلة.
وبجانب هذه النظريات العلمية الأربع توجد عدة سيناريوهات علمية أخري. فالكثير من العلماء يعتبر ظاهرة الاحتباس الحراري وتوابعه من التغير المناخي هي المهدد الأعظم لكوكبنا. حيث زيادة التصحر في بعض المناطق، وخلل في توزع الكائنات الحية وتكاثرها، وانتشار كبير للأوبئة في العالم، كما ستغمر مناطق عدة من اليابسة بالمياه بسبب ارتفاع منسوب المحيطات والبحار. وتدهور الظروف المناخية والمعيشية عالميًّا قد يؤدي إلى اضطرابات سياسية ومجاعات وحروب أهلية. وتحيل إحدى النظريات العلمية التقلبات المناخية والاحتباس الحراري إلى تقلبات حرارية في باطن الأرض وليس في غلافها الغازي، مما يؤدي لارتفاع وتيرة حدوث الزلازل والبراكين.
ورغم محاولات الحد من انتشار “أسلحة الدمار الشامل” في العالم، إلا أن احتمال استعمال المخزون الهائل منها على نطاق واسع يبقى واردًا. ويمكن أن يؤدي استعمال أحد الأسلحة النووية إلى سلسلة انفجارات هائلة قد تقضي على مظاهر الحياة. ولا يمكن استثناء الأسلحة الكيميائية والبيولوجية التي تصنف أيضًا في خانة أسلحة الدمار الشامل. ولعل النظام العالمي الحالي الذي يجعل المجتمعات البشرية كتلة متصلة واحدة يضاعف من خطر انتشار الأوبئة، وظهور أوبئة جديدة تنتشر بسرعة كبيرة. ويكون التحدي في هذه الحالات هو إيجاد العلاج قبل توسع دائرة انتشار المرض، وفقدان السيطرة عليه. وقد يشكل الإنسان مصدر الخطر بحد ذاته من خلال تطويره لفيروسات مخبرية. ففي عام 2011 أعلن عن تطوير نوع جديد من أنفلونزا الطيور معمليًّا، ويمكن انتشاره في الهواء وعبر الحيوانات. ومجرد خروجه من المخبر قد يشكل كارثة عالمية.
إن احتمال ارتطام كويكب بالأرض هو مصدر قلق حقيقي للعلماء. ففي عام 1908 سقط نيزك في سيبيريا، ولم يترك أثراً لحياة على مساحة تزيد عن ألفي كيلومتر مربع. ويعمل العلماء حاليًا على تطوير أنظمة رصد الكويكبات والأجرام السماوية التي تشكل خطرًا على كوكبنا. إن هندسة الذكاء الاصطناعي ستصل إلى مرحلة يستقل فيها الرجل الآلي (الروبوت) عن حاجته للإنسان. وعندها يمكن أن ينقلب على صانعه ويقضي عليه. لأن تطور الذكاء الاصطناعي يقوم على إعطاء الحاسوب إمكانية التعلم الذاتي وتطوير قدراته عبر دراسة وتحليل العمليات التي يقوم بها والمعلومات التي يجمعها، فضلاً عن إنتاج روبوتات متحركة ذاتيًّا ومزودة بأسلحة فتاكة. ويميل علماء إلى رؤية نهاية العالم وفق نظرية “كرة الثلج المتدحرجة”. حيث تتابع وتتداخل أحداث عدة. فـ”نهاية العالم” لا تنحصر في حدث/ زمن/ سبب معين، إنما ستكون تدريجية، وتتابعية، وتراكمية.
