(حراء أونلاين) لقد تم تدشين “وثيقة الأخوة الإنسانية” من منطلق السلام والعيش المشترك بين الكنيسة الكاثوليكية والأزهر الشريف، حيث تعهد الطرفان بالعمل على إيصال هذه الوثيقة إلى صناع القرار العالمي، والقيادات المؤثرة ورجال الدين في العالم، والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية وقادة الفكر والرأي.
ولقد شملت الوثيقة 10 بنود أساسية وهي:
أولا: الإيمان بأن التعاليم الصحيحة للأديانِ تدعو إلى التمسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك.
ثانيا: الحرية، فلكل إنسان الحق في حرية الاعتقاد والفكر والتعبير والممارسة، وأن التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة ربانية خلق الله البشر عليها.
ثالثا: العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة.
رابعا: التسامح، إن نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية التي تحاصر جزءا كبيرا من البشر.
خامسا: الحماية، حيث أكدت الوثيقة أن حماية دور العبادة من معابد وكنائس ومساجد، واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية.
سادسا: الإرهاب، هذه الآفة البغيضة التي تهدد أمن الناس، سواء في الشرق أو الغرب، وفي الشمال والجنوب، ويلاحقهم بالفزع والرعب وترقب الأسوأ، ليس نتاجا للدين.
سابعًا: مفهوم المواطنة الذي يقوم على المساواة في الواجبات والحقوق التي ينعم في ظلالها الجميع بالعدل.
ثامنا: العلاقة بين الشرق والغرب ضرورة قصوَى لكلَيهما، لا يمكن الاستعاضة عنها أو تجاهلُها، ليغتني كلاهما من الحضارة الأُخرى عبر التبادل وحوار الثقافات.
تاسعا: للمرأة الحق في التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية وكذلك وجوب العمل على تحريرها من الضغوط التاريخية والاجتماعية.
عاشرا: للأطفال حقوق أساسية في التنشئة الأسرية، وإن التغذية والتعليم والرعاية، واجب على الأسرة والمجتمعِ، وينبغي أن توفر وأن يدافع عنها، وألا يحرم منها أي طفل في أي مكان، وأن تدان أي ممارسة تَنال من كرامتهم أو تخل بحقوقهم، وكذلك ضرورة الانتباه إلى ما يتعرضون له من مخاطر -خاصة في البيئةِ الرقميَّة- وتجريم المتاجرة بطفولتهم البريئة، أو انتهاكها بأي صورة من الصور.
الحادي عشر: المستضعفون من المسنين وذَوي الاحتياجات الخاصة، حماية حقوقهم ضرورة دينية ومجتمعية يجب العمل على توفيرها وحمايتها بتشريعات حازمة وبتطبيق المواثيقِ الدولية الخاصة بهم.
وقد جاءت وثيقة الأخوة الإنسانية في ظل صراعات وحروب وانتشار الإرهاب في العالم، فهي بمثابة نقطة مضيئة في عالم مظلم من أجل نشر ثقافة التسامح والمحبة بين البشر. وهي دعوة للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة. وهي في الوقت نفسه تشكل نداء لكل ضمير حي ينبذ العنف البغيض والتطرف الأعمى، ولكل محب لمبادئ التسامح والإخاء التي تدعو لها الأديان وتشجع عليها. وهي شهادة لعظمة الإيمان بالله الذي يوحد القلوب المتفرقة ويسمو بالإنسان. وأخيرا هي رمز للعناق بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، وبين كل من يؤمن بأن الله خلقنا لنتعارف ونتعاون ونتعايش كإخوة متحابين.