قامت في الليل وحيدة ، وعجزت شيخوختها عن حملها فسقطت على الأرض ….
وسقَـطْتُ في هَمٍّ عَـِتيّ مَنْ يا تُرى يرنو إلي؟!
وسقطتُ وحْدي في الدّجى ما اسطعتُ أصرخُ: يا بُنيّ
عجزتْ هنا شيْـخوختي هيهاتَ من عزمٍ قويّ
فبقـيتُ حـتّى الصبحِ ما أحدٌ دَرَى منهمْ: بَـنيّ!
وظللتُ أرقبُ دقَّ بابِ البيتِ مِنْ طَرْفٍ خَفيّ!
مَن ذا يُقيلُ تعَثّري؟ مَنْ يا تُرى يَحْنو عليّ؟!
فلقدْ شقِـيتُ بوَحْدتي لما مَـضَى زوجِي الوَفِيّ
كَمْ ضَجّ هذا البيتُ بالأطفالِ في مَرَحٍ جَلِيّ
يتَضاحكونَ يُهَرولونَ وبالمُنَى.. كُلٌّ حَـفِيّ
هذِي تَمنّتْ لُعبةً ذا مالَ للرطَبِ الجَـنِيّ
تلهُو هناكَ صبيةٌ وهنا يدَاعبني صَبيّ
البِرُّ في نظراتهمْ ما فيهمُ أَحَدٌ عَـصِيّ
والحُسْنُ في بسماتهم يبْدونَ كالزّهرِ النّديّ
ودعَوتُ ربّي خالقي بضراعةِ القلبِ الزّكيّ
يغشَى الفلاحُ خُطاهمُ وأجابَنِي ربّي العـليّ
كَبُرَ الصغارُ فأقْبِلي أيْ يا سعادةُ بالعَشيّ
ومَضَوا يجدّونَ الخُطَا ما عادَ مِن أحدٍ لدَيّ
شقّوا الطريقَ وغُيّبوا ما عادَ يطرُقُني وليّ
والآنَ بَعْدَ مُضيّهم يشتاقهمْ بيتٌ خَلِيّ
أنا لا أقولُ بأنهمْ عَقّوا، فما فيهم شقيّ
أبدًا ولكنْ شدّهم سعْيُ الحياة لكُلّ حيّ
ياربُّ فاقْبلْ عُذرَهمْ رُحْماكَ من أجْلِ النّبيّ!