على مائدة هذا المساء لا شي سوى أنني أقمت كشجرة وحيدة في حقل دفتري الأصفر….
يا لقسوة رسائلك الصيفية وهي تعبر من ثكنات محبرتك وكأنها سرب رصاص مسكوب في حدائقي…
لا شيء سوى أنني أصبحت بعثرات عمر تناثر على أروقتك حتى تلاشى كالظل في بهو الليل الطويل….
سيد الغيابات لا أنت على مقربة من شاطئ حلم ولا أنت البعيد الذي عبر بقوارب الوقت….
تعمدت أن اتكئ على رفوف الأيام الخاليه منك حتى أعيد ترتيبك في محفل أبجدية اسمي….
تعمدت أن أغلق إضاءة قناديل قلمي حتى أجبر الحبر على عصيانك….
كيف لهذا العالم المتسع أن يزرع تلك المسافات الشاسعة بينك وبيني….
أن يقيم تلك الحواجز وتلك المحيطات ولا نلتقي في منتصف سطر وحرف…..
على مائدة المساء تتراكم كل الأشياء الباهته كأنني ارتديت وشاح رماد تحت سماء باكية….