التصورات السينمائية سيناريو الظواهر الكونية والتغيرات الشمسية
تدور أفلام “شروق الشمس” Sunshine 2007″ للمخرج “داني بويل”، و(المعرفة) Knowing 2009″ لأليكس بروياس، و”2012” (2009) “لرولان إيميريش” حول تساؤلات: ماذا لو توقفت الشمس عن إنتاج أشعتها، وماذا لو “ماتت”؟. وكيف يٌمكن إحيائها من جديد لكيلا تموت الأرض. كما تشير لنشاط عاصف هائل في تركيب الشمس الداخلي يؤدي لانفجارها. فتحترق كل أشكال الحياة على الأرض، وتتبخر مياه البحار والمحيطات. وتناول الفيلم الثالث سيناريو انبعاث كبير للنيوترونات من سطح الشمس. وتمتصها الأرض فتسبب تغيرًا في حرارة المنطقة المنصهرة تحت القشرة الأرضية ما يتسبب في زلازل، وبراكين، وأمواج مد هائلة (تسونامي)، وتغيّر في موقع القطبين الشمالي والجنوبي (نظرية التزحزح القطبي). ويحاول البشر الفرار، فلا ينجو إلا من يركب قوارب النجاة “أركس”، ويواصلون الرحلة
سيناريو ارتطام كويكب مسبار بالأرض
في عام 1980.. اقترح البروفيسور “والتر ألڤاريز” “نظرية الاصطدام” لتفسير “نهاية العصر الطباشيرى” منذ أكثر من 65 مليون سنة. وعندها انقراضت الديناصورات وغيرها. ويقدر حجم الدمار الكوني الناتج عن هذا الاصطدام بحوالي 60-85% من إجمالي مظاهر الحياة الأرضية. فلماذا لا يتكرر الارتطام فيسبب فناء الحياة البشرية؟.
ويُشخص فيلم “أرمجيدون Armageddon 1998” للمخرج “مايكل باي” هذه الافتراضية. حيث يصطدم مذنب كبير بحجم ولاية “تكساس” بالأرض. وعرض لإنقاذ الأرض عبر سفر مجموعة عمليات (ناسا) للفضاء للقضاء على المذنب قبل وصوله. أما في “الصدام العميق”Deep Impact 1998” للمخرجة “ميمى ليدر” فهناك خطر ضخم يقترب من الأرض. ويقوم فريق إنقاذ فضائي برحلة للمسبار المضطرب لإصلاحه قبل انفجاره. ويُعالج الفيلم الأمر من زاوية إنسانية تُلقى الضوء على بشر تتأثر حياتهم عقب معرفتهم بالخبر. مُستعرضًا ردود أفعالهم الوجدانية تجاه الموت/ الفقد المرتقب. وتستوحي فكرة فيلم “Melancholia 2011” سيناريو وأخرج “لارس فون ترايير” من نظرية الكوكب (X) الذي ربما يصطدم بالأرض قريباً. وحكي قصة شقيقتين، وعلاقتهما المتوترة في وقت اقتراب هذا الكوكب الغامض. ويعرض لطريقة النجاة عبر ركوب مكوك فضائي ومغادرة الأرض قبل الاصطدام الوشيك.
سيناريو التغيرات المناخية والتلاعب بالهندسة الوراثية
وتحذر أفلام: “اليوم بعد غد”The Day After Tomorrow 2004” للمخرج “رولان إيميريش”، و”الحدث” The Happening 2008″ للمخرج “إم. نايت شيامالان”، و”نهوض كوكب القردة “Rise of the Planet of the Apes” “لروبرت ويات”، و”بين النجوم”Interstellar 2014″ لـ”كريستوفر نولان”،”سان أندرياس” San Andreas 2015″ لـ”براد بايتون” من مشاكل: “الاحتباس الحراري”، و”غبار أرضي لافح”، وزلازل هائلة مُدمرة” تتسبب جميعها في إنهاء الحياة على الأرض. عبر غرق المدن، وغمر الثلوج، وموت البشر والشجر والحيوان، وعودة عصر جليدي جديد. وتؤكد على أن: “عدم تقدير الإنسان للطبيعة سيحولّها إلى منتقم”. ومن شأن “الأخطاء البشرية، والتلاعب بالهندسة الوراثية” أن يُنهي الحياة على الكوكب. فقد تخرج “قردة مُندسة وراثيا” عن سيطرة البشر وتتخلص منهم لتتولي مقاليد الأمور.
