حظي من الحسناء

رَضِيتُ بِأقْدَارِي فَلَسْتُ أُعَاتِبُ ** وَلَنْ تُخْلِفَ الأيَّامُ مَا اللهُ كَاتِبُ

وحَظِّي مِنَ الحَسْنَاءِ أنِّي عَرَفْتُهَا ** وَذَلِكَ إحْسَانٌ بِهِ الحَمْدُ وَاجِبُ

فَرُؤْيَةُ لَيْلَى تَمْلَأُ النَّفْسَ بَهْجَةً ** وَتَخْتَـصِرُ الدُّنْيَا فَيَقْنَعُ رَاغِبُ

فَلِلْبَحْرِ أحْوَالٌ وَلِلْمَوْجِ غَضْبَةٌ ** وَلَكِنْ إلَى لَيْلَى تَسِيرُ المَرَاكِبُ

وَمِنْ يَوْمِ أنْ لَاحَتْ إلِيَّ تَغَيَّرَتْ ** مَلَامِحُ أيَّامِي وَكَانَتْ عَجَائِبُ

فَفِي حُبِّ لَيْلَى قَدْ يَتُوبُ مُعَرْبِدٌ ** وَفِي حُبِّ لَيْلَى قَدْ يُعَرْبِدُ تَائِبُ

وَتَسْأَلُنِي لَيْلَى لـِمَـاذَا أُحِبُّهَا ** وَوَالله لَا أدْرِي بِمَاذَا أُجَاوِبُ

إذَا عَرَفَ الإنْسَانُ للْحُبِّ عِلَّةً ** فَقَدْ كَذَبَ الإنْسَانُ وَالحُبُّ كَاذِبُ

وَمَا قِيمَةُ الأشْعَارِ إنْ لَمْ يَكُنْ بِهَا ** حُضُورٌ لِلَيْلَى وَالقَصِيدُ مَرَاتِبُ

فَأفْضَلُ شِعْرٍ مَا تَمَسُّ حُرُوفَهُ ** وَلَا خَيْرَ في شِعْرٍ إذا ما تُجَانِبُ

وَأفْضَلُ مِنْ كُلِّ القَصَائِدِ صَوْتُهَا ** بِأيِّ كَلَامٍ.. حِينَ لَيْلَى تُخَاطِبُ

وأنكرَ قلبي الحُبَّ حتَّى عَرَفْتُهَا ** فَقَرَّ هَوَاهَا والحَيَاةُ تَجَارِبُ
يُنَادي عَلَيَّ الحُزْنُ في كُلِّ لَيلَةٍ ** ووجْهُكِ يا لَيْلَى عنِ الحُزْنِ حاجِبُ
وَيَهْرُبُ منِّي العُمْرُ ثُمَّ يَرُدُّهُ ** لِقَاءٌ بِلَيْلَى أوْ خَيَالٌ مُدَاعِبُ

أنَا حَالَةُ العِشْقِ الَّتِي حَارَ وَصْفُهَا ** فَلَيْسَ لَهَا وَصْفٌ يُقَالُ: مُنَاسِبُ

قَدِ اخْتَلَفَ العُشَّاقُ في كُلِّ مَذْهَبٍ ** وَمَا اتَّفَقَتْ إلَّا عَلَيَّ المَذَاهِبُ

شعر:إيهاب عبد السلام