لبّـيـكَ لبّـيكَ، إني جئـتُ مُؤتـزرا

مِـن الـثّـيـابِ مـتـابـًا كـان مـنـحـسرا

مـوْلاي مـرّتْ سـنـيـنُ الـعـمْـرِ لاهـيـةً

ظـهـْر الـمـدى، واللّيالي تـقـصف العُـمُـرا

كـمْ سـيَّـرتْ أمـنـيـاتُ الـوهْـمِ مركبتي

فـي بـحْـرِ غـيٍّ فـلـم أدرك بـه دُرَرا

وكـمْ دفـعْـتُ إلـى الـتـيّـار قـافـيـتـي

جـهـلاً ولـمْ أقتبس من “سورة الشُّـعرا”

وكـم حـمـلـتُ عـلـى الأهـواءِ قافـلـتي

فـلـم أنـلْ مـن بـسـاتـيـنِ الهـوى ثمرا

وكـم بـنـيْـت قـصُـورًا كنـتُ آمَنُها

وأسُّـهـا، يـا لجهْـلي، كان طيفَ كرى

فـمـا ظـفِـرْتُ بـفَـيْءٍ أسـتـظـلُّ بـه

إلا الـسّديـم يـنـاجـي الـرّيـحَ والـمطـرا

مـوْلاي، طـاشـتْ سـهـامٌ كنت أحْسبُها

لـي عُـدّةً فـإذا سـهْـمـي قـد انـكـسـرا

وهـا أنـا جئْـتُ قـدْ مُـدّتْ إلـيـكَ يدي

مـن بـعـدمـا زار ذاتـي الشّيـبُ وانتشـرا

مـوْلاي لـبّـيْـكَ إنـي جئـتُ ملتـمسـًا

لـديـْكَ مـغـفِـرةً يـا خـيـرَ مـن غَـفَـرا

 

(*) رئيس تحرير مجلة المشكاة / المغرب.