سيناريو الجائحات القاتلة والتحولات الفتاكة
كان لرواية “أنا أسطورة” I’m a legend 1954″ للكاتب الأمريكي “ريتشارد ماثيسون” أثرُا كبيرًا في ميثولوجيا وأدب “الموتي الأحياء” الزومبي Zombie، و”نهاية العالم” بسبب الأوبئة والأمراض. تم اقتباس الرواية في عدة أفلام مثل: “الطيور”The Birds (1963)، و”آخر رجل على الأرض” (1964)، و”ليلة الأموات الأحياء” (1968)، و”رجل أوميغا” (1971)، و”الشر المقيم”Resident Evil (2002″، و”بعد 28 يوماً”28 Days Later 2002″، و”أنا أوميغا” (2007)، و”أنا أسطورة”I’m a legend (2007″، و”عدوي” contagion (2011″، و”حرب الزومبي العالمية”World War Z 2013″. وتتنوع مقاربات هذه الأعمال الفنية حول انتشار طيور فتاكة، أو أوبئة فيروسية خطيرة (بعضها أنتج من التعديل الوراثي لفيروس الحصبة)، أو حيوانات شمبانزي تحمل فيروسات قاتلة أو مرض دماغي خطير. وتؤدي هذه الأمور لحصد أرواح البشر سريعًا، ومُهاجمة الباقيين ليتحولوا لمسخ بشري، ولموتي أحياء يأكلون البشر. وتكون النهاية بتحول المدن لمدن أشباح.
سيناريو الحروب النووية
إن كثرة التجارب النووية ومضاعفاتها من صنع وحوش ديناصورية لا يمكن إيقافها، أو شن حروب نووية ستتسبب في كوارث هائلة، ودمار واسع، وانحراف الأرض عن مدارها واقترابها أكثر الشمس. ومن ثم سيحترق البشر والحيوان والشجر. هذا ما تعالجه أفلام سينمائية منها: في “يوم نشوب حريق الأرض” The Day The Earth Caught Fire 1961″، وسلسلة أفلام “غودزيلا” Godzilla 1954، 1998، 2014″، و”مجموع كل المخاوف” The sum of all fears 2002″، و”كتاب إيلاي”The Book Of Eli 2010″.
سيناريو الكائنات الفضائية
“علاقة شائقة”، وتاريخ طويل للسينما العالمية مع “فانتازيا” الكائنات الفضائية. وتباينت أشرطة “الفن السابع” تبعاً للتفاوت الكبير بين الأفكار الإبداعية، والتقنيات التأثيرية التصويرية، و”السخاء” الإنتاجي القديم، والحديث. وبين هذا وذاك أثارت تلك الأعمال أذهان ومشاعر ملايين المشاهدين. واستمتعوا بوجبات دسمة صنعها “طهاة مهرة” علي شرف “ضيوف متنوعين، أو حتى غزاة مُدمرين”. ومن هذه الوجبات الفنية أفلام: “نهاية العالم”End of the world 1977″، وسلسلة أفلام “حروب النجوم” Star Wars ، و”حــرب العــوالـم”War of The worlds 1953، 2005″، و”يوم الإستقلال”independence day1996″، و”العنصر الخامس”The Fifth Element (1997)،The Astronaut’s Wife (1999″، و”الظاهرة الغامضة”Signs (2002″، و”المتحولون: الجانب المظلم للقمر”Transformers: Dark of the Moon (2011)، و”معركة لوس انجيلوس”Battle Angeles Los (2011″، و”نهاية العالم”The World’s End(2013″، و”حافة الغد”Edge of Tomorrow (2014″ الخ. وتحكي عن كائنات فضائية متنكرة، ومخلوقات متوحشة ومفترسة تقتل البشر، وغرباء وغزاة للأرض من عوالم أخري، ومسوخ فضائية لتدمير البشرية. وسفر بين الكواكب، وكائنات آلية متطورة، ومركبات طائرة، وصواريخ عابرة لمجرات أخرى. أجناس كثيرة غير البشر أكثرهم شريرون مدمرون للأرض. كما تسرد ردود الأفعال الآدمية نحو اكتشاف كائنات أخري تريد احتلال الأرض، والاستيلاء على خيراتها.
