دعني في البداية أن أسألك هذا السؤال: أين تجد قيمتك؟
لا شك أن كل واحد منا له جواب على هذه السؤال، والجواب عليه يختلف من شخص لآخر، فمن الطبيعي أن كل واحد منا يحتاج إلى أن يشعر أن له قيمة، والاختلاف بين الناس يرجع بالأساس إلى مصدر هذه القيمة.
فهناك من يجد قيمته في كثرة المتابعين على الفيس بوك، وهناك من يجد قيمته في كثرة المدح من طرف الناس، وهناك من يجد قيمته في السيارة التي يمتلك، وهناك من يجد قيمته في المنصب الذي يشتغل فيه أو الذي وصل إليه وإن كان عن طريق الغش والتحايل، وهناك من يجد قيمته في قوة عضلاته، وهناك من يجد قيمته في كثرة الفتيات اللواتي يتواصلن معه والعكس صحيح، وهناك وهناك…. واللائحة تطول.
لست ضد كل ما سبق لكن، دعني أقول لك أن قيمتك الحقيقية لا تكمن في سفاسف هذه الأمور التافهة الزائلة الفانية؛ بل قيمتك الحقيقية بداخلك أنت، قيمتك السلام الداخلي، قيمتك التعلق بالله تعالى بدل التعلق بالناس، قيمتك الأنس بالله تعالى والانشغال به عن الخلائق، قيمتك الحقيقية هي الشعور بالسكينة والطمأنينة وراحة البال.
فلا أنصحك أن تبحث عن قيمتك عند الناس؛ لأن هذا سيسبب لك الاضطراب النفسي والانزعاج والحزن، فمثلا: الشخص عندما يتوقف عن عمله، يستاء ويشعر باليأس والقنط نتيجة التوقف عن المنصب الزائل، وآخر عندما ينقص عدد متبعيه على الفيس بوك يشعر بالانزعاج، والآخر عندما يتسبب في حادثة سير ويخسر سيارته ينزعج وتسودّ الدنيا في عينه.
أيها القارئ إن كنت من هذا الصنف فإني أدعوك أن تقلل من هذه القيم، وتبحث عن مصدر قيمتك بداخلك، ولا تبحث عنها من مصدر خارجي، فحوّل قيمتك في الحصول على كثرة اللايكات على الفيس بوك إلى قيمة أن تذكر في الملاء الأعلى عند الله تعالى وملائكة الرحمن.