لماذا تَحْمَرُّ وجوهنا عندما نشعر بالدفء؟

(حراء أونلاين) يقوم أحد الأجزاء الخاصّة في المخّ ويسمّى “الوطاء (Hypothalamus)، بتنظيم درجة حرارة الجسم بشكلٍ دائمٍ مثل الترموستات (المنظم الحراري)، وينقسم هذا المنظِّم إلى مركزين مختلفين في الوطاء، أحدهما مُعدٌّ لحماية الجسم من ارتفاع درجةِ الحرارة، والآخر يحميه من انخفاضها، وتقوم المستقبِلات الموجودة داخل الجلد بتنبيه هذه المراكز بكلِّ التغيرات التي تحدث في درجة حرارة الجسم.

تحدّد هذه المراكز الأنشطة التي ستقوم بها وفقًا للرسائل الواردة إليها من المستقبلات، فإذا كانت المعلومات الواردة إلى منظِّم الحرارة داخل المخّ تتعلّق بارتفاع درجة حرارة الجسم، فإنه يبدأُ على الفور في عمليّة خفض درجة الحرارة، فيرسل في البداية رسالةً إلى أوردة الدم الموجودة تحت الجلد لتوسيعها، والهدف من ذلك هو نقل الحرارة بالداخل أوّلًا إلى الجلد ثم إلى خارج الجسم، وعندما تتّسع الأوردة؛ ينقل الدم المنتشر في الجسم الحرارة التي يحملها إلى الهواء بسهولةٍ، ولهذا فإن السبب في احمرار الوجه هو تلك الأوردة المتَّسعة.

 الوطاء يُسمى أيضا “تحت المهاد”: يُعتبر حلقة الوصل بين الجهاز العصبي الذاتي والجهاز الإفرازي من خلال الغدّة النخامية، ويحتل الجزءَ الأكبر من الدماغ البيني حيث يقع أسفل المهاد وفوق ساق الدماغ، ويوجد الوطاء في أدمغة جميع الثدييّات والبشر، ويؤدي وظائف حيوية للجسم حيث يضبط بعض عمليّات التمثيل الغذائي، وبعض الأفعال اللاإرادية، ويقوم أيضًا بإنتاج وإفراز الهرمونات المحررة التي تقوم بدورها بضبط عملية إفراز الهرمونات في الفصّ الأمامي للغدة النخامية، كما يحتوي على مراكز التحكم بالجوع والعطش ودرجة حرارة الجسم، يرتبط تحت المهاد بالجهاز الحوفي الذي يعتبر المسؤولَ الرئيسي عن التحكم بالعواطف والأنشطة الجنسية من خلال العصبونات المفرزة للهرمون المحرّر لموجهة الغدد التناسلية.