سيناريو ثورة الروبوتات والأبطال الخارقون
ماذا لو استُبدل البشر بدون أن يعرفوا ذلك؛ من خلال كائنات تحتل أجسادهم، وتصبح كائنات خالية من العاطفة؟. هل سينتهي البشر وتخلو الأرض لهذه المخلوقات التي احتلت الأجسام. يسرد فيلم Invasion of the Body Snatchers (1978″ هذا السيناريو. عندما يصنع البشر الروبوتات ويسخرونها لخدمتهم، لكنها قد تُطور نفسها، ذاتياً. وبذكائها الخارق، ومشاعرها غير الإنسانية تتحرر، وتحتل العالم سيناريو تم تجسيده في “المبيد” The Terminator” 1984″ الذي يعتبر أن عملية “الذكاء الاصطناعي” ستصل لمرحلة استقلال “الروبوتات”. وعندها (عام 2029) سينقلب على صانعيها، وتقضي عليهم. وتفترض سلسلة أفلام “المصفوفة”Matrix 1999” من تأليف وإخراج الأخوين (آندي، ولاري)، سيطرة الآلات على البشر. وتنشأ حرب بين البشر والآلات التي تعتمد على الطاقة الشمسية كمصدر لطاقتها. ولحجب تلك الطاقة قام البشر بحرق الأرض لمنع وصول أشعة الشمس. ومن ثم تقاوم الآلات عبر بناء حاسوب ضخم يرتبط بالأجنة البشرية لتدجينها والاستفادة منها كمصدر بديل للطاقة. ويطرح العمل مجموعة أسئلة فلسفية، ووجودية، وإيحاءات ميثولوجية. ودار فيلم “أنا روبوت” “I, Robot 2004” للمخرج “أليكس بروياس” حول ثورة الروبوتات “كائنات تمتلك إرادة حرة”. وسعيها لتجميد التحكم البشري الذي يساهم في دمار الأرض. وقص العمل “ملحمة مؤثرة” عن تضحية روبوت بنفسه لإنقاذ البشر من سيطرة أشقائه.
أما فيلم “رجال- أكس”X-Men 2000” ففيه يحارب الأبطال الخارقون أمثالهم من رموز الشر الذين يحاولون تدمير العالم. بينما يقص “أربعة مذهلون” Fantastic Four 2005″ حكاية فريق يسافر للفضاء الخارجي لرصد غيوم الطاقة الكونية. حيث أوشكت واحدة منها بالمرور قرب الأرض. ويحدث خطأ في التوقعات فتأتي الغيوم قبل موعدها. ويعود الفريق للأرض ويكتشفون باكتسابهم قدرات خارقة.
سيناريو المعرفة ونهاية النهاية
يقدم فيلم “أرض الغد”Tomorrow land 2015” لبراد بيرد حلاً “مغايراً” لم يُطرح في سيناريوهات فنية سابقة. فتحدث عن “المعرفة/ الخلاص”، فنحن نعرف أن العالم مصيره الزوال دون أن نحرك ساكنًا. لكن “الفناء الحقيقي” في “اليأس/ السلبية” ونكران المصير المنتظر. بينما تُستكمل مسيرة التدمير المتناسب مع مظاهر الراحة المؤقتة، دون حساب واعتبار للأجيال القادمة.