(حراء أونلاين) صدر عن الدار العربية للعلوم في بيروت كتاب بعنوان “الدين في الغرب” للكاتب عزالدين عناية الأستاذ بجامعة روما-إيطاليا. والكتاب هو إطلالة على نظام اشتغال العقل الديني الغربي وعلى نمط سير مؤسّسة الكنيسة.
يضمّ الكتاب سلسلة من الدراسات تراوح بين المقاربة التاريخية ذات المنزع التحليلي، والرؤية السوسيولوجية ذات المنحى التفسيري.
يتابع المؤلف من خلاله تمظهرات الفعل الديني سيما لمّا يتمأسس الدين ويغدو مؤسسة تنشد النفوذ والهيمنة. ففي تلك الرحلة للدين من الشعيرة، إلى الفكرة، إلى المؤسسة، ثمة ضبابية في التصورات العربية يصحبها قصور في معالجة مسائل الواقع الغربي متأتية من نقص أدوات المتابعة ومحدودية الإلمام بقضايا المسيحية المعاصرة. والغرب الديني ممثَّلا في كنيسته الكبرى الكاثوليكية، ومختلف أنواع الإنجيليات الجديدة، وسائر الكنائس البروتستانتية والأنغليكانية، تبرز حاجة ملحة في الراهن إلى متابعة مساراته وتوجهاته وتحولاته، بموضوعية وعلمية، لِما لها من عميق الأثر في بلاد العرب، خصوصا وأن تلك المواقع الدينية تساهم مساهمة فعالة في بلورة الرؤية السياسية الغربية نحو العرب.
من هذا المنظور فالكنيسة، وبوصفها مؤسسة مركّبة، فهي قوة فاعلة ونافذة في كثير من البلدان، لا يضاهي حضورها حضور أي مؤسسة دينية في العالم، برغم الواقع العلماني المحتضن لها. وتبعا لهذا الدور ليس الغرب هيمنة سياسية، أو نفوذا اقتصاديا صرفا، يخلو من أبعاده الدينية، بل هو مركّب متنوع تُشكِّل الرؤى الدينية جانبا مهمّا من مكوناته وهو ما حرص الكتاب على إبرازه.